اختتم اللقاء الثالث حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية -الذي نظّمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني- في منطقة تبوك، أعماله يوم أمس الخميس 20 محرم 1436ه 13 نوفمبر 2014م. وأكد عدد من المشاركين والمشاركات وأعضاء مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في اللقاء، على أهمية نشر ثقافة الحوار لمواجهة التطرف، وتفعيل دور الأسرة لمواجهة التطرف لدى الشباب.
وأشاروا إلى دور المؤسسات التربوية والإعلامية في نقل الصورة الإيجابية للوطن، وأهمية تسليط الضوء على الجوانب الخفية للتطرف، وإلى أهمية إعادة نشر مفهوم الوسطية وتشجيع الحوار داخل الأسرة الواحدة.
ودعوا إلى تأسيس مرصد وطني يقوم على رصد القضايا الوطنية في جميع المناطق، وإيجاد آليات فاعلة لمتابعة وتوجيه ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتَطَرّق المشاركون إلى المخاطر التي يمثلها وجود وانتشار الأفكار المتطرفة وتهديداتها للوحدة الوطنية؛ وذلك في اللقاء الذي بدأ أعماله بكلمة ترحيبية وشكر من الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، للمشاركين والمشاركات، وأهالي تبوك.
وأكد "السلطان" أهمية موضوع اللقاء للمركز ولجميع مواطني المملكة، والآمال التي يُعَلّقها المركز والقائمون عليه من نتائج اللقاء للمساهمة في الأفكار والرؤى التي تساعد في مواجهة التطرف.
وأكد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في كلمته الافتتاحية في اللقاء، أهمية الحوار في المجتمع وتأصيله من الناحية الشرعية.
وأعرب عن أمله في أن تساهم الرؤى والأفكار التي يطرحها المشاركون والمشاركات في تحقيق النتائج المثمرة؛ مُبَيّناً -في الوقت ذاته- أن أصل الحوار النصيحة والبحث عن الحقيقة.
من جهته؛ أكّد الدكتور حسن بن فهد الهويمل -عضو مجلس أمناء المركز- على أهمية اللقاء وأهمية النتائج التي سيتوصل إليها المشاركون والمشاركات في تعزيز التلاحم والتكاتف بين أبناء المجتمع الواحد، وتوحيد الأهداف والكلمة في مواجهة مخاطر التطرف.
وقال: "المركز يأمل من عقد هذه اللقاءات، أن تؤدي إلى مناقشة الآراء بجدية وإخلاص، واستطلاع الآراء، وتعويد هذا الجيل على مبدأ الحوار، وهو ما يتطلع إليه المركز وما يتطلع إليه رائد الحوار ومؤسسه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود".
وفي ختام اللقاء، تلا الدكتور فهد بن سلطان السطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، نتائج اللقاء قائلاً: "في ظل التوجيهات الدائمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواجهة مظاهر التطرف والغلو والإرهاب، واستكمالا لسلسة اللقاءات الحوارية الفكرية، وفي ضوء أهداف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نحو تكريس الوحدة الوطنية؛ فقد نَظّم المركز ثالث اللقاءات التحضيرية للقاء الوطني العاشر للحوار الفكري تحت عنوان "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية"؛ وذلك في يوم الخميس 20 محرم 1436ه (13 نوفمبر 2014م)، في مدينة تبوك بمنطقة تبوك بمشاركة نحو 64 مشاركاً ومشاركة من العلماء والدعاة، والمثقفين، وأساتذة الجامعات، والإعلاميين، والشباب، والمهتمين بظاهرة الغلوّ والتطرف، وآثارها الدينية والاجتماعية والوطنية".
وأضاف: "الهدف كان التعرف على رؤية المجتمع وتطلعاته حول واقع هذه المظاهر السلبية وسبل حماية المجتمع منها. وستتواصل -بإذن الله- هذه اللقاءات في عموم مناطق المملكة".
وطرح المشاركون والمشاركات العديد من الآراء والمداخلات والتوصيات خلال هذا اللقاء، ومن أبرزها ما يأتي:
1. العمل على تأسيس مرصد وطني يقوم على رصد القضايا الوطنية في جميع المناطق وما يرتبط بها من مشكلات وتحديات؛ بحيث يتمكن أبناء الوطن من التواصل مع المرصد لتسجيل ما يعتقدونه ويعايشونه من تلك القضايا والمشكلات والهموم الوطنية، بما يمكّن مؤسسات المجتمع ذات العلاقة، من التفاعل المستمر مع تلك القضايا والبحث في سبيل علاجها ومواجهتها.
2. العمل على إيجاد آليات فاعلة لمتابعة وتوجيه ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قضايا اجتماعيه ووطنيه؛ بهدف التبصير والتوعية بما يمكّن الشباب -على وجه الخصوص- من الوعي بالقضايا الواقعية التي تُبعدهم عن الوقوع في فخاخ التطرف والتشدد.
3. العمل على إيجاد مراكز استشارية مهنية ومتخصصة لمساعدة الشباب على علاج مشاكلهم، وتبصيرهم بالأسس السليمة التي تعمل على دمجهم في الحياة الاجتماعية وتحويلهم إلى طاقات فاعلة.
4. الاهتمام بعلاج النظرة التشاؤمية للحياة وللآخر، ومواجهتها بالأساليب الموضوعية القادرة على احتواء تلك النظرة وتوجيهها بما يحقق المواطَنَة الصالحة والتكامل الاجتماعي.
وقال "السلطان": "في ختام اللقاء يتشرف المشاركون والمشاركات برفع أسمى عبارات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، كما يتوجه منتسبو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بالشكر والتقدير لصاحب السمو الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، على الدعم والتسهيلات التي قُدمت، والشكر موصول لوزارة الثقافة والإعلام، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وكل الوسائل الإعلامية المشاركة؛ لإسهامها في إنجاح هذا اللقاء".
وأضاف: "يشيد المركز بالمشاركين والمشاركات، على وقتهم الثمين وحواراتهم وتفاعلاتهم البنّاءة، التي مثلت أبرز عوامل نجاح هذا اللقاء؛ فلهم منا جميعاً الشكر والتقدير، والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه".