أكد رئيس الوزراء الكويتي بالانابة وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ان الكويت لا تحتمل أي تصعيد وان ما يحدث في الساحة حالياً ليس أمراً بسيطاً. ونقلت صحيفة "النهار" الكويتية عن المبارك قوله خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية أمس ان توظيف الاختلاف في الطائفية بقصد اشعال الفتنة المذهبية يوصل الكويت الى مرحلة الخطر، مشدداً على توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ودعوات سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى ضرورة حماية النسيج الوطني. المبارك أكد ان "هناك من يريد ان يجرنا الى الفتنة البغيضة"، مشدداً على ان الحكومة ستواجه هذا الامر بكل حزم مطالباً في الوقت نفسه بان يمارس كل مواطن دوره في هذا الجانب، وقال ان درء الفتنة مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع. وحذر رئيس الوزراء بالانابة من ان ما تشهده الكويت حالياً يؤكد ان هناك هشاشة في المجتمع يجب ان نتلافاها قدر الامكان، مشيراً الى أن الحكومة بدأت فعلا العمل على درء الفتنة والحد من تزايدها، موضحاً ان هناك تنسيقاً مع مجلس الامة واذا ما كان هناك أي قصور في القوانين فإن مصلحة الكويت فوق كل شيء. وأشار المبارك الى ان الحكومة لن تمس الحريات العامة التي قال انها مصانة وليس هناك أي مانع من عقد ندوات لا تتطرق الى الطائفية. والمح الى ان الظروف التي تمر بها البلاد دفعت الحكومة الى منع الندوات المثيرة للفتنة لانها ستكون شرارة لتأجيج الفتنة. وشدد على انه سيمنع الندوات بجميع الطرق لان مصلحة الكويت فوق كل شيء. وقال ان قرار المنع سيسري على الجميع دون النظر لاي اعتبارات. وقال: لقد «رأينا مجرد تصريح استغل استغلالاً غير مسؤول وقد تم ايقاف احدى هذه الندوات التي كان هدفها التكسب الشخصي وطلب اقامة ندوات اخرى غير اننا رفضنا هذا الطلب، ولن اسمح باقامة اي ندوة من الندوات حتى لو قيل انها ستكون للتهدئة لان الظروف لا تسمح مع وجود مخاوف». ودعا الشيخ جابر المبارك الى الاستفادة من الظروف التي مرت بها بعض الدول المحيطة وكانت لها نتائج سلبية خطيرة قائلاً ان هناك تجارب في دول مرت بمثل هذه الظروف، «ويجب ان نأخذ العبر منها ونتكاتف قدر الامكان». وأكد ان اجراءات الحكومة في هذا الجانب قانونية ودستورية وان قرار منع التجمعات نابع من مصلحة الكويت لانه يمس وحدة البلد وهذا شيء لا نقبله، مشدداً على ان الذي يتحدى الدولة يتحدى الشعب وسيجد المواجهة وان حدث شيء فهو المسؤول عنه. وأوضح المبارك ان الخطر الذي يواجه الكويت داخلي وليس خارجياً وهذا يمكن منعه عبر القوانين والقوة والاعلام. وقال ان البعض يدخلنا في معارك لا تخص الكويت وحدها. وقال المبارك ان الحكومة تحركت بعدما رأت ان السكين وصلت الى العظم والخطر وارد وموجود ولهذا فانها لم تسكت وبدأت باتخاذ اجراءاتها التي جاءت لمصلحة الجميع وليس لمصلحة فئة دون اخرى. ووصف من انتقدوا الحكومة واتهموها بعدم التحرك بانهم «يتكسبون سياسياً»، مؤكداً ان الحكومة تتقبل النقد وصدرها واسع لانها تعمل وتخطئ. وعن الاجراءات الحكومية باتجاه سحب الجنسية من المدعو ياسر الحبيب قال المبارك ان مجلس الوزراء قرر في اجتماعه الاسبوع الماضي تكليف وزير الداخلية باتخاذ الاجراءات اللازمة بهذا الشأن من خلال البدء باستدعاء المدعو الحبيب «واذا رفض او تم رفض الطلب فيرفع لنا الموضوع لاتخاذ اجراء آخر في حقه». واضاف: «اتضح لنا بعد ذلك ان المطلوب لديه جواز سفر دولة أخرى لكن هذا لا يمنع ان نتخذ في حقه الاجراءات القانونية التي ينص عليها قانون الجنسية ومنها سحب الجنسية الكويتية او اسقاطها عنه.. وسنتخذ ايا من الاجراءين لأن مصلحة الكويت فوق كل شيء». وعن اتهام وسائل الاعلام وتحميلها وحدها مسؤولية تحقيق الوحدة الوطنية وعدم اثارة الفتن اوضح ان المسؤولية تقع على عاتق الحكومة والاعلام على حد سواء، مبينا ان مسؤولية وسائل الاعلام في هذا الشأن «كبيرة فالاعلام لم يعد صحافة فقط بل هناك رسائل قصيرة تساعد على نشر الاشاعات.. واعتقد ان تأثير الاعلام على المجتمع كبير لذا نحمله المسؤولية في التصعيد او التهدئة». وأضاف انه سيرى ان كانت هناك امكانية في ان يصدر النائب العام قراراً بشأن منع وسائل الاعلام من التطرق الى الموضوع اذا تطلب الامر حماية للنسيج الوطني. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة تتخذ ذات الاجراءات لفئات المجتمع كافة وعما اذا كانت هذه الاجراءات وفق الدستور والقانون قال الشيخ جابر المبارك «اريد ان اكون واضحا ولا أحد يزايد علينا في موضوع القبائل». وأضاف ان الكويت اكبر من القبائل «ولا يوجد شيء اسمه قبيلة بل انا كويتي قبل كل شيء» مستذكرا في هذا الصدد قراره الغاء اسم القبيلة حين الالتحاق بالكلية العسكرية «لان الجميع هم من اهل الكويت قبل ان يكونوا ابناء لقبيلتهم او اسرهم». ------------------------------------------------------------------------- المخالفون سيواجهون عقوبة السجن سنتين الكويت تحظر التجمعات العامة لوقف فتنة الفار ياسر الحبيب أ ف ب- الكويت: حظرت الكويت اليوم الأحد التجمعات العامة في البلاد للحد من تصاعد التوتر بين الشيعة والسنة على خلفية تصريحات أدلى بها الناشط الشيعي الفار إلى لندن ياسر ياسر الحبيب تسب وتقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وقال مدير الإدارة القانونية في وزارة الداخلية الكويتية العميد أسعد الرويح في مؤتمر صحافي قرأ خلاله بيان الحظر "هذه فتنة ويجب أن توقف". وأشار البيان إلى حظر "أي موكب أو مظاهرة أو تجمع في الشوارع والميادين العامة يزيد عدد المشاركين فيها على عشرين شخصاً". وأشار الرويح إلى أن المخالفين سيواجهون عقوبة بالسجن سنتين، مشدداً على أن وزارة الداخلية "تمارس دورها" انطلاقاً من "حرصها على أمن البلد واستقراره".