رعى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، بمقر السفارة في لندن أمس، حفل تكريم الطلاب والطالبات المتميزين علمياً، الحاصلين على براءة اختراع أو اكتشافات متميزة، أو كُرموا من قِبَل جهات رسمية بريطانية، وكذلك الحاصلين على ميداليات مرموقة من المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وقد أُعِدّ حفل خطابي بهذه المناسبة، بدأ بآيات من الذكر الحكيم، تلاها الطالب عبدالرحمن بن سعود السويلم، ثم ألقت الطالبة داليا بنت محمد بخاري كلمة نيابة عن الطلاب والطالبات المُحتفى بهم، شكرت الله سبحانه وتعالى فيها على نعمة الأمن والاستقرار التي تعيشها المملكة؛ مُبدية سعادتها بمناسبة إقامة هذا التكريم الذي يأتي متزامناً مع الذكرى ال 84 لتوحيد المملكة.
ورفعت "السويلم" الشكر على الدعم السخي المقدم من حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- وللأمير محمد بن نواف؛ لدعمه ورعايته الأبوية المستمرة للطلبة المبتعثين والمبتعثات، ورعايته تكريم المتميزين منهم.
بعد ذلك ألقى الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، كلمة حث فيها أبناءه الطلبة والطالبات على حمل أمانة العلم المتمثلة في الإخلاص بالنية والعلم والعمل؛ مشيراً إلى أن العلم بحر لا يصل الإنسان إلى مداه، وألا يظن الحاصل على درجة علمية أو شهادة عالية أن هذا هو نهاية طلب العلم ومنتهى الطريق؛ بل يجب المتابعة والمثابرة كل في مجال تخصصه ليعرف ما يجدّ من جديد، ويأتي من زيادات وبحوث.
ودعا سفير المملكة بلندن، الطلاب والطالبات إلى تذكّر هدف رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من برامج الابتعاث، وهي تحقيق بناء الإنسان المثقف النافع لنفسه ولغيره، وبناء المجتمع السعودي، وتحقيق التنمية المادية والأخلاقية، وقال: "إخلاصكم لهذه الدولة الكريمة والوطن المبارك هو تحقيق لهذه الرؤية السامية، وتنفيذ لتوجيه الملك المفدى -أيده الله- في تحقيق تقدم المملكة ورفاهية المواطنين".
وحث الأمير محمد بن نواف، الطلاب على التعاون والتواصل بينهم؛ وذلك تحقيقاً لمبدأ المواطنة الحقة التي لا تأتي بلا تعاون وتكاتف وشعور مشترك صادق متساوٍ لدى أبناء الوطن الواحد بلا تمييز أو تفرقة، وقال: "إن حكومة المملكة تنظر إلى مواطنيها بعين المساواة، كما هي رسالة الإسلام السمحة للبشرية كلها، وعندما يستشعر الجميع -وأخص المثقفين وأهل العلم مثلكم بذلك- يكون هذا قدوة لغيرهم".
ودعا الأمير محمد بن نواف الطلاب والطالبات إلى الانتفاع من وجودهم في هذه البلاد المتقدمة في تنظيماتها ووسائلها وإداراتها، والتفاعل ثقافياً من أجل تقديم الوجه الحضاري للمملكة، وإبراز هويتها الثقافية، وروائع الحضارة الإسلامية في أخلاقها وقيمها الإسلامية والإنسانية، مع الاستفادة من التقدم التقني والكفاءة الإدارية في مثل هذه الدول المتقدمة؛ مؤكداً أن هذا هدف تُعَدّ له الخطط وتُرصد له الجهود.
وأكد أن "العلم والتعاون والتكاتف والإخلاص هي عدتكم بعد الله تعالى في مواجهة كل مَن يستهدف بلادنا الغالية من فكر منحرف ورأي ضالّ أو إفساد وتشويه لها ولقادتها ولأهلها وفكرها"، وقال: "ما لم تكونوا أنتم مدركين ومستحضرين لهذه المعاني السامية على مستوى الطلاب وعلى مستوى الموظفين في الملحقية؛ فإن هناك قصوراً في العمل وتقصيراً في التنفيذ وأداء الواجب".
وأضاف: "أرجو أن تكون هذه المعاني ماثلة في قلوب الجميع؛ خاصة أن هذا اليوم هو اليوم الوطني للمملكة، وهو ذكرى عزيزة على قلوبنا تُذكرنا بما قام به أسلافنا وآباؤنا جميعاً -رحمهم الله- في خدمة الوطن وتأسيسه بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- الذي عرفنا من تاريخه ما قام به من أعمال جليلة نتحدث عنها اليوم بفخر وننعم بنتائجها".
ولفت الانتباه إلى أن سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة تحرص كثيراً على أن يقوم الطلاب بواجبهم في سنوات الدراسة هذه، مع ممارسة نشاطهم العلمي والاجتماعي، حسبما يحقق الهدف، ولا يخل بتنظيمات هذه البلاد المستضيفة ولا بالتزامات السفارة لدى الدولة المضيفة؛ مؤكداً أن سفارة المملكة في لندن -وهي تبتهج بهذا اليوم- ترى أنه يوم من أيام نجاحها وفرحتها، وهي تؤكد للجميع أنها في تمثيلها لخادم الحرمين الشريفين ولمصالح المملكة في هذه البلاد ورعايتها لمصالح مواطنيها؛ إنما تقوم بواجب عظيم أكده خادم الحرمين الشريفين حينما وجّه وأمر في أكثر من مناسبة بأن على ممثليات المملكة وملحقياتها التابعة لها أن تضع مصلحة المواطن نُصب عينيها، وأن تجعل خدمة المواطن من أهم أولوياتها، وأن خدمة المواطن وحُسن العلاقة به هي أفضل تمثيل لسياسة المملكة وأوامر مليكها.
وشدّد على أن خدمة المواطن أصبحت اليوم من أهم ملامح ومعالم الدول الحديثة، ومن أهم ما يميز رُقِيّها وتقدمها، ويُثبت كفاءة مسؤوليها ورعايتهم للقيم الإدارية والإنسانية، ويبرز اهتمامها بحقوق مواطنيها ومصالحهم.
وعبّر الأمير محمد بن نواف عن شكره للمشرفين الأكاديميين في الجامعات البريطانية الذين حضروا الحفل، وسعادته بحضورهم لهذه المناسبة؛ مُثَمّناً جهود منسوبي السفارة السعودية في لندن والملحقية الثقافية، وأبنائه الطلاب المبتعثين وذويهم.
وفي نهاية الحفل وزّع الأمير محمد الشهادات والهدايا التقديرية المقدمة من سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في مبادرة كريمة منه، والناقل الرسمي الخطوط الجوية العربية السعودية تشجيعاً وعرفاناً لهؤلاء الطلاب والطالبات.
وحضر حفل التكريم كلٌّ من الأمير سعد بن منصور بن سعد بن سعود، والأمير سلطان بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وعدد من الملحقين المعتمدين، ومسؤولو السفارة السعودية في المملكة المتحدة.