تكللت بالنجاح عملية جراحية معقدة لمريض سعودي يبلغ من العمر خمسين عاماً بعد معاناته أشهراً عدة من ورم سرطاني في الحنجرة. وقد أُجريت العملية في مستشفى النور التخصصي بالعاصمة المقدسة. وأوضح المدير العام للمستشفى الدكتور إحسان بن حسن معاجيني أنه تمت معاينة المريض في المستشفى من قِبل فريق طبي لجراحات الرأس والرقبة، وهو فريق طبي متكامل ومشترك من الاستشاريين والمختصين من مستشفى النور التخصصي وكلية الطب بجامعة أم القرى. وقال إنه تبيّن معاناته من ورم خبيث في الحنجرة أدى إلى صعوبة في التنفس وتورم في الغدد اللمفاوية للرقبة. وأضاف أنه بعد إجراء الفحوصات المعملية والإشعاعية المناسبة تقرَّرت الخطة الجراحية المتقدمة التي كانت على مراحل عدة، استغرقت قرابة خمس عشرة ساعة متواصلة. وأوضح الدكتور أمين الحربي استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة أنه في المرحلة الأولى قام فريق جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة بعملية تشريح واستئصال الغدد الليمفاوية المصابة بالمرض من منطقة الرقبة. وأضاف أنه بعد ذلك قام أطباء وجراحو منطقة الرأس والرقبة باستئصال الورم الخبيث من الحنجرة التي رُوعي فيها إزالة الورم مع أطرافه تماماً، وتجهيز المنطقة المصابة جراحياً للمرحلة التالية. وتابع أنه جاء بعد ذلك دور فريق جراحة التجميل والترميم الذي قام بإجراء المرحلة الثانية من العملية المتعلقة بترميم منطقة البلعوم؛ ليتمكن المريض من البلع لاحقاً، وذلك بعمل جراحة مجهرية دقيقة لأخذ رقعة متكاملة من منطقة الذراع تحتوي على الأنسجة المناسبة والأوعية الدموية، ومن ثم نقلها إلى منطقة البلعوم وتوصيل الشرايين والأوردة الدقيقة لتأمين الدورة الدموية وضمان حيوية ونمو الرقعة المزروعة. وأكد أن العملية الجراحية خلت - بفضل من الله - من أي مضاعفات تُذكر؛ حيث تم بعد ذلك نقل المريض إلى العناية المركزة لمدة 36 ساعة بوصفه إجراء روتينياً في مثل هذه العمليات المعقدة والطويلة، ومن ثم تم نقله إلى جناح العناية الاعتيادية لاستكمال العناية الطبية اللازمة. وعبَّر كل من المدير العام لمستشفى النور وعميد كلية الطب بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخوتاني عن سعادتهما بهذا الإنجاز الطبي الذي تطلب مهنية عالية من قِبل الفريق الجراحي، وجاء بوصفه نتيجة مُرْضية للاستثمار العلمي والتقني في الكوادر الطبية السعودية. وقال معاجيني: إن مثل هذه الإنجازات الطبية لم تكن لتتحقق لولا فضل الله تعالى ثم الدعم اللامحدود الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للقطاع الصحي وتوجيهات معالي وزير الصحة ومتابعة مباشرة من سعادة مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة.