استنزفت 266 غارة جوية من قوات التحالف ضد أهداف "داعش" في العراقوسوريا 62 مليون دولار حتى اليوم، وفقاً لما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، موضحة أن عدد الغارات العسكرية على "داعش" داخل العراق وصل إلى 266 غارة، تركز معظمها في المنطقة القريبة من سد الموصل وأربيل، ومناطق قريبة من بغداد. أما إجمالي عدد الغارات في سوريا فقد وصل إلى 95 غارة جوية، تراوح تركيزها بين دير الزور والرقة، والمناطق التي تحوي مصافي لتكرير النفط. فيما حقق تنظيم داعش مكاسب يومية لا تقل عن 3 ملايين دولار أرباحاً صافية من بيع النفط العراقي والسوري في السوق السوداء، وهو ما يعني أن إيرادات التنظيم من النفط وحده تتجاوز ال90 مليون دولار شهرياً. وتفصيلاً، ذكرت مصادر أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن التحالف الدولي ضد "داعش" لم ينفذ حتى اليوم سوى عشرة في المائة من الغارات، وأن كلفة هذه العمليات تجاوزت ال62 مليون دولار.
وأكدت المصادر الصحفية أن "الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ما زالت في بدايتها"، مبينةً أنه "لغاية الآن تم تنفيذ 10 % فقط من عملية ضرب الأهداف المحددة لمواقع داعش في العراقوسوريا".
وكشفت القيادة المركزية الأمريكية عن استخدام طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي لضرب عناصر تنظيم "داعش" في العراق، مبينة أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات هليكوبتر لدعم عمليات قوات الأمن العراقية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مطلع تشرين الأول الحالي أن الجيش الأمريكي لا يمكنه قصف ما يعرف ب"تنظيم داعش" "بشكل أعمى"، داعية إلى التحلي ب"صبر استراتيجي" من أجل التخلص من التنظيم.
يُذكر أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل أعلن في 21 آب 2014 أن بلاده تعمل على رسم استراتيجية طويلة المدى لمواجهة تنظيم "داعش"، داعياً إلى الاستعداد لمواجهة التنظيم داخلياً وخارجياً.
وأكدت الدفاع الأمريكية أن الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية استخدمت خلال عملياتها في تلك الفترة 185 قذيفة، فيما أطلقت السفن الحربية 47 صاروخ توماهوك، مشيرة إلى أن تكلفة هذه الهجمات بلغت وحدها 62 مليون دولار.
وذكرت مصادر صحفية أن المقاتلات التابعة لسلاح الجو ألقت خلال غاراتها نحو 1000 قنبلة، دون الإفصاح عن التكلفة، لافتةً إلى أن التنظيم استُهدف بالعراق من خلال 266 غارة، وفي سوريا من خلال 95 غارة، فضلاً عن 8 هجمات استهدفت "جماعة خراسان" في نقاط عدة قرب مدينة حلب شمال سوريا.
وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية عبر المواقع الصحفية إلى أن التكلفة اليومية لهجماتها الجوية ضد أهداف التنظيم المتشدد في سورياوالعراق تتراوح بين 7 و10 ملايين دولار.
وأورد تقرير أمريكي صادر عن معهد بروكنز في واشنطن أن تنظيم "داعش" يحقق مكاسب يومية لا تقل عن 3 ملايين دولار أرباحاً صافية من بيع النفط العراقي والسوري في السوق السوداء؛ وهو ما يعني أن إيرادات التنظيم من النفط وحده تتجاوز ال90 مليون دولار شهرياً.
وأوضح التقرير أن سعر برميل البترول المنتج من الحقول التي يسيطر عليها داعش وغيرها من المجموعات المسلحة يتراوح بين 20 و60 دولاراً، في وقت يتراوح فيه سعر الخام بالأسواق العالمية بين 95 و105 دولارات، إلا أن بترول داعش يتم ضخه في أسواق سوداء في كل من العراقوتركيا.
وتقوم عصابات متخصصة بإعادة تصديره إلى أماكن مختلفة من العالم والمنطقة. وأشار التقرير إلى أن مقاتلي التنظيم أجبروا العاملين في مصافي البترول على مواصلة العمل فيها، في الوقت الذي يستحوذ فيه التنظيم على الإنتاج بالكامل.
وأضاف التقرير بأن عدد مقاتلي داعش زاد بنحو 10 آلاف مقاتل خلال شهر يونيو الماضي فقط.
وأشار إلى أن البيانات الرسمية التي أعلنها النظام السوري في دمشق كشفت عن أن تنظيم داعش ينتج خمسة أضعاف ما ينتجه النظام من البترول؛ إذ يبلغ إنتاج داعش 80 ألف برميل يومياً مقابل 17 ألف برميل ينتجها النظام يومياً؛ ما يجعل مبيعات البترول في السوق السوداء أحد أهم مصادر التمويل لمقاتلي التنظيم.
كما أكد التقرير أن توسع تنظيم داعش على طول المناطق الحدودية السورية مع تركيا أعطى له الفرصة للسيطرة على عدد من آبار ومصافي البترول؛ ليجني التنظيم أموالاً طائلة، تصل إلى ما يقرب من مليون دولار يومياً.
وأضاف التقرير بأن التنظيم يمارس تجارة تهريب براميل البترول داخل أجزاء من جنوبتركيا بعد سيطرته على أجزاء كبيرة من شمال العراق وشمال سوريا.
وأشار ميثيو ليفيت الخبير الدولي في شؤون تمويل المنظمات الإرهابية في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى إلى أن "الأموال الضخمة التي ينفقها التنظيم على رواتب المقاتلين والأسلحة تكشف حجم الثروة التي يحصلون عليها من بيع براميل البترول". معرباً عن اعتقاده بأن التنظيم يحصل على ما يقرب من مليون دولار يومياً.
وأضاف "ليفيت" بأن تمويل التنظيم لا يقارن بتمويل أي منظمة إرهابية ظهرت على مدى العقود السابقة. لافتاً إلى أن التنظيم لا يكتفي في تمويله بإيراداته من تهريب البترول فقط؛ إذ يتلقى التنظيم أيضاً أموالاً ضخمة من المتعاطفين الأثرياء من دول بالمنطقة.