أشادت نائب أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية وممثل المملكة في منظمة التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئة والتقنية "جيتس" فاتن عبدالبديع اليافي، بدور مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة مع عدد من الجهات المختصة في تصميم أربعة أدلة إرشادية لبرنامج الوصول الشامل في البيئة العمرانية، ووسائط النقل البرية والبحرية، والمواقف السياحية وقطاعات الإيواء. جاء ذلك في ورقة العمل التي حملت عنوان "معايير الوصول الشامل في دمج وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة"، ضمن جلسات فعاليات المؤتمر الرابع للإعاقة والتأهيل الذي استضافته الرياض مؤخراً.
وثمّنت "اليافي" الجهود التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين؛ مشيرة إلى أن صدور الأمر السامي الكريم رقم "35362" لبرنامج الوصول الشامل على المستوى الوطني، يُعَدّ تجسيداً لما توليه الحكومة الرشيدة من رعاية واهتمام لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة بصفة خاصة والمواطنين بشكل عام.
وأكدت أهمية استثمار هذا الاهتمام الحكومي نحو إيجاد حراك هندسي وعمراني في البيئة العمرانية، من خلال استراتيجيات تنفيذية لتهيئة العناصر المعمارية للمباني؛ ليؤدي إلى تمكين عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الإيجابية في المجتمع؛ من خلال توفير بيئة خالية من الحواجز؛ بما يسمح لأكبر مجموعة من المستخدمين -مهما تنوعت قدراتهم وأعمارهم وإعاقاتهم- بالاستفادة منها؛ لافتة إلى أن تصميم البيئة العمرانية وفق آلية سهولة الوصول الشامل، يجعلها محط اهتمام جميع المواطنين؛ بما فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.
وشدّدت "اليافي" على عدم التهاون في تفعيل الاتفاقية الدولية الخاصة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي أقرتها الأممالمتحدة لحماية حقوق المعاقين، والتي وقّعت عليها السعودية، وتتمحور حول حقوق ذوي الإعاقة، وتكفل إمكانية وصولهم على قدم المساواة مع غيرهم، إلى البيئة المادية المحيطة ووسائل النقل والمعلومات والاتصالات؛ بما في ذلك تكنولوجيات ونظم المعلومات، والمرافق والخدمات الأخرى المتاحة لعامة الجمهور في المناطق الحضرية والريفية على السواء.
ودعت "اليافي" إلى أهمية اتخاذ التدابير اللازمة نحو وضع معايير ومبادئ توجيهية لتهيئة إمكانية الوصول الشامل، بالإضافة إلى توفير التدريب للجهات المعنية بشأن المسائل المتعلقة بإمكانية هذا الوصول، وتشجيع تصميم وتطوير وإنتاج وتوزيع تكنولوجيات ونظم المعلومات والاتصالات؛ بما يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إليها، بالإضافة إلى توفير لافتات بطريقة "برايل" وبأشكال يسهل قراءتها وفهمها في المباني العامة والمرافق الأخرى المتاحة لعامة الجمهور.
وأوصت "اليافي" -في ختام ورقتها- إلى تطوير ونشر المعرفة والمعلومات المتعلقة بفهم وتطبيق تسهيل الوصول في البيئات العمرانية والاجتماعية والافتراضية المستدامة، وتوفير الخبرة الفنية في مجال تطوير تقنيات إلكترونية ومعلوماتية واتصالية ميسرة للوصول، بالإضافة إلى تطبيق تسهيل الوصول كجزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة، ودراسة الوضع الراهن لسهولة الوصول في المملكة، إضافة إلى وضع خارطة طريق لاستمرار تنفيذ معايير الوصول الشامل في المملكة ضمن خطة زمنية محددة.