أوضح الدكتور ايمن كريم استشاري الامراض الصدرية واضطرابات النوم ومدير مركز اضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة أن المشي أثناء النوم أحد اضطرابات الحركة التي تحدث خلال مرحلة النوم العميق، وهو من ضمن مجموعة اضطرابات سلوكية تسمى علميا «الباراسومنيا» (Parasomnia). ويتميز هذا الاضطراب بالحركات المتوافقة والمعقدة، وتظهر على هيئة استيقاظ مفاجيء من مرحلة النوم العميق، يتميز بضبابية الوعي وعدم القدرة على التواصل مع الآخر. وتتراوح بعد ذلك الحركات من بسيطة مثل النهوض من الفراش والمشي في أنحاء الغرفة، إلى حركات أكثر تعقيدا كالتجول في أرجاء البيت، وحتى الخروج وقيادة السيارة. ولايتذكر المصاب تفاصيل هذه الأحداث، إلا أن إيقاظه من نوبة المشي أثناء النوم، يمكن أن يؤدي إلى ارتباكه وردة فعل عنيفة، قد تصل إلى حد الضرب والصياح. ولذا يُنصح أن يتم توجيه المريض ومصاحبته للعودة إلى السرير بهدوء، بدلا من محاولة إيقاظه فجأة. ويمكن للمشي أثناء النوم أن يؤدي إلى القلق النفسي والخجل الاجتماعي، وأرق شريك الحياة أو أفراد العائلة، إلا أنه لايؤثر في طبيعة نوم المصاب به ولايؤدي إلى تأرقه، حيث يكون الشخص في نوم عميق فعلا عند حدوث مثل هذه النوبات. وأوضح الدكتور كريم أن اضطراب المشي أثناء النوم يصيب الأطفال بشكل خاص حيث يتعرض له مايقرب من 17 -40%، ويكون في الغالب مصحوبا بغيره من اضطرابات السلوك أثناء النوم، كالكلام وطحن الأسنان ورعب النوم. أما بالنسبة للبالغين، فإنه يصيب مانسبته 0.5 إلى 4% فقط، ويرتبط بالحرمان الحاد من النوم كعامل أساسي، وارتفاع درجة حرارة الجسم وإصابة أحد الوالدين بنفس الاضطراب، إضافة إلى استخدام المواد الكحولية وبعض الأدوية المهدئة. ويمكن للمشي أثناء النوم أن يصحب انقطاع التنفس أثناء النوم، أوينتج عن زيادة الضجيج في بيئة النوم. تشخيص المرض ويكمن التشخيص في أخذ التاريخ المرضي بدقة، والتنبه إلى جميع العوامل المساعدة على المشي أثناء النوم. وعند الحاجة لفحص النوم المعملي، يجب أخذ تسجيل تصويري للمريض، إذ تظهر نوبة المشي أثناء الاستغراق في مرحلة النوم العميق من النوم غير الحالم، حيث تظهر موجات اليقظة بشكل متكرر خلال ظهور موجات دلتا الخاصة بالنوم العميق. طرق علاجه ولا تحتاج معظم حالات المشي أثناء النوم إلى علاج محدد، فمعظمها يكون نادر الحدوث ومن غير مضاعفات تذكر، بل تحتاج فقط إلى طمأنة المصاب، وشرح طبيعة الاضطراب، إضافة إلى أخذ الاحتياطات لمنع إصابته بالأذى، كإحكام إغلاق الأبواب، وتأمين عدم وصوله إلى الأدوات الحادة. أما في حالة تكرار النوبات، فيجب مناقشة الأسباب المحفزة، ومحاولة وقف العلاجات المسببة -إن أمكن- وتجنب الحرمان من النوم كمسبب أساسي، والاهتمام بالسلوك الصحي للنوم، فضلا عن معالجة القلق بالطرق السلوكية والاهتمام ببعض الأمراض العضوية. وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى المستحضرات الدوائية كدواء لورازيبام أو كلونازيبام، أو بعض أدوية الاكتئاب كدواء التريبتيزول.