نشر صحفي يمني ما يمكن وصفه ب "الوثيقة الفضيحة" وهي عبارة عن شكوى قدمتها السفارة الألمانية إلى وزارة الخارجية اليمنية حيث اشتكت السفارة الألمانية من تزايد المضايقات التي يتعرض لها الدبلوماسيون الألمان أثناء المغادرة أو الوصول عبر صالة التشريفات في مطار صنعاء الدولي الذي يخضع لسيطرة الحوثيين. وفي التفاصيل، يقوم أتباع الحوثي بمضايقة الدبلوماسيين الألمان بشكلٍ وصل إلى المطالبة بدفع مبالغ مالية مقابل السماح بالمغادرة أو الوصول عبر الصالة، وكشفت الوثيقة أنه تم فرض ما بين "200-250 دولاراً" بل وأحياناً منع الدبلوماسيين من المغادرة أو الوصول عبر الصالة. وقال الصحفي اليمني نبيل سبيع الذي نشر الوثيقة على صفحته على موقع "فيسبوك" إنه عبر تاريخ مطار صنعاء، وعبر تاريخ العلاقة بين اليمن وألمانيا، لم يسبق أن سُجِّلتْ مثل هذه الفضيحة في هذا المطار (ولا في أي مطار آخر طبعاً). ولكنها سُجِّلتْ أخيراً بفضل الحوثي! وهناك ما يقارب (14 رسالة) مماثلة من عدة سفارات غربية وغير غربية تحمل شكاوى حول إساءات مختلفة يتعرض لها دبلوماسيوها في المطار. وإذا كان الحوثي قد بدأ سلطته في مطار صنعاء على هذا النحو، فتخيلوا كيف ستتطور وكيف ستنتهي!
وتابع سبيع قائلاً "الحوثي" لا يكافح الفساد بفساد أكبر منه فحسب، بل وبفساد غير مسبوق: فساد الحوثي صريح وصارخ، لكنه فساد شجاع وفخور بنفسه يجوب مؤسسات الدولة ويتجول في الأنحاء وعلى كتفه كلاشينكوف. إنه فساد أرعن، وقح، وأخرق، فساد يؤدي "الصرخة"، فساد "مبَهْرِر" على الدوام. وأحياناً، يسألك ب"هنْجَمَة": "أيش أنا؟"، وإذا أجبته: "فساد!"، يطلق عليك الرصاص، أو في أحسن الأحوال: يهوي عليك بعقب البندق!"
وقالت السفارة الألمانية في الوثيقة المرسلة للخارجية اليمنية إن "كل هذا يحدث على الرغم من حصول السفارة على مذكرات من وزارة الخارجية الموقرة بشأن السماح بالمغادرة والوصول عبر هذه الصالة (التشريفات)، بحكم الظروف المرتبكة التي يمر بها مطار صنعاء الدولي في الوقت الراهن، وتعدد الجهات صاحبة القرار هناك"، وأضافت أن الهدف من ذلك تجنب الإساءة إلى الدبلوماسيين من قبل لأن فهمهم للتعامل الدبلوماسي محدود أو منعدم، وأشارت إلى أنه في الظروف العادية لم يكن هناك حاجة إلى طلب السماح بالمغادرة والوصول عبر صالة التشريفات كون التعامل كان يتم وفقاً للأعراف الدبلوماسية المعروفة للجميع، وأضافت "أن التعامل الفج مع الدبلوماسيين الألمان في مطار صنعاء ولّد حالة من السخط في صفوف الدبلوماسيين العاملين في سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء".