تهدد مياه ملوثة مصدرها مستشفى الهدا للقوات المسلحة بالطائف حياة 800 ألف نسمة يسكنون المنطقة المحيطة بعد أن أتلفت 150 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية بخلاف أشجار الفواكه والورد. وقال عدد من أهالي منطقة "وادي القصران" ل"سبق" إنهم يعيشون هذا الكابوس البيئي منذ 15 عاماً، حيث تتسربت مياه غير مُعالجة، تُمثل بقايا المجاري والخدمات الطبية والإبر الملوثة، عبر فتحات بأسوار المستشفى من الناحية الغربية بشكل مستمر ودائم. وقالوا إن أخطار هذه المياه الملوثة أدخلت الرعب في نفوس الأهالي الذين بدأوا يُخلون المنطقة في ظل عدم تحرك الجهات المعنية وإيجاد الحلول التي تكفل حمايتهم بعدما تسببت المياه الملوثة في إتلاف الأراضي الزراعية التي تزيد في مساحتها على 150 ألف متر إضافة إلى إتلاف أشجار الفواكه والورد بخلاف انتشار الأوبئة والبعوض وتكون مستنقعات. وتعالت الأصوات التي تطالب بحل المشكلة قبل أن تقع الكارثة. فقد تلقت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أكثر من 20 شكوى من الأهالي. وشكل رئيس مركز الهدا لجنة من فرع وزارة الزراعة والمياه لدراسة المشكلة. وكان رد إدارة المستشفى هو أن سبب التسرب يعود ل"حدوث كسر في أحد أنابيب المياه الحلوة المُغذية للمستشفى" . وحاول المستشفى حل هذه المشكلة- دون جدوى- حيث قام قبل أربعة أعوام باستحداث شيب من الناحية الغربية للمستشفى مُقابل منازل الأهالي من المنطقة. ويقوم عدد من الوافدين بتعبئة هذه المياه الآسنة داخل صهاريج نقل المياه واستخدامها من قبل ضعاف النفوس في ري المحاصيل الزراعية والمواشي من الأغنام. وأصبح هذا الشيب مصدر خوف وقلق وإزعاج من قبل المجاورين. فقد باتت المنازل آيلة للسقوط جراء الدخول والخروج لهذا الشيب، بخلاف التصدعات والتكسر للطريق وحدوث المستنقعات. وقال الأهالي إنه كان من الأجدر بهم أن يضعوه داخل أسوار المستشفى كما كان معمولاً به في السابق. واستغرب عدد من الأهالي المُشتكين ومن بينهم "عبد الإله علي معتوق القصيري وعبد الله عابد الغشمري وحسن عبد الرحيم الصخري" من أن يُحصن "الوافد الفلبيني" المشرف على الشيب نفسه من خطورة تلك المياه بارتدائه كمامات أثناء العمل ولم يتم تحصين الأهالي المتضررين من تلك التسريبات. وقالوا: أصبحنا لا نأمن على منازلنا وأطفالنا وعائلاتنا وأنفسنا من خطر سائقي تلك الصهاريج المتهورين، فقد أصبحت المنطقة ومع الأسف غير مؤهلة للسياحة نظير ما تعرضت له من تكسير وتصدع للطرق والخطورة التي تُحدق بها من حيث تسرب تلك المياه غير المُعالجة التي تحتوي على مخلفات المحاليل والمواد والإبر الطبية. وأعرب الأهالي عن أملهم في تسارع الجهات المعنية إلى إنقاذ الأعداد الكبيرة من السكان الذين ليس لهم مأوى غير تلك المنازل المحيطة بالمستشفى وأن تجد حلاً يُنهي ذلك الخوف ويقضي على المُشكلة. ممثل حقوق الإنسان بمحافظة الطائف عادل بن تركي الثبيتي قال في تصريح ل"سبق": تلقينا شكوى الأهالي والجمعية تهدف على التباحث مع الجهات المسؤولة والمختصة من أجل إيجاد الحلول وإنهاء المعاناة بعد ثبوت الضرر على الأهالي. وأضاف أنه سيتم رفع كامل التقارير لرئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني.