أعاد "مهرجان تيماء السياحي 35ه" الأذهان إلى ما قبل عام 1373ه؛ إذ تم تشغيل "السواني" التي كانت تعمل قبل هذا التاريخ، وأظهر مدى معاناة أهالي تيماء وهم يتحملون جهوداً مضنية لاستخراج المياه من البئر قبل 62 عاماً، حينما كان العمل في ذلك الوقت بواسطة السواني، وهي عبارة عن استخراج المياه من الآبار بواسطة "الجِمال". ورصدت "سبق" بالفيديو مقطعاً قصيراً، يظهر الطريقة التي كان الأهالي يستخدمونها في جلب الماء من عمق بئر هداج.
وقال مدير مكتب هيئة السياحة الآثار بمحافظة تيماء، محمد سمير النجم، ل"سبق": "وقف جلالة الملك سعود - رحمه الله - على بئر هداج التاريخي في عام 1373 ه، وشاهد حال سكان أهالي تيماء ومعاناتهم؛ فأمر -رحمه الله- بتأمين أربع مكائن حديثة؛ فتغير الحال منذ ذلك اليوم في هذه البئر إلى الأفضل؛ لتبقى هداج معيناً للمزارعين والأهالي المجاورين".
وتابع: "بسبب قيام المزارعين المجاورين للبئر بحفر آبار ارتوازية داخل مزارعهم فقد قلّ منسوب الماء فيها نوعاً ما". مشيراً إلى أن "البئر شهدت أسوأ حالاتها عندما أقدم أصحاب الأملاك المجاورة بإنشاء مشاريع جديدة، أدت إلى طمر أماكن ورود وتصدير الجِمال والسواني، وأدخل إليها عناصر بنائية غير مماثلة لما هو مستخدم في بنائها؛ الأمر الذي أضر بالبئر كثيراً".
وقد أمر أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان آل سعود بمشروع الملك سعود لترميم البئر بتمويل ومبادرة منه، وأثمر ذلك عن قيام بلدية تيماء، وبمشاركة الأهالي وإدارة آثار تيماء، بإعادة الأجزاء المتهدمة منها بالأسلوب المتبع نفسه في طي البئر، ورُصفت حواف البئر، ثم وُضع سياج حديدي لمنع أي تعدٍّ أو رمي مخلفات فيها.
وتقع بئر هداج وسط تيماء القديمة في منطقة تعرف باسمها، وتحيط بها أشجار النخيل من جهاتها الأربع، وتُعد من كبرى الآبار في الجزيرة العربية وأشهرها، ويعود تاريخ حفرها إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويطلق عليها ب"شيخ الجوية"، ويبلغ محيط فوهتها 65 متراً، ويتراوح عمقها من 11-12 متراً. والبئر مطوية بالحجارة المصقولة، وتستوعب ما يقارب مائة رأس من الإبل للسقي في وقت واحد أثناء فصل الصيف. وتُنقل المياه من البئر بواسطة قنوات حجرية، يبلغ عددها 31 قناة.