نظراً للحاجة الملحة إلى وجود مركز متخصص يعنى بشؤون طلاب التعليم الخاص وتقديم أفضل الخدمات لهم؛ فقد تم إنشاء مركز السمع والكلام بشرق الرياض في 1419ه، وهو يتبع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض ويشرف عليه من الناحية الفنية والإدارية قسم التربية الخاصة، ويرتبط ارتباطا مباشراً بمعاهد التربية الخاصة وبرامجها المنتشرة بمدارس التعليم العام، وكذلك بالوحدات الصحية متابعاً للحالة عند تحويلها للمراكز الطبية أو المستشفيات إذا لزم الأمر إلى العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي للحالة، كما يتم تحويل الحالة إلى الجهة المناسبة للخدمه والرقي به إلى أرفع المستويات تبعا للاختبارات ونتائجها والتي تجرى في المركز على يد الأخصائيين لتحديد درجة الذكاء وعتبة السمع ومستوى النطق ونوع الإعاقة بالإضافة إلى توافر الشروط الخاصة بكل من معاهد التربية الخاصة وبرامجها المنتشرة بمدارس التعليم العام. وكافة الخدمات التي يقدمها المركز لا تقتصر على الملتحقين بالتعليم الخاص فحسب، بل وتمتد لتشمل جميع فئات المجتمع أيضاً وباختلاف أعمارهم. الشايع: التشخيص والعلاج وإعداد البحوث والتوعية أبرز أهدافنا أهداف المركز وعن أهداف المركز، أوضح "فهد بن حمد الشايع" -مدير مركز السمع والكلام-: أنّه يقدّم خدمات متميزة لتشخيص وعلاج عيوب النطق والكلام والسمع، من خلال وحدتي السمع والنطق في المركز، بالإضافة إلى تقديم الخدمات المساندة من خلال وحدة القياس النفسي ومعمل قوالب الأذن وورشة الصيانة، كما يشرف فنياً على الوحدات المتخصصة الحالية والمستقبلية التي تقدم خدماتها للفئات الخاصة، إضافة إلى تنظيم طريقة تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للفئات الخاصة المقدمة من قبل المراكز والمستشفيات على مستوى المملكة، وكذلك إعداد البحوث والدراسات المسحية والاستشارية المتعلقة بالسمع والنطق، فضلاً عن الدور التوعوي للمجتمع بطبيعة الإعاقة وتباين الخصائص واختلاف الاحتياجات لهذه الفئات ودور المجتمع الواجب القيام به تجاههم، وكذلك إقامة الندوات والمحاضرات العلمية والدورات التنشيطية لتطوير قدرات العاملين بهذا المجال اضافة الى تقديم خدمات التدخل المبكر والذي يرتكز على التعاون الأسري. المحسن: برامج تدريبية مستمرة لمعلمي العوق السمعي والفكري البرامج والوحدات "الرياض" تجولت داخل المركز واطلعت على أبرز البرامج والوحدات التابعة للمركز، حيث لوحظ أنّ المركز يضم وحدات السمعيات ويقدم عدداً من الخدمات أهمها تحديد عتبة السمع للأطفال والبالغين، وفحص ضغط الأذن الوسطى والانبعاث القوقعي بالإضافة الى تحديد مدى ملاءمة وكفاءة المعين السمعي لكل حالة باستخدام فحص خاص، وكذلك وصف المعينات السمعية المناسبة وعمل الوزنية أو البرمجة اللازمة للمعينات السمعية فضلاً عن تقديم الإرشاد والتوعية المناسبة للأسر والمجتمع وكذلك وحدات النطق وتقدم فحصاً وتشخيصاً لعيوب النطق والكلام للأطفال والبالغين وتصنيف العيوب وكذلك علاج عيوب النطق والكلام والصوت باستخدام أكثر الأجهزة تقدما في هذا المجال اضافة الى تقديم النصح والإرشاد اللازمين للأسر والمجتمع. جهاز قياس السمع بتقنيات متعددة وحدة القياس النفسي اما وحدة القياس النفسي فيشير "الشايع" إلى أنه تم إدخال هذه الوحدة ضمن خدمات المركز مع بداية العام الدراسي 1420ه وتقيس درجة الذكاء للحالة ونوع الإعاقة التي يعاني منها، من خلال اختبارات خاصة بكل فئة عمرية إضافة للدور التوعوي لأولياء الأمور، وعن مهام معمل قوالب الأذن أوضح أنه يقوم بأخذ بصمة الأذن لفاقد أو ضعيف السمع ومن ثم تصنيع وتركيب قالب الأذن تبعاً لقياس الصيوان الداخلي للأذن ومخطط السمع. عدد من المعلمين خلال البرنامج التدخل المبكر أما قسم التدخل المبكر فقد أنشىء هذا القسم -كما يشير مدير المركز- نظراً لكثرة المراجعين ممن هم دون سن المدرسة ومدى حاجتهم إلى خدمات المركز المكثفة في هذه الفترة العمرية الحرجة فيما يتعلق باكتساب