أكد استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم ورئيس نادي جدة لطب النوم الدكتور أيمن بدر كريّم، أن اضطراب المشي أثناء النوم قد يقود صاحبه لقيادة السيارة أو القتل دون وعي؛ حيث تتميّز تحركاته بالتوافق والتعقيد، وتظهر بداية على هيئة استيقاظ مفاجئ من مرحلة النوم العميق، يتميز بضبابية الوعي وعدم القدرة على التواصل مع الآخر. ترتيب الأثاث وأضاف: "تتراوح بعد ذلك الحركات من بسيطة مثل النهوض من الفراش والمشي في أنحاء الغرفة، إلى حركات أكثر تعقيداً كالتجول في أرجاء البيت، وحتى الخروج وقيادة السيارة لمسافات طويلة، وقد يصحبها غير ذلك من الأحداث كالكلام أو تناول الطعام أثناء النوم أو إعادة ترتيب أثاث المنزل".
تفاصيل وصياح وبيّن: "لا يتذكر المصاب تفاصيل ما مرّ به من أحداث أثناء النوم؛ حيث يمكن للنوبة أن تنتهي بعودة المريض من تلقاء نفسه إلى سريره وإكمال نومه، إلا أن إيقاظه من نوبة المشي أثناء النوم، يمكن أن يؤدي إلى ارتباك شديد أو ردة فعل عنيفة قد تصل إلى حد الضرب والصياح، ولذا يُنصح أن يتم توجيه المريض للعودة إلى السرير بهدوء بدلاً من محاولة إيقاظه المفاجئ".
"الباراسومنيا" وأوضح "كريّم" قائلاً: "المشي أثناء النوم أحد اضطرابات الحركة التي تحدث خلال مرحلة النوم العميق (الثالثة من النوم غير الحالم) أثناء الثلث الأول من فترة النوم في أغلب الأحيان، وهو ضمن مجموعة اضطرابات سلوكية وأحداث غير مرغوب بها تسمى علمياً "الباراسومنيا".
جرائم قتل وتابع الاستشاري: "يمكن للمشي أثناء النوم أن يؤدي إلى القلق النفسي والخجل الاجتماعي، إضافة إلى أرق شريك الحياة أو أفراد العائلة، إلا أنه لا يؤثر في طبيعة نوم المصاب به ولا يؤدي إلى تأرقه؛ حيث يكون الشخص في نوم عميق فعلاً عند حدوث مثل هذه النوبات، وفي حالات نادرة يمكن أن يصاب المريض بكدمات أو جروح أو حتى كسور نتيجة للعبث بأثاث المنزل، أو السقوط من على الدرج، أو حتى الاعتداء على الآخر كما حصل في قصص حقيقية، تضمّنت جرائم قتل في غياب تام لوعي المريض".
طحن الأسنان وقال: "ويتعرّض الأطفال لاضطراب المشي أثناء النوم بشكل أكبر، بنسبة 17% منهم، ويكون في الغالب مصحوباً بغيره من اضطرابات السلوك أثناء النوم، كالكلام وطحن الأسنان ورعب النوم، وفي بعض الحالات، يمكن للمشي أثناء النوم أن يكون مصحوبا بفتح الأبواب واستخدام الأدوات الحادة أو فتح وتسلق النوافذ، مما يضع المريض في خطر كبير جراء هذه الحركات غير الواعية.
تشنّجات عصبية واستكمل: "أما بالنسبة للبالغين، فإنه يصيب ما نسبته 0.5 إلى 4%، وبشكل عام وخاصة لدى الأطفال، يرتبط بالحرمان الحاد من النوم كعامل أساسي، والإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم عند التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، والتعرض للتعنيف الأسري واضطرابات التأقلم وفرط التوتر والقلق، والتشنجات العصبية الليلية، وقد يصيب الأبناء بصورة أكبر عند إصابة أحد الوالدين بنفس الاضطراب، ولدى استخدام المواد الكحولية وبعض الأدوية المهدئة، ويمكن للمشي أثناء النوم أن يصحب بنوبات انقطاع التنفس أثناء النوم، أو ينتج عن زيادة الضغط العصبي أو الضجيج في بيئة النوم، وبعض الأمراض كالربو الشعبي وارتجاع حمض المعدة التي تسبب بتقطع النوم ورداءته".
تصوير النوم واستطرد: "التشخيص والتاريخ المرضي والتنبه إلى جميع العوامل المساعدة على ظهور نوبات المشي أثناء النوم أمر مهم؛ حيث يقوم استشاري اضطرابات النوم بإجراء فحص معملي لطبيعة النوم، وأخذ تسجيل تصويري للمريض، إذ تظهر دلائل على نوبة المشي أثناء الاستغراق في مرحلة النوم غير الحالم؛ حيث تظهر موجات اليقظة بشكل متكرر خلال ظهور موجات دلتا الخاصة بالنوم العميق".
إغلاق الأبواب ونوّه "كريّم" إلى أنه لا تحتاج معظم حالات المشي أثناء النوم إلى علاج محدد، فمعظمها يكون نادر الحدوث ويزول تدريجياً بمرور سن المراهقة من غير مضاعفات تُذكر، وتحتاج فقط إلى طمأنة المصاب، وشرح طبيعة الاضطراب، إضافة إلى أخذ الاحتياطات لمنع إصابته بالأذى، كإحكام إغلاق الأبواب، وتأمين عدم وصوله إلى الأدوات الحادة.
"السلوكية" والأدوية واختتم قائلاً: "أما في حالة تكرار النوبات وانزعاج المريض أو إصابته، فيجب مناقشة الأسباب المحفزة، وأخذ الاحتياطات عند زيادة التوتر أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، ومحاولة وقف العلاجات المسببة وتجنب الحرمان من النوم كمسبب أساسي، إضافة إلى تعزيز السلوك الصحي للنوم الهادئ، ومعالجة القلق بالطرق السلوكية والاهتمام ببعض الأمراض العضوية كانقطاع التنفس أثناء النوم، أو اللجوء إلى المستحضرات العلاجية كدواء "لورازيبام" أو "كلونازيبام"، تحت إشراف الطبيب المتخصص.