أكد محافظ خميس مشيط سعيد بن مشيط ل"سبق" أن الفيديوهات والصور التي بثها بعض أهالي قرية الصفر على "اليوتيوب" التي تزعم اعتداء رجال الأمن على أهل القرية ونسائها؛ بهدف عدم إزالة الإحداثيات المتعدى عليها والبالغة 72 مليون متر، لن ترهب المحافظة أو المسؤولين في القيام بمهامهم، مشيراً إلى أن ما زعموه من أنهم يملكون تلك الأراضي بالوراثة عن أجدادهم ما هو إلا ضجّة إعلامية؛ في حين هم من قاموا بالتعدي على الشرطة. وأضاف محافظ خميس مشيط حول تدخّل الجهات الأمنية في عملية الإزالات في قرية الصفر: "المصلحة العامة يجب أن يكون لها الأولوية في هذه الأمور"، مشيراً إلى أن اللجان قامت بعمليات الإزالة قبل 3 سنوات؛ لإزالة تعديات أحدثها مواطنون على أرض حكومية مخصصة للإسكان والمشاريع التنموية.
وكان بعض سكان قرية الصفر قد قاموا ببث فيديوهات ومقاطع "يوتيوب" تزعم اعتداء رجال الأمن على أهل القرية ونسائها؛ بهدف إزالة الإحداثيات الموجودة والتي يؤكدون أنها أملاك متوارثة عن أجدادهم، وقاموا ببث هذه الصور والمقاطع رغبة في استعطاف الجمهور.
وشدد "ابن مشيط" قائلاً: "الاعتبار الأول هو مصلحة المحافظة والحفاظ على هذه الأراضي التي تم تخصيصها لمشاريع تنموية في محافظة خميس مشيط، ترتقي لتطلعات سكانها بالتنمية والتطوير".
وقال: "الإزالات هي تنفيذ لقرارات الدولة وحماية لأراضيها من الإحداثات"، واصفاً أقوال من يدّعون تملك هذه الأراضي بأنها ادّعاءات وحجج غير صحيحة أوجدت للسيطرة على أراضٍ معروف أنها ملك للدولة، وعمل ضجة إعلامية دون وجه حق، مؤكداً أن مطامع المحدثين كانت كبيرة؛ حيث إنهم أقاموا أحواشاً وغرفاً على مساحات بالكيلومترات، ورفضوا التخلي عنها، وهذا أمر غير مقبول.
وتابع: "إنها إحداثات جديدة وواضحة ومعروفة؛ فالمنطقة مرسومة بصور جوية توضح الصور الجوية للإحداثات قبل وبعد".
وأضاف: "ليست المرة الأولي التي تتعرض فيه هذه المواقع للإحداثات والإزالة"، مؤكداً مضيّ اللجان في طريقها في تحقيق مصلحة الوطن بإيقاف العبث بأراضي الدولة والاستيلاء على مخططات بكاملها دون أي مستمسكات قضائية، وأبان أن من لديه أي صك يثبت ملكيته أو أي حجة استحكام شرعية عليه أن يتقدّم بها لأخذ حقه".
وأوضح: "هذه المنطقة خصّصت مساحة 20 مليون متر منها، وسلمت لوزارة الإسكان ليتم إقامة مخططات ومرافق وكليات، فهذا الموقع يعتبر مستقبل محافظة خميس مشيط الذي لا يمكن المزايدة عليه، مهما بلغ التضليل ونشر الصور لتضليل الرأي العام الذي لن يقبل إلا بالحقيقة التي تؤكد أنها أملاك للدولة، سيتم إقامة مشاريع تنموية عليها تدعم محافظة خميس مشيط، وهذا الأمر لا يمكن أن نتساهل فيه، مؤكداً أن هذه المواقع هي حلم المواطن في خميس مشيط في التطور العمراني والتنموي، ولا يمكن التفريط بشبر واحد منه".
وكانت الجهات الأمنية في عسير ضبطت عدداً من الأشخاص اعتدوا على لجان الإزالة ورجال الأمن أثناء أعمال إزالة بقرية "الصفر" شمال شرقي خميس مشيط، إذ نتج عن الاعتداءات إصابة سجانة مرافقة للجان في عينها إبان رشق اللجان بالحجارة، فيما تعرضت سيارات الشرطة والبلدية للتكسير.
