وصف الدكتور أيمن حبيب نائب رئيس تحرير جريدة "عكاظ" انفراد صحيفة "سبق" بنشر أوراق تتضمن توصيات الحوار الوطني الذي سيعقد في جدة بأنه "خبطة صحفية", وقال إنه كنائب لرئيس التحرير لو جاءه محرر بمسودة التوصيات لتحقق منها ونشرها فوراً. وأضاف حبيب قائلاً: أنا أهنئ الزملاء في "سبق"على هذا السبق والانفراد الصحفي, واصفاً ذلك بأنه "من صميم وجوهر الرسالة الإعلامية, التي تسعى أي مطبوعة أو وسيلة إعلامية لتقديمها لجمهور المتلقين", مشيراً إلى أن انفراد الصحيفة بخبر أو تحقيق خبطة صحفية من الناحية المهنية هو من صميم عملها, مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يشكك في مصدرية موقع "سبق"؛ لأن الطريقة التي نوه بها وعرض بها خبطته الصحفية, تقترب من الاحترافية والمهنية. وقال نائب رئيس تحرير "عكاظ" إن ما قام به موقع "سبق" عمل مهني احترافي, لقد استبق الأحداث بنشره مسودة توصيات مركز الحوار الوطني. ورفض أن يضع مقارنة بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي, مشيراً إلى أن كليهما يطور نفسه ووسائله وأدواته, ولا يمكن أن يلغي الإعلام الجديد الإعلام التقليدي, فلم يلغ الراديو عندما ظهر الصحف المقروءة, وكذلك التلفاز لم يلغ الراديو ولا الصحف, مؤكداً على تكامل الوسائل الإعلامية فيما بينها لتأدية رسالتها, ولا يمنع ذلك من المنافسة بينها . من جانبه ، أكد رئيس تحرير "سبق" الزميل محمد الشهري على صدقية "سبق" وانفرادها بنشر أوراق تكشف توصيات الحوار الوطني, وقال "الخبر صحيح 100%, ونحن متأكدون تماماً من مصادرنا, ولو لم يكن لدينا تأكيد وثقة تامة بصحة الخبر, ما أقدمنا على النشر, واعداً بالمزيد من الانفرادات الصحفية ل"سبق" في الأيام المقبلة. وقال الشهري إن أي وسيلة إعلامية تسعى جاهدة للحصول على الجديد من المعلومات, والانفرادات الصحفية, لكسب المزيد من المصداقية لدى قرائها, مؤملاً أن يعطى ل"سبق"، كصحيفة إلكترونية استطاعت أن يكون لها جمهورها ومصادرها، قدر من التساوي مع غيرها من الصحف المقروءة . وقال رئيس تحرير "سبق": نحن عندما حصلنا على الأوراق الخمسة التي تحتوي على مسودة توصيات اللقاء, حرصنا على التأكد من صدقيتها, والتزمنا بالمعايير المهنية والاحترافية في النشر, واتصلنا في الوقت نفسه بنائب الأمين العام لمركز الحوار الوطني الدكتور فهد السلطان, وحصلنا منه على تعليق . وأكد الشهري على أن العمل في "سبق" "مهني" و"احترافي", وقال: نحن نتوخى الصدق قبل النشر, ما يهمنا هو المعلومة الصادقة, مشيراً إلى أهمية دور مركز الحوار الوطني, وقال: إننا من منطلق أهمية دور مركز الحوار الوطني, وأهمية وفاعلية اللقاءات التي ينظمها ويشارك فيها ألوان الطيف السعودي, لمناقشة قضايا وطنية, كان اهتمامنا بالمركز ولقاءاته, وحصلنا على التوصيات لاهتمامنا بالمركز. وأشار الشهري إلى أن هذا ليس جديداً, فلقاءات ومؤتمرات القمم ممكن أن تسرب توصياتها قبل أن تعلن, من خلال اللجان التحضيرية التي تعد لهذه المؤتمرات. جاء ذلك في حلقة برنامج "البيان التالي" الذي يقدمه الدكتور عبد العزيز قاسم, التي بثت بعد ظهر اليوم على قناة "دليل" والتي خصصت في البداية لمناقشة انفراد "سبق" بنشر أوراق توصيات لقاء الحوار الوطني الذي سيعقد في جدة. وكان ضيف اللقاء الدكتور أيمن حبيب, وتداخل في الحلقة رئيس تحرير "سبق" محمد الشهري, والكاتب المعروف محمد عبد الواحد, والكاتبة أسماء محمد, ونائب الأمين العام لمركز الحوار الوطني الدكتور فهد السلطان. وبدأت الحلقة بحديث للدكتور أيمن حبيب عن خبطة "سبق" الصحفية وأشاد بها, مشيرا إلى ضرورة الارتقاء بالمستوى الإعلامي, لتقدبم إعلام الحقائق, لا الإثارة, فالحقيقة هي الحقيقة وتنشر كحقيقة, وإذا خالف أي إعلام إلكتروني أو تقليدي نشر الحقيقة فلن يكون له موضع قدم . وحيا الدكتور حبيب رئيس تحرير "سبق" على الصراحة والشفافية التي تحدث بها عن الانفراد الذي حصلت عليه الصحيفة, وتأكيده على مصداقية الخبر, والإصرار كرئيس تحرير وقائد فريق العمل في "سبق" على صدقية الخبر, وسلامة موقفه وموقف "سبق", وأنه استعمل الأدوات المهنية المتاحة