قُتل عشرة عناصر من حزب الله في اشتباكات حدودية مع مسلحين قادمين من سوريا في مناطق بريتال والنبي سباط في جرودة عرسال، المتاخمة للحدود اللبنانية, في واحدة من أكبر خسائر الحزب في لبنان منذ تدخله مع النظام السوري، ومشاركته الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري. وبحسب تفاصيل الاشتباك فإن المعركة كانت على تخوم بلدة بريتال ذات الغالبية الشيعية الواقعة على الحدود اللبنانية السورية، واستمرت المواجهات بين الأطراف لأكثر من ساعتين سيطرت فيه جبهة النصرة على عدة مواقع للحزب اللبناني.
وبحسب فيديو أفرجت عنه جبهة النصرة للعملية يظهر جبهة النصرة وهي تسيطر على عدة مواقع لحزب الله مع صور لجثث مقاتلي حزب الله في خيامهم وملقاة على الأرض.
وكشف الفيديو عن استيلاء جبهة النصرة على عدة صواريخ وأسلحة متطورة وذخائر وشوهد المسلحون وهم يستولون على الذخائر وينسحبون بكل هدوء من الموقع، دون أي مواجهة مع حزب الله.
واعترفت جبهة النصرة بمقتل أحد عناصرها وجرح آخر، وهو ما يشكك في رواية الحزب التي تحدثت عن مقتل العشرات من المسلحين وجرح آخرين، مع عرض بعض الصور التي شكك العديد في صحتها، خصوصاً بعد الفيديو التي أفرجت عنه جبهة النصرة.
وأظهرت المعركة الأخيرة بين المسلحين وحزب الله مأزق الحزب الغارق في سوريا حيث أظهر الفيديو هشاشة نقاط الحزب العسكرية على الحدود اللبنانية السورية، حيث بات حزب الله في مواقع دفاعية، عكس ما يظهره لأنصاره، وباتت الاشتباكات على حدود لبنان, حتى التعزيزات التي أرسلها الحزب للمعركة كانت عبارة عن مجموعات مسلحة في سيارات مدنية، وهو ما يدل على تعرض الحزب لحرب استنزاف طويلة لا طاقة للحزب بها.
سياسياً رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الهجوم الذي شنه المسلحون أمس على جرود بريتال والنبي سباط يظهر مرة جديدة مدى الضرورة القصوى لأن تتخذ الحكومة اللبنانية, إذا كانت جادة في تأمين سلامة الأراضي اللبنانية, قراراً يلزم حزب الله بالانسحاب من سوريا، ومن ثم بالاستناد إلى القرار الدولي 1701 لتأمين المساندة الضرورية للجيش للسيطرة التامة على الحدود اللبنانية السورية.
وأكد جعجع أن انسحاب حزب الله من سوريا لا يفي فقط بهذا الغرض، إنما يؤدي أيضاً إلى الإفراج عن الجنود المخطوفين، مؤكداً ضرورة مناقشة الحكومة لهذا الملف لأن التهرب من المناقشة واستمرار قتال الحزب هناك سيجر على اللبنانيين عموماً، وعلى الشيعة خصوصاً، مزيداً من الويلات ونحن في غنى عنها.
من جهة أخرى علق حسين الحاج حسن وزير الصناعة أحد وزراء حزب الله في الحكومة اللبنانية، أثناء تشييع جثامين قتلى الحزب أمس، قائلاً إن دماء شهداء الحزب حمت وتحمي لبنان من خطر التكفيريين, مضيفاً أن الغد سيكون مشرقاً بدماء الشهداء الذي نقدمهم قرابين اليوم.
وعمت الصدمة والذهول الضاحية الجنوبية ومناطق البقاع، وانعكس ذلك جدلاً كبيراً على مواقع التواصل بين موالين لحزب الله، ومشككين بالنتائج المستفادة من وجود شباب الحزب داخل الأراضي السورية، متسائلين إلى متى يستمر الحزب بالتدخل في الصراع السوري الذي بات محرقة للحزب بكل ما تعنيه الكلمة.