باتت رحلة المعلمات بين القرى والهجر هاجساً يتجدد يومياً في مختلف مناطق المملكة، وقنبلة موقوتة تنفجر قتلاً؛ جراء ما يتعرضن له من حوادث مميتة؛ شكّل فيها تهوّر بعض سائقي الحافلات السبب الرئيس في تلك الحوادث إلى جانب رداءة الطرق وغياب الرقابة الحقيقية على تلك الحافلات. وفي السطور القادمة استطلعت "سبق" الحوادث التي تعرضت لها المعلمات في مناطق عدة خلال الشهر الأول من العام الهجري الحالي، واستطلعت آراء المسؤولين في مرور المدينةالمنورة، وإدارة الطرق والنقل بالمنطقة ذاتها؛ لكونهما الجهتين المعنيتين بالطرق وإصدار التراخيص التي تتعلق بحافلات نقل المعلمات.
إحصائية مفجعة وأشارت الإحصائيات التي حصلت عليها "سبق" عن طريق ما نشرته فقط لحوادث المعلمات من غرة محرم 1436ه حتى مساء أمس الاثنين، إلى وفاة 6 معلمات وإصابة 39 معلمة بإصابات متفرقة، خلاف الحوادث التي تم النشر عنها.
مناطق الحوادث سجلت منطقة جازان، خلال الشهر الماضي، وفاة معلمة وإصابة 15 أخريات في حادثين مختلفين، وسجلت منطقة الرياض إصابة 8 معلمات، بينما وقعت أشنع الحوادث خلال الشهر الماضي بمنطقة الباحة، أسفرت عن وفاة معلمتين وإصابة معلمتين بإصابات بسيطة تم نقلهما عن طريق الجهات المعنية، وتأتي بعد ذلك منطقة تبوك بمصرع معلمتين وإصابة 3 أخريات، كما سجلت منطقة المدينةالمنورة وفاة معلمة وإصابة 5 أخريات، فيما سجلت مدينة أبها إصابة 6 معلمات.
الأسباب ولخّص أولياء أمور بعض المعلمات أسباب تلك الحوادث إلى عدة نقاط منها: تهور السائقين وعدم التزامهم بشروط وضوابط النقل بالمملكة، رداءة الطرق، تشغيل الفرد لأكثر من مركبة من خلال توظيفه لأشخاص غير مؤهلين لقيادة المركبات، مؤكدين أنهم اضطروا في كثير من الأحيان لإنهاء عقد النقل بسبب تهور السائقين، كذلك عدم توفر سكن للمعلمات في القرى والهجر التي تفتقر للحد الأدنى من الخدمات، عدم وجود نقل خاص بالمعلمات، مطالبين الشركات المسؤولة بتوظيف أشخاص مؤهلين للقيادة يخضعون لعدة اختبارات لكي يتمكن بعدها من إصدار تصريح له بنقل المعلمات.
دور "النقل" وقال مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة المدينةالمنورة المهندس زهير كاتب ل"سبق"، إن دور الوزارة حدّد بإصدار ترخيص نقل المعلمات بعد توفر جميع المواصفات والشروط سواء في المركبة أو السائق؛ ذلك حسب توصيات وزير الداخلية، وتوصيات اللجنة المشكلة لدراسة موضوع نقل المعلمات.
ورداً على سؤال "سبق" حول أحقية قيادة الوافدين لمركبات النقل الخاصة بالمعلمات أكد عدم أحقية العمالة الوافدة مزاولة نشاط نقل المعلمات؛ لأن ضمن الشروط التي يجب توفرها في هذا النشاط أن يكون السائق سعودي الجنسية، مؤكداً أن هناك متابعة ميدانية من قبل وزارة النقل والجهات الأمنية تقوم بمهامها بمداخل المدن والمحافظات والقرى؛ لضبط مخالفات نقل المعلمات في وسائل النقل غير المرخصة مع بداية كل فصل دراسي.
حافلات مجنونة وأكد مدير مرور منطقة المدينةالمنورة اللواء محمد بن عجلان الشنبري ل"سبق" أن مرور المدينة شن حملة على حافلات نقل المعلمات خلال الأسبوع الحالي، أسفرت على ضبط 29 حافلات تسير بسرعة 170 كلم في الساعة، مشيراً أن جهاز الرصد الآلي "ساهر" رصد في الطرقات السريعة عدة حافلات تسير بسرعة جنونية، ويعمد قائدها لإخفاء اللوحات حتى يتمكن من مواصلة تهوره.
وأضاف: "الحملات مستمرة على جميع الطرق الرئيسة والفرعية، داخل الحدود الإدارية للمرور، لضبط جميع المخالفين، وتحويلهم لهيئة الجزاءات للنظر فيهم".
اقتراح اقترح مدير مرور منطقة المدينة إضافة عداد للسرعة يكون أمام المعلمات لتنبيه السائق، داعياً المعلمات لإبلاغ عمليات المرور "993"، عند ملاحظة طمس اللوحات أو السرعة؛ حفاظاً على سلامتهن".
وأكد اللواء "الشنبري" أن مرور منطقة المدينةالمنورة يقوم برصد أي حافلة تنقل المعلمات، وعند تكرار الملاحظات يستدعي أولياء الأمور؛ لإنهاء العقد والاتفاق مع سائق آخر لسلامة المعلمات.