فرّ مريض نفسياً من منزل ذويه الواقع جنوبعنيزة، أمس، حافي القدمين بعد أن أضرب عن الطعام لأكثر من ست ساعات، حيث افتقده شقيقه الأصغر وظل يبحث عنه حتى وجده يسير في أحد أحياء المحافظة فأركبه بالقوة وذهب به إلى المنزل. وكان المريض (ع، س)، وهو في العقد الثالث من العمر، قد ظلّ منوماً بمستشفى الصحة النفسية ببريدة لأكثر من شهرين لتردي حالته وهروبه من منزل أسرته في شعبان المنصرم، حيث وجده مواطن مغمى عليه على قارعة الطريق في مكةالمكرمة، فأبلغ الهلال الأحمر ونقل للمستشفى متأثراً بجراح بقدميه.
ومكث الشاب المريض فترة في المستشفى ثم أحيل لمستشفى الصحة النفسية بالقصيم، حيث يقطن أهله ومكث هناك فترة ثم اتصل المستشفى بأهله مراراً لاستلامه فرفضوا ذلك لأنه يشكل خطراً عليهم، وأنزله سائق المستشفى أول أمس أمام منزل ذويه، دون معرفتهم.
وقال الشقيق الأكبر أبو عبدالعزيز: "كان شقيقي يعاني منذ عام 2001 وظلّ بين الحين والآخر يراجع المستشفى ويمكث هناك عدة أشهر، ثم يأتون به مريضاً لم يتعاف مع رفضنا استلامه لأنه يشكل خطراً على والديه وأفراد أسرته، حيث يهددهم بالقتل ويتسبب في ترويعهم، والمستشفى يؤكد أن صحته جيدة بخلاف الواقع".
وأضاف: "أرسلنا برقية إلى الديوان الملكي فتمت مخاطبة الصحة فأجابت بأن لديها علاجاً! فأين العلاج المزعوم؟ وهل هو إخراج المريض دون إذن ذويه وبلا مبالاة بأهله".
وأردف: "سئمنا تصرفات مستشفى النفسية ببريدة وذهبنا إلى مصر وأدخلناه مصحة نفسية هناك على مستوى عالٍ من العلم والتطور، وتحسنت حالته إلا أن التكاليف المادية كانت عائقاً أمام إتمام علاجه، ووالده متقاعد ويعول أسرتين وليس بوسعه دفع تكاليف العلاج الباهظة، والصحة لم تعالجة على حسابها ولم تتركه منوماً لديها حتى تطيب صحته".
وتساءل: "هل لدى صحة القصيم تعليمات من الوزارة بإخراج المريض مع رفض ذويه؟ وهل النظام يخول اصطحاب المريض ورميه أمام منزل عائلته وهم يرفضون ذلك؟".
واختتم بقوله: "هل أخي يرهقهم في سكنه ومأكله ومشربه أم لا يوجد له سرير والمستشفى تكدس بالمرضى؟ فإذا كان الأمر كذلك فأين المبنى الجديد لمستشفى الصحة النفسية الذي نسمع عنه؟ إنني أطالب بفتح تحقيق مع من سمح له بالخروج بلا توقيع خطي ودون حضور ذويه".