له في التأكد من مصداقية الخبر. وانتقل حبيب للحديث عن دور مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني, ووصف الفكرة والانطلاقة في البداية بأنها فكرة رائعة, وحضارية ومدهشة, ومذهلة بمعنى الكلمة, وجاءت في مرحلة زمنية حرجة ومهمة جداً, واستبشرنا بها جميعاً, وبتفاعل الجميع معها, مضيفاً أنه من دون الحوار فلن نصل إلى أي صيغة تعايش بيننا, لكنه قال إن لقاءات الحوار الوطني تراوحت خلال السنوات السبع صعوداً وهبوطاً, وبقدر ما كنت أثمن ظهور الفكرة, بقدر ما أنا مستغرب الآن من خفوتها, وأنها لم تحتفظ بوهجها المأمول منها . وأضاف حبيب: وهج فكرة الحوار الوطني بدأ في التراجع ثم التراجع ثم التراجع, وكان يجب أن يدرس هذا الخفوت وهذا التراجع, وهل هناك أسباب جوهرية له وما هي؟ وكيف نعالجها, مطالبا بدراسات متعمقة حول الأمر لمعرفة الأسباب, مشيراً إلى أن توصيات اللقاءات التي تمت لم تفعل, ولم يلمسها الناس, فلم نلمس تغييراً في المناهج, ولا في طرق التكفير, ولا في غيرها من القضايا التي طرحت في لقاءات المركز. ورفض حبيب القول إن المركز للتنفيس أو استخفاف بالعقول, ولكنه قال نريد أن نعالج السلبيات ونفعل التوصيات على أرض الواقع, متمنياً طرح موضوع "لماذا فقد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بريقه". ورفض أيضا أن يكون المركز مركز خدمات, مؤكداً على أنه مركز إستراتيجي لصناعة الفكر وتعميق الحوار . أما الكاتب والإعلامي محمد عبد الواحد فقد انتقد بشدة لقاءات مركز الحوار الوطني وشكك في جدواها, مشيراً إلى أنه لم يحضرها من قبل ولن يحضرها, وقال: في أحد اللقاءات وزع علينا الدكتور بن معمر الأمين العام لمركز الحوار الوطني استمارة من أربعين سؤالاً رفضت الإجابة عليها ومزقتها؛ لأن فحوى الإجابة على الأسئلة إما أن تكون ملاكاً من السماء أو أبليساً. وقال "لن أحضر لقاءات الحوار الوطني لا قبل ولا بعد". وتساءل كيف يتم الحوار وكيف نتحاور وهناك من يستخدمون السكاكين، مشيراً إلى طعن رجل هيئة لمواطن بمقلم أضافر في أحد الأسواق, إثر خلاف بينهما. وقال عبد الواحد نحن نتحاور في مجالسنا كل يوم, ونتحاور في الشارع وبلا جدوى, متسائلاً عن توصيات اللقاءات التي عقدت, وقال "أنا أتكلم بنصف لسان" ولا أؤمن بالحوار التالي ولا الماضي. ودافعت الإعلامية والكاتبة أسماء محمد بشدة عن الحوار الوطني وما تم إنجازه وكيفية إدارة الحوار, وقالت من اطلع على كيفية إدارة لقاءات الحوار الوطني, والمفتوحة والتي تبث جلساتها على الهواء يعرف تماماً أن التوصيات لا يمكن أن تعد قبل اللقاءات. وشككت في مسودة التوصيات التي نشرت, واستعرضت الدورات والإنجازات التي حققها المركز, وكانت بدأت مداخلتها بأنها لن تتكلم عن إنجازات المركز, مما جعل الدكتور حبيب يقول لها لقد قلتِ إنكِ لن تدافعي عن المركز وكل كلامك دفاع قوي عنه . وفي ختام الحلقة ، تداخل نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني د. فهد السلطان فاعترف أن "سبق" اتصلت به, وحصلت منه على تصريح, وقال: الموضوع لا يستحق الزوبعة الإعلامية, ورد على عبد الواحد بخصوص استمارة البيانات وقال: إنها استمارة معلومات عن الشخصيات لتكوين قاعدة معلومات لدى المركز. ونفى السلطان تماماً أن يكون المركز أعدّ توصيات مسبقة للقاء, وقال هذا ليس من المنطق ولا من العقل أن يأتي الحوار بتوصيات معدة مسبقاً, مشيراً إلى أن اللقاءات تتم في قاعات مفتوحة وليست مغلقة وتبث الجلسات على التلفزيون. وشكك في مسودة التوصيات المنشورة التي لا تحمل شعار المركز ووصفها بمجموعة أوراق. ورفض اتهام "سبق"، لكنه قال "هذه الأوراق ليست صادرة عن مركز الحوار الوطني"، مضيفاً أن هناك آلية محددة لعمل المركز تتبع في اللقاءات التي يعقدها وهي معروفة لدى المشاركين . وجاءت نتيجة الاستفتاء في الحلقة أن قالت الأغلبية الساحقة من المشاركين أن ما قام به مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني منذ أن أسس قبل سبع سنوات يهدف إلى امتصاص انتقادات نخبة المجتمع بنسبة 73%, في حين قال 9% فقط أن الهدف ترسيخ الحوار و18% قالوا إنهم لا يدرون.