على خلاف كل التوقعات التي كانت تشير إلى فوز جوليان أسانج صاحب ويكيليكس باللقب السنوي "شخصية العام"، الذي تعلنه مجلة تايم الأمريكية الأسبوعية، فقد حظي بهذا اللقب مارك زوكوربيرغ مؤسس الشبكة الاجتماعية الأكبر على الإنترنت "فيس بوك" ذو ال26 ربيعاً و600 مليون مشترك في شبكته الاجتماعية التي تحولت إلى نموذج حياة. وكان جوليان أسانج يتربع على عرش الأصوات بحسب تصويت زوار موقع المجلة، إلا أن المجلة لم تختره، مخلفة بذلك المزيد من التساؤلات حول عدم اختياره، كما صنعت في العام 2009 حين اختارت رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي بن برنانكه للقب شخصية العام، فيما كانت التصويتات تشير لفوز متظاهري إيران ضد تزوير الانتخابات. ومن الغريب أن أسانج لم يحتل أياً من المركزين الثاني أو الثالث، وإنما حاز المركز الرابع؛ فقد كان المركز الثاني من نصيب حزب "حفل الشاي The tea Party" الأمريكي المحافظ الذي نجح في تحقيق مكتسبات عدة خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بينما تلاه في المركز الثالث الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، أما المركز الخامس فكان من نصيب عمال المنجم في تشيلي الذين احتجزوا نحو ثلاثة أشهر تحت الأرض. وحول سبب اختيار مارك زوكوربيرغ، الذي أشارت إحصائية لفوربز إلى وصول ثروته إلى 6 مليارات و900 مليون دولار، يرى ريتشارد ستينغل رئيس تحرير مجلة تايم أن ذلك يعود إلى الطريقة التي بتنا نتواصل وفقها عبر فيس بوك، والتي باتت تتطور يوماً بعد آخر مع تزايد ثقة المستخدمين. مؤكداً أنه ليس أحد على كوكبنا اليوم أقدر على منحنا تلك الطريقة أكثر من مارك، بحسب ستينغل الذي منح مارك لقب "الواصل The Connector" على غلاف العدد الذي سيصدر الأسبوع المقبل. الجدير بالذكر أن لقب "شخصية العام" الذي تعلنه مجلة تايم سنوياً يحظى بتقدير عالمي، ويبقى قيد الترقب؛ لأن المجلة صاحبة فكرة اللقب منذ العام 1927، ثم تحول هذا اللقب إلى تقليد من قِبل مؤسسات صحفية عالمية أخرى. وكان اللقب معروفاً ب"رجل العام"، ثم أصبح "شخصية العام"، في إشارة من المجلة إلى أن الشخصية لا يشترط أن تكون رجلاً ولا حتى بشراً؛ فقد اختارت المجلة الحاسوب عام 1982 نظراً إلى انتشاره في المكاتب، والكرة الأرضية عام 1988 في إشارة إلى التلوث البيئي. ولعل من الظريف أن تمهد المجلة لإعلانها شخصية العام الحالي بوضع تطبيق على الفيس بوك باسم "Picture your self as person of the year" يسمح لكل المستخدمين بوضع صورهم على غلاف العدد الخاص بإعلان شخصية العام؛ ما جعل المستخدمين يتسابقون إلى مفاجأة أصدقائهم بهذه المزحة.