انطلقت اليوم في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو- بالرباط؛ أعمالُ الدورة التاسعة عشرة للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع للإيسيسكو . وترأَّس أعمالَ الدورة رئيسُ المجلس التنفيذي للاتحاد، رئيس الدورة السادسة للمؤتمر العام للاتحاد، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض؛ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، والأمين العام للاتحاد، المدير العام للإيسيسكو، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، بحضور أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد، ممثِّلي دول المملكة العربية السعودية، والأردن، وفلسطين، والسودان، وقطر، والعراق، واليمن، وباكستان، وماليزيا.
وسيناقش المجلس في دورته الحالية تقريرين للأمين العام للاتحاد، عن أنشطة الأمانة العامة بين الدورتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة للمجلس التنفيذي، وعن الوضع المالي للاتحاد لسنة 2013، وتقارير حول الجامعة الافتراضية الإسلامية، والهيئة الإسلامية للجودة والاعتماد، وشبكة خبراء التخطيط الإستراتيجي في جامعات العالم الإسلامي، وتقريراً حول مشروع إنشاء إدارة تبادل البرامج والطلاب وهيئة التدريس في جامعات العالم الإسلامي. كما سيَبتُّ المجلسُ في عدد من طلبات الانضمام إلى الاتحاد من الجامعات والمعاهد العليا في دول العالم الإسلامي.
من جانبه المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي؛ أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري؛ أن الدورة التاسعة عشرة للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي تعقد في ظل ظروف خطيرة يعيشها العالم الإسلامي؛ حيث تَنَامَتْ ظاهرة الإرهاب والانحراف ، ونشبت الصراعات والنزاعات الدامية التي مزَّقت الأوطان، وشرّدت السكان، ودمّرت العمران. داعيًا الجامعات في دول العالم الإسلامي، التي وصفها بأنها محاضن العلم والمعرفة؛ إلى العمل الدؤوب لمواجهة هذه الانحرافات والتحديات.
ودعا في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمجلس إلى الاستفادة من نتائج الدورة السادسة للمؤتمر العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، المنعقدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في شهر نوفمبر 2013، وفي طليعتها القرارات الخاصة ب "الجامعة الافتراضية الإسلامية"، و"الهيئة الإسلامية للجودة والاعتماد"، و"مركز أخلاقيات التعليم الجامعي والبحث العلمي"، و"شبكة خبراء التخطيط الإستراتيجي في الجامعات الأعضاء"، و"إدارة تبادل البرامج والطلاب وهيئة التدريس"، و"شبكة تطوير التعاون الأكاديمي وسوق العمل".
وأشار التويجري إلى أن تفعيل هذه المؤسسات المهمة والجديدة التي اعتُمِدت وثائقُها؛ سيعمل على الرفع من كفاءة أداء الجامعات الأعضاء، وتحقيق جودة التعليم العالي ومواصلة التطوير المستمر لها؛ من خلال اعتماد معايير متطورة ُيراعَى فيها المؤشرات التي يتضمنها التصنيفُ الدوليّ للجامعات، مع الاحتِكَامِ إلى المعايير الإسلامية للجودة التي نعتمدها.
فيما أكد رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد، رئيس الدورة السادسة للمؤتمر العام للاتحاد، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض؛ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل؛ أن العالم الإسلامي يمرُّ اليوم بمرحلة حرجة وحساسة ودقيقة، سادت فيها الإغراقات الفكرية والسلوكية، وعَمَّت فيها الفوضى والقلاقل، وتَزَعْزُعُ الأمن والأمان في كثيرٍ من أوطان العالم الإسلامي.
وشدَّد في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة عشرة للمجلس التنفيذي للاتحاد؛ على أن هناك عواملَ مسبِّبةً لهذه الأوضاع، موجَّهة بالأساس ضد العالم الإسلامي، وقال: "إنه إذا لم يكن هناك موقف من الحكماء الذين يمثلون الوجهة الصحيحة القائمة على مبادئ ديننا وقواعده وأُسُسه، المنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله، والذين هم أبناء الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي، بل في العالم أجمع؛ إذا لم يشمِّر هؤلاء عن سَوَاعِدِهم، ويدركوا حقيقتهم ودورهم الفعال؛ فإنه لن يقوم بهذا الدور أي جهة أخرى".
وعد أبا الخيل الجامعات بمحافل الفكر والتربية والتوجيه في أي مجتمع؛ لأنه من خلالها يتعلم الأبناء، وتَتَعَزَّزُ قيم الدين وأخلاقه، إضافة إلى تنمية الروح الوطنية لدى الشباب مهما كان جنسهم؛ لذلك فإن اتحاد جامعات العالم الإسلامي يعوَّل عليه الكثير في العمل الجاد المخلص، الذي يبني ولا يهدم.
يذكر أن اتحاد جامعات العالم الإسلامي تأسَّس سنة 1987، ويعمل في إطار الإيسيسكو، ويضم في عضويته حتى الآن 298 جامعة ومعهداً عالياً. وكانت الدورة الثامنة عشرة للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي؛ قد عُقدت في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، سنة 2013.