اللغة ويراجع القسم الأطفال من سن سنتين وحتى ست سنوات، حيث يتم عمل برامج تدريبية خاصة بكل حالة وإشراك الأسر ضمن البرامج بعد أن يكون قد تم عمل الفحوصات الازمة المتعلقة بدرجة السمع وخدمتهم تبعاً لذلك. الشايع متحدثاً للزميل الحسني "عدسة: فهد العامري" المعلم المتجول وعن برنامج المعلم المتجول، أشار "الشايع" إلى أنّ المعلم المختص في مجال التربية الخاصة "عوق سمعي" يقوم بالتجول المستمر بين المدارس العادية التي بها طلاب ضعاف سمع أو عيوب نطق متخرجون من برامج ضعاف السمع وعيوب النطق بالمرحلة الابتدائية الملحقة بالتعليم العام والملتحقين بالمرحلة المتوسطة بمدارس التعليم العام ليقدم لهم خدمات تربوية خاصة، وتعليمية وتوضيحية في بعض المواد الأساسية (القراءة، الكتابة، الإملاء، الرياضيات) وتقديم خبراته التعليمية والاستشارية لمعلميهم ولإدارة مدرستهم ولأسرهم، بالإضافة إلى قيامه بعملية التشخيص والتقويم . معلم يتسلم شهادة إنهاء البرنامج القسم المسائي اما القسم المسائي فيقدم الخدمات التالية :تشخيص وعلاج حالات عيوب النطق والكلام والصوت واللغة من قبل مدربي النطق المتواجدين يومياً في الفترة المسائية من الساعة الرابعة وحتى الساعة السابعة والنصف مساءً، إضافة إلى عمل الفحوصات السمعية اللازمة وإجراء اختبارات الذكاء إذا لزم الأمر. تأهيل الحالات وعن الحالات التي يتم تأهيلها في المركز أوضح "الشايع" بأنها تشمل حالات الضعف السمعي وحالات التلعثم، بالإضافة الى حالات اضطراب الصوت، وكذلك حالات اضطربات مخارج الأصوات وحالات التأخر اللغوي بأنواعه. وعن كيفية التعرف على الطالب الذي يحتاج للمركز، أشار "الشايع" إلى أنّ ذلك يتم من خلال عدة مؤشرات مثل الطالب الذي يشعر معلمه أو ولي أمره أنه لايستجيب للنداء الأول وكذلك الطالب الذي يلاحظ عليه معلمه أن مستواه الدراسي متذبذب وبشكل واضح بالإضافة الى الطالب الذي يعاني من زكام ورشوحات متكررة. سرحان الطالب وأوضح أن ذلك يشمل كذلك الطالب الذي يشكو من أذنيه باستمرار إضافة إلى الطالب الذي يعاني خنف ولو كان بسيطاً إضافة إلى الطالب الذي يعاني تلعثما ولو كان بسيطاً، وكذلك سرحان الطالب العشوائي وضعف تركيزه الملحوظ او اضطراب مخارج الأصوات لدى الطالب او صعوبات القراءة والكتابة غير الاعتيادية او الطالب الذي يعاني من اختلال في التناسق البصري اليدوي او الطالب الانعزالي والذي يحاول الانغلاق على نفسه أو الطالب الذي يعاني من سلوكات سلبية (ترديد الكلام بشكل ببغائي، يصدر كلمات مبهمة لوحده أو ما يعرف بالرطانة ، نوبات الصراخ المتكررة والعشوائية). أسباب ضعف السمع وعن أسباب ضعف السمع، أوضح "الشايع" أنه يعود إلى العوامل الوراثية أو التشوهات الخلقية في طبلة الأذن أو في العضيمات أو القوقعة في داخل الأذن أو في صيوان الأذن الخارجي، وكذلك إصابة الأم بالعدوى خلال الحمل ومنها الحصبة الألمانية، وكذلك المضاعفات الناتجة عن بعض الولادات العسرة واصابة المولود باليرقان، وكذلك زيادة الافرازات الشمعية في الأذن "الصملاخ" والأجسام الغريبة التي توضع في الأذن والحوادث والصفعات واللكمات على الأذن وكذلك اصابة الطفل ببعض الأمراض المعدية مثل التهاب الغدة النكافية أو التهاب الأذن الوسطى الحاد والمزمن والتهاب السحايا وتناول العاقير والأدوية والتعرض لفترات طويلة للضجة والضوضاء والأصوات العالية. البرامج التدريبية وينظم المركز دورات بشكل دوري وفي أوقات مختلفة لمعلمي العوق السمعي والفكري في تنمية مهارات النطق واللغة وعن هذه الدورات، قال الأستاذ "محمد بن زيد المحسن" -مساعد مدير إدارة التربية الخاصة-: إنّ هدف هذا النشاط هو تمكين معلمي العوق السمعي من الحصول على المهارات في النطق واللغة للمعوق سمعياً، وكذلك المعوق فكرياً وكذلك مساعدة المعلمين في التدرب على اضطرابات النطق والكلام وأنواعها، وكذلك تنمية مهارات التواصل لأطفال التوحد بالاضافة للتعرف على أسس ومبادئ تقييم التأخر اللغوي لدى المعوقين سمعياً وعقلياً.