أهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بعد توليه مقاليد الحكم للدولة بمناطق الأطراف، وأن تأخذ نصيبها الوافر من التنمية التي تشهدها البلاد في عهده لينعم أبناؤها بتعليم يقوم في حراكها وخدمتها في شتى المجالات العلمية، وقد حظيت منطقة الحدود الشمالية أثناء زيارته التاريخية في عام 2007 بالإعلان عن إنشاء جامعة الحدود الشمالية؛ لتكون رافداً من روافد العلم في المنطقة، ولا تزال كلماته الخالدة – رحمه الله – محفورة في قلب كل مواطن سعودي. "سبق" تنشر الخطاب التاريخي لزيارته منطقة الحدود الشمالية: أيها الأخوة والأخوات أبناء منطقة الحدود الشمالية الغالية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كم يسعدني أن أكون بينكم في منطقة الحدود الشمالية العزيزة. والحقيقة أني معكم طيلة الوقت حتى لو لم أكن بينكم لأني أعيش همومكم ومشاغلكم وطموحاتكم ليلاًَ ونهاراً. أيها الأخوة الكرام: لقد نمت منطقة الحدود الشمالية بسرعة قياسية وجذبت إليها سكاناً من مختلف أرجاء الوطن ، واجتمعوا على كل خير وعز وكرامة ، وهذا ما يجب أن يكون ، فالوطن واحد ، والشعب واحد، ولا توجد في الوطن مناطق من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية ، فالجميع سواسية أمام الله ، وأمام الوطن الغالي الذي ندين له - بعد الله - جميعاً؛ بالولاء والمحبة والإخلاص. أيها الشعب الكريم: إن الأماني والطموحات لا تحققها الأحلام ، بل الإرادة الصلبة ، والعزيمة الصابرة ، والعمل الذي لا يعرف الملل ، وقبل ذلك كله التوكل على الله ، ويتجلى ذلك في المواطنة التي تنفر وتشمئز من الإقليمية والعصبية ، فهي الأخوة التي تتجلى عظمتها بالتمسك بالعقيدة الإسلامية والعطاء لوطن التوحيد المملكة العربية السعودية. أيها الأخوة الكرام: من دواعي سروري أن يتم خلال الزيارة تدشين عدد من المشاريع التنموية التي ستعطي المنطقة - بإذن الله - نصيبها من الرخاء ، وتستكمل أسباب الحياة السعيدة لأهلها ، وسوف يستمر العطاء - إن شاء الله - لهذه المنطقة تدريجياً حتى تأخذ نصيبها الوافر من التنمية. ويسرني بهذه المناسبة أن أعلن عن إنشاء جامعة الحدود الشمالية التي ستكون - بإذن الله - رافداً من روافد العلم في المنطقة. أشكركم على استقبالكم الحار وعواطفكم النبيلة، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.