وأكد رئيس المجلس البلدي بخميس مشيط الدكتور وليد أبوملحة أن الأرض التي تسلمتها بلدية خميس مشيط بمخطط الضاحية والتي تقدر مساحتها ب 72 مليون م2 تم تسليم وزارة الإسكان منها 20 مليون م2 و7 ملايين م2 خصصت لجامعة الملك خالد ومليون م2 لإقامة مستشفى بسعة 500 سرير تم اعتماده سابقاً، ورصدت ميزانيته، و5 ملايين م2 لغرض إقامة مدن صحية".
وأشار "أبوملحة" إلى أن رئيس وأعضاء المجلس قرروا تنفيذ جولة ميدانية؛ لمعاينة الإحداثيات والتأكد من إزالتها، وأثناء الجولة تبين أن الإحداثيات عبارة عن أحواش وغرف عشوائية وعقوم ترابية، وجدران من الأحجار، وأن المحدثين أحضروا النساء ووضعوهم في تلك الغرف لتعطيل عملية الإزالة.
وبيّن المتحدث الرسمي بإمارة عسير سعد آل ثابت، أن المعتدين أحيلوا إلى الشرطة لتطبيق العقوبات اللازمة بحقهم على ما ارتكبوه من اعتداءات صريحة على اللجان ورجال الأمن والمعدات.
واستكمل: الجهات المعنية بالمحافظة على أراضي الدولة باشرت مهامها في إزالة إحداثات وتعديات شمال شرق محافظة خميس مشيط فيما يُعرف بالمنطقة المسماة (الصفر) والبالغ مساحتها نحو 72 مليون متر مربع، والمسلّمة لوزارتي الشؤون البلدية والقروية والإسكان، مشيراً إلى أن اللجان المعنية باشرت مهامها ابتداء من 25 من الشهر الجاري، وما زالت مستمرة.
ونوّه "آل ثابت" قائلاً: هذه الأعمال جاءت بناء على أوامر سامية وقرارات وزارية واضحة بهذا الشأن، حيث تمّت متابعة الأراضي من قبل اللجان المعنية، وحددت بلدية خميس مشيط الأراضي المعتدى عليها وأنواع الإحداثيات التي أقيمت عليها، واتخذت الإجراءات النظامية اللازمة لبدء أعمال الإزالة، إذ أزيل 12 منزلاً عشوائياً و5 مزارع و25 حوشاً بمساحات شاسعة و9 منازل مسقوفة بهنقر و8 خزانات أرضية وعلوية، بالإضافة إلى مخطط عشوائي جاهز للبيع بطريقة غير نظامية، مؤكداً أن أعمال الإزالة متواصلة.
واستطرد: أعمال الإزالة أسفرت عن القبض على عدد من النساء والرجال؛ لمقاومتهم لجان الإزالة والتعدي على اللجان والآليات، وأحيلوا إلى الشرطة؛ لإيقافهم وتطبيق الأنظمة بحقهم، كما تعرضت مجموعة من سيارات الشرطة والبلدية للتكسير، بالإضافة إلى تعرض إحدى السجانات التابعة لشرطة الخميس للإصابة في عينها؛ جراء الاعتداء عليها من قبل النساء المقاومات، وأُحيلت للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وعدّ "آل ثابت" ما أقدم عليه المعتدون أمراً غير مقبول، وأن كل من تورط في هذه الإشكالات سيكون عرضة للجزاء والعقوبات الرادعة، وأن إزالة هذه التعديات تصبّ في المصلحة العامة؛ حيث تعدّ هذه الأرض المستقبل المشرق لخميس مشيط، وهي أراضٍ سُلّم جزء كبير منها لوزارة الإسكان؛ لتلبية احتياجات سكان المحافظة الراغبين في الحصول على سكن، والجزء المتبقي منها عبارة عن أراضٍ مسلّمة لبلدية خميس مشيط؛ بهدف إنشاء العديد من المشاريع التنموية والحضارية عليها؛ لتحقيق تطلعات الدولة في البناء التنموي للمحافظة وساكنيها، لافتاً إلى أن مثل هذه الاعتداءات على الأراضي تعدّ تعدياً صريحاً على ممتلكات الدولة، وتعطيلاً للخطط التنموية التي تسعى لتحقيقها.