انطلق مشروع وحدات قياس السمع المتنقلة Mobile Audiometric Testing Units الذي يخدم جميع مناطق ومحافظات المملكة، ويشتمل على وحدة قياس السمع المتنقلة كبنية معزولة ومجهزة لقياس السمع بجهاز (الأديوميتر) Audiometer، إضافة إلى جهاز فحص الأذن بالفيديو Video Otoscop، Tympanometer وجهاز قياس ضغط الأذنABR -OAE فضلاً عن معمل صب قوالب. يأتي انطلاق هذا المشروع في ظل الإيمان بأن الاكتشاف المبكر لمشكلات ضعف السمع في سن الطفولة المبكرة يمثل أهمية كبيرة في بدء البرامج العلاجية والتربوية حيث تمثل السنوات الأولى من عمر الطفل مرحلة حرجة في تكوين اللغة وتطورها، كما أن أي ضعف في السمع في هذا السن قد يعوق نمو اللغة، مما تترتب عليه آثار سلبية تمتد مدى الحياة.
ومن المعروف أن الصمم أو ضعف السمع، ما لم يجد تدخلاً مبكراً، يقف حائلاً دون اكتساب اللغة ويصل تأثيره إلى النمو المعرفي بشكل عام؛ ومن هنا كانت معرفة درجة السمع للطالب، في سن مبكرة أمر حاسم من الناحية التشخيصية والعلاجية والطبية وكل ما يرتبط بذلك تربوياً واجتماعياً ونفسياً.
وتتميز هذه الوحدات المتنقلة، في المشروع الجديد، بأنها تعالج مشكلة أساسية تتمثل في تأخر إجراء قياسات السمع وتشخيص القدرة السمعية بسبب بعد المسافة عن مراكز الخدمات المساندة للتربية الخاصة ومراكز القياس والتشخيص أو المستشفيات التي تتوفر فيها خدمة قياس السمع.
ويؤدي هذا التعامل الخاطئ مع المشكلة إلى التأخر في اكتشاف العيوب وتقديم الخدمات التربوية المناسبة للأطفال المعوقين سمعياً فضلاً عن التأخر في صرف المعينات السمعية لهم.
وتقدم هذه الوحدة المتنقلة خدمات التدخل للطلاب المحتاجين لتقليل الآثار الناجمة عن ضعف أو فقد السمع حال الاكتشاف المبكر وتقديم البرامج العلاجية، مع العمل على توفير قياسات السمع لكل طالب/ طالبة معوق سمعياً في بداية كل مرحلة دراسية بغرض صرف المعينات السمعية المناسبة له في الوقت المناسب.
ويساهم المشروع كذلك في تحقيق الاستفادة القصوى من المعينات السمعية المصروفة للمستفيدين من خلال تصنيع قوالب السماعات بشكل دوري، وخدمة طلاب التعليم العام وعلاج مشكلات السمع الطارئة سواء بالتدخل المباشر أو بالتحويل للمستشفيات.
ويسعى المشروع، بوجه عام، إلى التقليل من حالات التعثر الدراسي وذلك من خلال تحسين التخطيط والتأسيس لبرامج العوق السمعي في المستقبل.