أكّد عددٌ من مسؤولي الجهات والشركات المساهمة في الشركة السعودية للضيافة التراثية، التي تم توقيع عقد تأسيسها الأحد الماضي في الرياض، أن تبني الدولة مشروع حماية التراث الوطني وتطويره كان الدافع الرئيس وراء مساهمتهم في هذه الشركة، مشيرين إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية وشركاؤها أسهمت بقوة في مشاريع تأهيل مواقع التراث العمراني في مختلف مناطق المملكة، بشكل شجّع الشركة على البدء بمشاريعها. وقال المسؤولون: "مواقع التراث العمراني في المملكة بما تحمله من قيمة تاريخية أصبحت ثروةً مهدرةً، في حين تسارع الدول المتقدمة إلى المشاركة في استثمارها اقتصادياً".
وثمّنوا الجهود الكبيرة التي قادها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لتأسيس الشركة، معتبرين أن الشركة نموذجٌ للشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني المهندس إبراهيم بن خليل كتبخانة: "تشرّفت بالمشاركة في تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية، وأستبشر بالخطوات التي قامت بها الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا المجال، والتركيز على المناطق التاريخية والتراثية في المملكة".
وأضاف: "الشركة يجب أن تولي أهمية لتطوير المباني التراثية في جدة التاريخية بعد أن أصبحت ضمن مواقع التراث العالمي، وتحويلها إلى فنادق، وأن يكون ذلك باكورة أعمال الشركة الجديدة".
وأضاف "كتبخانة": "كنا نتطلع إلى إنشاء الشركة السعودية للضيافة التراثية منذ سنوات طويلة، خاصة أنها الأولى في المملكة التي تُعنى بالضيافة التراثية، وتم تأسيسها في بداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز".
وأردف: "الدولة تدعم هذا القطاع بشكل قوي في الآونة الأخيرة، وتخطو خطوات كبيرة في تطوير الضيافة التراثية والمواقع التاريخية والتراثية في عديدٍ من مناطق المملكة، ومن الضروري أن يتم تطوير المباني التاريخية وتحويلها إلى أماكن إقامة ومنتجعات سياحية وفنادق تراثية بما يفتح المجال لتنمية السياحة الوطنية".
بدوره؛ قال رئيس شركة الطيار للتطوير والاستثمار السياحي والعقاري الدكتور ناصر الطيار: "تأسيس الشركة بادرة طيبة، حيث تحتاج إليها المملكة في هذه المرحلة، وخاصة أن لديها عديداً من الفرص المتوافرة مع التعاون الكبير من القطاع الحكومي سواء من هيئة السياحة أو وزارة الشؤون البلدية والقروية أو غيرها من الجهات الداعمة والشريكة".
وأضاف: "الضيافة التراثية عنصر جذب سياحي مهم للسائح الوطني، بجانب توفير فرص العمل للشباب السعودي في الفنادق التراثية، وأيضاً للأسر السعودية المنتجة للحرف اليدوية والمفروشات والطعام والهدايا وغيرها".
وتطلع "الطيار" إلى أن تكون الشركة من الشركات الناجحة والمميزة، وأن تسهم في تنشيط القطاع السياحي والاستثماري في المملكة.
وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد رعى الأحد الماضي، توقيع عقد تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية التي أعلنت عنها الهيئة أخيراً.
ووقّع عقد تأسيس الشركة، مندوبو الجهات والشركات المساهمة، وهي: صندوق الاستثمارات العامة، شركة طيبة القابضة، شركة دور للضيافة، شركة الطيار للتطوير والاستثمار السياحي والعقاري، شركة الرياض للتعمير، وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني.