كشفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن استعداداتها لموسم العمرة الحالي لعام 1436؛ من خلال خطة متكاملة تم إعدادها، ستبدأ يوم الأحد القادم الموافق 1/2/1436ه وتنتهي يوم الخميس الموافق14/10/1436ه، والتي يقوم على تنفيذها قرابة ثمانية آلاف من القوى العاملة. وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن هذه الخطة تختص بموسم العمرة ولا تتداخل مع خطة موسم شهر رمضان، والذي سيخصص له خطة مستقلة إن شاء الله.
وقال: خطة الرئاسة خلال موسم العمرة لهذا العام تعمل على تحقيق عدد من الأهداف؛ منها: مساعدة المعتمرين والزوار على تأدية مناسكهم بكل سكينة وهدوء، مع الحرص على تنفيذ خطتها المعدة دون عوائق تُذكر، وانطلاقاً من مسؤولية الرئاسة التي حددها النظام فإن العمل بها يتطلب أن يكون بصفة مستمرة ودائمة على مدار الساعة، وأن تكون إمكاناتها متاحةً لجميع قاصدي الحرمين الشريفين من الزوار والعمار والمصلين، مع الحرص على توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوضح: وكذلك توفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة جميع المرافق والإمكانات والتأكد من جاهزيتها على الوجه الذي يتطلع إليه ولاة الأمر حفظهم الله مُبيناً معاليه أن ذلك يتم بمشاركة وتنسيق الإدارات الحكومية والأمنية ذات العلاقة، وفي مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة وإمارة منطقة المدينةالمنورة.
وأكَّد على توفُّر عدد من الخدمات المهمة؛ منها التوجيه والإرشاد التي تعنى بتوعية العمار والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح؛ منها: إقامة حلقات للدروس يلقيها عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء والمدرسين، وكذلك توزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية، وترجمة خطبة الجمعة في الحرمين الشريفين لعدد من اللغات.
وواصل: إضافة إلى تنظيم وترتيب الزيارة الشرعية والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، وتنظيم دخول النساء إلى الروضة الشريفة والصلاة فيها دون اختلاط بالرجال، بواقع ثلاث مرات في اليوم والليلة، وكذلك تحديث نظام التكييف بمنطقة الروضة واستبدال الوحدات المنفصلة القديمة بوحدات جديدة بقدرات مضاعفة.
ولفت: تقوم الإدارات المختصة بتوفير الخدمات؛ كماء زمزم، وعربات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتهيئة مداخل مخصصة لتلك العربات، كما تقوم أيضاً بترجمة خطبة الإشارة للإخوة الصم، وتهيئة الفرش وعربات القولف الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار، وتنظيم دخول وخروج المصلين، والقضاء على المخالفات، وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها، وكل ما يساعد قاصدي الحرمين الشريفين على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
وأردف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بشأن جاهزية الخدمات الفنية والإدارات المختصة بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة الفنية، من الإنارة والتكييف والتهوية وأنظمة الصوت والتحكم والكاميرات وأجهزة الاتصال، والسلالم الكهربائية والمباني، واستعداد المكتبات في الحرمين الشريفين للباحثين وطلاب العلم من قاصدي الحرمين الشريفين.
وتابع: كما يسهم كلٌّ من معرض عمارة الحرمين الشريفين ومصنع كسوة الكعبة المشرفة ومعرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي؛ في التعريف بجهود الدولة - أعزها الله - وما تبذله بسخاء لأداء النسك والزيارة بيسر وطمأنينة، وتقديم رسالة الحرمين الشريفين الدينية والتوعوية والتثقيفية بصورة عصرية.
ونوه بأنه يقوم على تنفيذ هذه الخطة في الحرمين الشريفين خلال موسم العمرة لعام 1436ه قرابة (ثمانية آلاف) من القوى البشرية؛ من موظفين وموظفات للمراقبة ومتابعة سير العمل، وبالإضافة إلى عمال وعاملات النظافة.
وفيما يتعلق بمشروع المرحلة الثالثة من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف؛ أوضح الشيخ السديس: أنه يتم حالياً العمل في تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع المبارك بعد إنجاز المرحلتين الأولى والثانية، وقد تم وضع حواجز المشروع في السطح والدور الأول والقبو وجزء من الدور الأرضي، وتم استقطاع جزء من الساحة الجنوبية بالمسجد الحرام الواقعة ما بين الصفا إلى باب الملك عبدالعزيز لعمليات الإزالة والهدم وتجهيز الأعمال الإنشائية، بالتزامن مع استكمال أعمال التشطيبات في مرحلتي المشروع.
كما ستتم الاستفادة من المرحلة الأولى وإتاحتها للمصلين بطوابقها كافة، وسيكون الدخول لصحن المطاف من الجهة الغربية للمسجد الحرام من الدور الأرضي لتوسعة الملك فهد- رحمه الله- ومن الجهة الشرقية من خلال باب السلام بقبو المسعى وأبواب المسعى الأرضي، مروراً بالمرحلة الأولى ما بين الصفا إلى الفتح.
وتم أيضاً تجهيز موقع صلاة الإمام في الدور الأرضي من المرحلة الأولى والمقابل لمقام إبراهيم عليه السلام، وتجهيز مدخل الجنائز من جهة الساحة الشرقية؛ من خلال منحدر خاص بالجنائز مروراً بأبواب السلام لقبو المسعى وصولاً إلى الموقع المخصص لأداء الصلاة على الجنازة.
وكذك تمت تهيئة المكبرية المؤقتة الواقعة ما بين المرحلة الأولى من مشروع المطاف والمسعى الأرضي الأقرب للصفا؛ بكافة الأجهزة والأنظمة الصوتية لغرفة الأذان وغرفة التحكم، مع استمرار تشغيل أدوار المسعى وأدوار مبنى توسعة الملك فهد -يرحمه الله - وأدوار المرحلة الأولى من مشروع توسعة المطاف، كما يجري استمرار تنفيذ مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الساحات الشمالية في مراحل متقدمة نحو الإنجاز النهائي، واستكمال جميع خطوط التغذية الكهربائية التبادلية للنظام الصوتي الأساسي والاحتياطي، وبذلك يكون النظام الصوتي- بإذن الله- مؤمناً تأميناً كاملاً لاستمرار التيار الكهربائي دون انقطاع.
ودعا الشيخ "السديس" الله سبحانه أن يجزي مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني، وأمير منطقة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة؛ على ما يولون الحرمين الشريفين من رعاية فائقة وعناية بالغة خير الجزاء وعظيم الأجر والمثوبة، وأن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة، إنه سميع قريب مجيب.