مما لا شك فيه أن البطالة داء عضال، وظاهرة اجتماعية خطيرة تستلزم معالجتها بشتى الطرق، ونتيجة للتضخم الوظيفي في القطاع الحكومي تم توجيه الشباب نحو العمل بالقطاع الخاص لسعودة الوظائف الموجودة والتي يمكن للشباب والشابات القيام بها في ظل وجود سبعة ملايين عامل يعج بهم القطاع الخاص، ومن المؤسف أن القطاع الخاص لم يتجاوب مع سعودته وتوظيف الشباب واتخذ أساليب متعددة للتهرب من تعيينهم العاطل ما أدى ذلك إلى نشوء بطالة كبيرة جداً منذ عشر سنوات وزادت أعدادهم عاماً بعد آخر قد تصل لسنوات طويلة تسبب لهم الكثير من الآلام والاحباط وقد تؤدي إلى انحرافهم نحو مسارات الشيطان. وقد سبق أن عرض موضوع تخصيص إعانة بطالة للشباب والشابات تعينهم على ظروف الحياة لحين حصولهم للعمل المناسب لهم، إلا أن الوظيفة أصبحت حلماً لهم يحلمون به كل صباح ومساء ويحزنون على حالهم ويصيبهم القهر أن جهودهم في التعليم وحصولهم على الشهادة لتكون لهم فاتحة خير ولكن خاب ظنهم وتبددت أحلامهم حتى أصبحوا عالة على أسرهم للانفاق عليهم. ومن هنا جاءت القرارات والأوامر السامية الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين بعد عودته الميمونة من خارج الوطن بعد رحلة علاجية طويلة تكللت بالنجاح ولله الحمد، ومن أهمها وأجملها قرار تخصيص إعانة بطالة للشباب والشابات الذين تخرجوا من مدارسهم والجامعات والمعاهد المهنية والفنية والطبية منذ سنوات طويلة ولم يجدوا وظائف مناسبة تعينهم على ظروف الحياة وتساعدهم على الزواج وفتح بيوت عائلية تتيح لهم اكمال نصف دينهم وتحقق لهم الاستقرار، هذا القرار الذي انتظره هؤلاء الشباب بفارغ من الصبر منذ سنوات كان بلسماً شافياً مدخلاً الفرح والسرور لما يقارب الخمسمائة ألف شاب وشابة عاطلين عن العمل. إن تخصيص مكافأة بطالة للشباب والشابات لمدة عام ستكون حافزاً لهم للبحث عن العمل وليس كما يعتقد البعض أن هذه المكافأة ستكون رمزية وقليلة تكفيهم كمصروف شهري لهم فقط ولن تكون عوضاً عن راتب الوظيفة التي تعينهم في تحقيق أمور كثيرة، كما أن هذه المكافأة ترفع عبء انفاقهم عن كاهل أسرهم وخاصة الأسر الفقيرة والمعدمة التي هي ذاتها تحتاج للمساعدة وتعينهم في تحقيق بعض من مطالبهم وتحميهم من مذلة السؤال والانحراف الأخلاقي أو الوقوع في شبكات العصابات والإرهاب حمى الله عيالنا من شرورها لقد كان لوزارة العمل جهود ملموسة في تعيين بعض الشباب في القطاع الخاص من خلال صندوق الموارد البشرية في التنسيق مع لاكثير من القطاعات الخاصة في العديد من المجالات بضرورة تعيين الشباب الصالح للعمل وضرورة تدريبهم وتحمل نصف رواتبهم مما يستلزم على هذه الجهات الاسراع في تخصيص إعانة بطالة للشباب والشابات والتخفيف من المعاناة التي عانوا منها والحرمان الذي أصابهم نتيجة عدم وجود دخل يعينهم. وقد أعجبني وأعجب الكثير من الشباب العاطل الخبر الذي نشر مؤخراً المتضمن تصريحاً لمصدر مسؤول في صندوق الموارد البشرية في منطقة مكةالمكرمة بأن صندوق الموارد البشرية قد بدأ في استقبال طلبات العاطلات والعاطلين عن العمل الراغبين في الحصول على الاعانة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصرفها وذلك عن طريق موقع الصندوق على الانترنت تمهيداً لحصرهم وكذلك العمل على توفير وظائف لهم خلال الفترة القادمة برواتب لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال، كما أضاف المصدر بأن الصندوق سيمنح راتباً تشجيعياً ودورات تطويرية للمهارات داخل المملكة بعد مضي عام في الوظيفة مع الأخذ في الاعتبار.