تَحَوّل نشاط البيع والشراء بسوق الأغنام بمحافظة الخرمة، من موعده الثابت من عشرات السنين والمحدد بعد صلاة الفجر من يوم "الأربعاء" من كل أسبوع وطوال العام، إلى البدء مبكراً؛ وتحديداً من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وحتى وقت الصباح من يوم الأربعاء، في الظلام الدامس وباستخدام أنوار الكشافات وإضاءات أجهزة الجولات. ويأتي هذا التغير مع الحركة الكبيرة وحالة الاستنفار التي تشهدها ساحة السوق، من بعد صلاة العشاء من يوم الثلاثاء من كل أسبوع؛ وذلك بتوافد مئات السيارات المحملة بالأغنام من البائعين، ومع تواجد التجار الباحثين عن الشراء. وهو ما جعل الكثير من المواطنين يطالب بالتدخل وإنقاذ السوق من هذه الظاهرة السلبية وغير الآمنة. البيع المسائي ورصدت "سبق"، التي تواجدت اليوم في ساحة السوق منذ الساعة الثانية فجراً وحتى الثامنة صباحاً، عمليات البيع والشراء وتحدّث الكثير من المواطنين والتجار الذين ناشدوا الجهات المسؤولة بضرورة تعديل وضع السوق وضبطه، ومنع البيع في آخر الليل، وتحديد الوقت المناسب لنشاط السوق الذي يشهد ازدحاماً مضاعفاً في الصباح، وعشوائية في توقف السيارات وتنقلها من وسط السوق إلى موقع سوق الأعلاف، وصولاً إلى دوار "الفيصلية" على طريق "الخرمة- تربة".
في البداية تحدّث ل"سبق" التاجر "لاحق العتيبي"، فقال: يعتبر سوق المواشي بمحافظة الخرمة من أكبر وأشهر الأسواق التجارية لبيع الأغنام والإبل بالمملكة، والذي يقصده المئات من أصحاب المواشي والتجار من جميع المحافظات والمناطق، وبالنسبة لي فمنذ عشر سنوات وأنا أحضر من الحوية بالطائف؛ لأتواجد فيه كل يوم أربعاء".
وأضاف: "لكن الملاحظ على السوق ومنذ حوالى ثمانية أشهر، أن البيع صار في وقت آخر الليل، وهذا يسبب لنا الإرهاق والسهر، وأتمنى أن يعود لوقته السابق بعد صلاة الفجر".
وذكر "أبو خالد" أحد المتعهدين بتوفير الذبائح لأحد مطاعم المندي: "أنا قادم من منطقة نجران، وظاهرة البيع قبل صلاة الفجر بساعات، أجبرتنا على التواجد من بعد صلاة العشاء، وفي هذا الوقت لا أشتري إلا من الأشخاص المعروفين؛ خوفاً من شراء المسروق".
أسعار مرتفعة وعن أسعار السوق اليوم قال: "الأسعار سجّلت اليوم ارتفاعاً كبيراً وصل خلاله سعر "التيس" من عمر (3- 4 أشهر) إلى ( 800 و850 ريالاً)، والخرفان "الحرية" من ذات العمر إلى (850 و1000 ريال)، كما تراوحت أسعار الخرفان النجدية من فوق عمر ستة أشهر، من 1400 ريال إلى 1800 ريال".
وتحدّث المواطن محمد بن نصار السبيعي من سكان محافظة الخرمة، والذي تواجد في السوق الساعة الثانية قبل الفجر؛ فقال: "الحركة الشرائية المتزايدة في هذا الوقت المتأخر من الليل، جعلتني أحضر مبكراً لمواكبة نشاط السوق، ويجب التنويه إلى أن بعض المواطنين يتعرض لسرقة أغنامه، والبيع في الظلام يضيع على صاحبها فرصة التعرف عليها مع طلوع الشمس، ويسهل تصريفها وبيعها".
وأضاف "السبيعي": "ما يحدث الآن في السوق من بيع في الظلام وتحت أنوار (الكشافات)، قد يشجع على تزايد سرقات الأغنام بالمنطقة وبيعها في هذا الوقت، وعلى الجهات المسؤولة التدخل وإنقاذ السوق من هذه الظاهرة السلبية وغير الآمنة".
دوريات أمنية واعتبر "مقبل الغزيلي السبيعي" -أحد تجار الأغنام بمحافظة الخرمة- أن تواجد الدوريات الأمنية بالسوق أصبح مطلباً ضرورياً، وقال: "في ظل ما يشهده السوق من بدء البيع والشراء من الساعة الواحدة صباحاً، أصبح تواجد الدوريات الأمنية في ساحة السوق من المطالب الضرورية التي ينادي الكثير من المواطنين بتنفيذها؛ حيث نطالب بتواجد الدوريات الأمنية من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، لمنع المتواجدين بالسوق مبكراً من البيع والشراء وتحميل الأغنام إلى بعد صلاة الفجر".
وعن سبب عدم وجود "دلّالين ومحرّجين" بالسوق، قال المواطن "مطلق السبيعي" في تعليقه: "برغم أن وجود "الدلّال والمحرّج" يساعد ويضبط عمليات البيع من تسجيل وغيره، ويقضي على بيع المسروقة؛ إلا أن الكثير من البائعين -من سكان المحافظة وما جاورها- لا يتقبلون البيع تحت نداء "المحرّج"، ويعتبرون البيع ب"أعلى سوم" هو الأفضل، ويجعل الأسعار مفتوحة ومتقاربة، وهذا هو الموجود بسوق الأغنام بالخرمة".
تواجد المرور من جهته، أوضح ل"سبق" مصدر بمرور محافظة الخرمة، أن السوق يشهد تواجد دورية واحدة من إدارة المرور بالمحافظة، وبشكل أسبوعي ومستمر، تقوم بتنظيم الحركة المرورية الكثيفة التي يشهدها الشارع الرئيس للسوق والشوارع الفرعية المحيطة".
وأضاف: "الخطة المرورية المطبّقة منذ سنوات نجحت بشكل كبير في انسيابية حركة السير داخل السوق وخارجه، كما أن الهدف من تواجد دورية المرور على مدخل السوق، هو منع السيارات من التحرك والوقوف بشارع سوق الأعلاف، الذي ينتج عنه -إن حصل- تعطل لحركة السير، وعدم قدرة السيارات على الدخول والخروج لتلك المنطقة".