سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحميدي: "المقدسي" استهدف تهييج الشباب السعودي للخروج على ولاة الأمر والعلماء فنّد الأباطيل التي روجها كتاب "ملة إبراهيم" ودعوته لتكوين التنظيمات السرية
حذر الدكتور عبد العزيز بن أحمد الحميدي، أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، من الأغلاط التي جاءت في كتاب "ملة إبراهيم" لمؤلفه أبو محمد المقدسي, الذي استخدم في تضليل الشباب السعودي, وتكفير المجتمعات الإسلامية, وتكفير ولاة الأمر والعلماء والقضاة والمشايخ، بل وحتى تكفير الابن لأمه وأبيه وإخوته, مضيفاً أن الكتاب يقف خلفه تيار تكفيري إرهابي له أغراض خفية, ويستخدم لإقامة التنظيمات السرية وإحداث الانقسام في المجتمع السعودي, وقال: إن المقدسي أظهر هدفين في نهاية كتابه، الأول الدعوة لإعداد تنظيمات تخرج على المجتمع كله وتكفره, والثاني: الانقضاض على المجتمع بترويج الفتن واستباحة الدماء والأموال والأعراض, وحذر الحميدي من الأفكار الضالة المضلة التي روج لها الكتاب. جاء ذلك في حلقة برنامج "همومنا" التي بثتها القناة الأولى بالتليفزيون السعودي, بعد ظهر اليوم، الجمعة، وخصصت لتفنيد الأباطيل التي روجها أبو محمد المقدسي الأردني الذي يعد من أبرز منظري فكر التكفير والتفجير, والذي افتتن به بعض الشباب السعودي, فخرجوا عن ولاة أمرهم, وكفروا مجتمعهم المسلم الذي يحتكم لشريعة الله في كل شؤونه. وبين الدكتور الحميدي الأغراض الخبيثة للمقدسي في كتابه, وقال: إنه اجتزأ الآيات والأحاديث من سياقها, وطوعها لخدمة أغراضه التكفيرية، وفي تهييج الشباب, مؤكداً أنه نفس فكر الخوارج. وقال الدكتور الحميدي: إن المنافق الذي يجادل بالقرآن, يريد أن يحقق أغراضاً في نفسه, فلا يتورع عن استخدام الآيات والأحاديث, وأن يأخذ من كلام العلماء بعضه ليسخره ويطوعه لخدمة أغراضه, ويستخدم مسمى الدليل والنص من كتاب الله وأقوال بعض الصحابة ليوظفها لأهدافه الخبيثة, وهو ما يطلق عليه "الميكافيللية" أو "الغاية التي تبرر الوسيلة". وأضاف أن كتاب "ملة إبراهيم" للمدعو أبو محمد المقدسي, وما فيه من أباطيل, لا يقف خلفه شخص, بل يقف وراءه تيار معين, بل أشد من ذلك, وقد استخدم لإحداث نوع من "الغرضية", وأكد الحميدي أن "المقدسي" استهدف من كتابه المجتمع السعودي المحافظ الذي يحتكم إلى شرع الله, لإحداث الفتنة فيه, والانقسام بداخله, واستهدف على وجه الخصوص الشباب السعودي, فهدف كتاب "ملة إبراهيم" ومؤلفة تهييج الشباب السعودي وتضليلهم, وجعلهم يخرجون عن طاعة ولاة الأمر ونقض بيعتهم لولي أمرهم, والإلقاء بهم في التهلكة. وقال د. الحميدي: إن المقدسي سلك مسلك لدى رواد الفكر التعسيري المتشدد, وهو ما يسمى ب "التلقين باللاشعور", فقد بدأ كتابه بالتهييج من البداية, وإثارة شجون الشباب بقصة أبينا إبراهيم عليه السلام, وتوظيف قصة إبراهيم وما جاء فيها لتهييج الشباب وجعلهم يتبرؤون من مجتمعاتهم ومن ولاة أمرهم بل من آبائهم وأمهاتهم, وينقلبون على كل شيء في المجتمع, وصور مؤلف الكتاب نفسه أنه جاء لإعادة الحق إلى نصابه. وكشف الدكتور الحميدي أن صاحب كتاب "ملة إبراهيم" له هدفان حقيقيان، ذكرهما في نهاية مؤلفه بعد أن يكون نجح في غرضه في تهييج الشباب, وهما: الأول الدعوة إلى التنظيمات والتجمعات السرية, لجذب وتجنيد الشباب, داخل المجتمعات المسلمة لإحداث الشرخ داحل المجتمع, باعتبأر ان كل المجتمع كافر ولذلك يجب الخروج عليه ومنابذته العداء والتبرؤ منه. الثاني: الانقضاض على المجتمع بإثارة الفتن فيه, والتحريض على عمليات القتل واستحلال الدماء, واستباحة الأعراض والأموال. وفند الدكتور الحميدي ما جاء في مؤلف المقدسي من أغلاط, وعدم مراعاة الأمانة العلمية في الاستدلالات الشرعية والنقولات من كتب أئمة الدعوة والعلماء, وممارسة الاختزال والاجتزاء وذكر بعض كلمات من الجملة وعدم إكمالها لتطويع الكلمات لخدمة أغراضه التكفيرية. وقال الحميدي: إن الكاتب لم يراعِ الأمانة لا في نقله الآيات من كتاب الله, ولا في وضعها في السياق الذي نزلت فيه, ولا اعتماد تفسيراتها من كتب المفسرين, مضيفا أن "المقدسي" اتصف بالمزاجية في الاستدلال والاجتزاء في النقل, فلا تجد في مجمل كتابه أي أثر لصحابي أو تراجم للصحابة وأئمة أهل العلم, بل تجده يختار بعض الكلمات المقتطفة الانتقائية ليمارس عليها الاختزال ويطوعها عنوة لتحقيق أهدافه التحريضية. وأشار الدكتور الحميدي إلى عدوانية المؤلف, وإظهاره تكفير جميع أبناء المجتمع, بل إنه رتب على الكفر ليس الكفر الأصلي, إنما كفر المجتمعات المسلمة بكافة فئاتها وشرائحها, دون أي مراعاة لمجتمع مسلم أو حتى لأقسام الكفر ودرجاته, أو مراعاة القدرة والمصالح أو المعاهدات. وأظهر الدكتور الحميدي انتقائية المقدسي من كتب ابن القيم وكيف أورد أجزاء من العبارات دون إكمال كلام ابن القيم, وقال: "لقد نقل العبارت التي تخدم غرضه التكفيري, وترك باقي العبارة التي لا تخدم غرضه", مضيفاً "أن المقدسي حتى في الاستشهادات الشرعية فعل الأمر نفسه في الاجتزاء". وقال: إذا لم يجد المقدسي في كلام العلماء ما يخدم غرضه لجأ إلى تفسيره هو للآيات والنصوص, فهو لجأ إلى تفسيره هو لخدمة أغراضه التكفيرية, وأكد د. الحميدي أن المقدسي ارتكب جناية كبرى على النص الشرعي, وعلى الخليل إبراهيم وكلام العلماء وأئمة الدعوة، وعلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.