وافَقَ رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على استكمال التنقيب في موقع "جرش" الأثري بمنطقة عسير في شهر صفر المقبل، بعد تنفيذ الهيئة لستة مواسم من التنقيب بالموقع. وأوضح مدير مكتب الآثار بالمنطقة سعيد بن علي القرني، أن مشروع التنقيب في الموقع للموسم السابع، يأتي استكمالاً لما قام به الفريق السعودي برئاسة مدير عام المتاحف بالهيئة الدكتور عوض الزهراني من تنقيب بالموقع، وتأهيل لحصن جرش والمسجد؛ لافتاً إلى أن تميّز الأعمال التي قام بها الفريق أظهرت أهمية هذا الموقع؛ من خلال العناصر الأثرية والقطع التي وجدت بالموقع.
بدوره بيّن رئيس فريق التنقيب مدير عام المتاحف بالهيئة الدكتور عوض الزهراني، أن الدلائل تشير إلى أن الموقع قد استُوطِن خلال فترة ما قبل الميلاد، وازدهر الاستيطان فيه خلال القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي، واستمر الاستيطان خلال الفترات اللاحقة في وسط الموقع، وظهرت دلائل الاستيطان خلال الفترة العباسية في شمال ووسط الموقع.
وأضاف: "أما في جنوب الموقع؛ فتشير الدلائل إلى الاستيطان خلال الفترة الإسلامية الوسيطة والمتأخرة"؛ مؤكداً أن هذا المشروع يأتي استكمالاً لما قد بدأت فيه الهيئة خلال المواسم السابقة للتنقيب، وتأهيل حصن جرش، ورفع أعمدة المسجد، إضافة إلى التعرف على التسلسل الحضاري للموقع، وإبرازه وتهيئته ليكون ضمن المنظومة السياحية بالمنطقة.
من جهته، شدّد مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة المهندس محمد العمرة، على أن موقع "جرش" من المواقع الأثرية المهمة بالمنطقة، والتي تتطلع الهيئة لإبرازه؛ ليكون موقعاً قابلاً للزيارة؛ مستشهداً بما أظهرته الأعمال التي قام بها فريق الهيئة من البعد الحضاري للجزيرة العربية، وما تتمتع به من مقومات؛ سواء من خلال التنقيب والمعثورات التي كشف عنها الفريق، أو من خلال تأهيل الحصن والمسجد.
وختم "العمرة" بالقول: "يأتي هذا المشروع متزامناً مع ملتقى التراث العمراني الرابع بالمنطقة؛ مما يدل على أهمية منطقة عسير للمضيّ قدماً لأن تكون وجهة سياحية رئيسة على مدار العام".