ودعت محافظة الحناكية بمنطقة المدينةالمنورة، عالمها الشيخ الصالح غانم بن مرزوق الحيسوني، يوم الجمعة الماضي، وهو أحد طلاب الشيخ ابن عثيمين، وأول من وثق دروس الشيخ بالتسجيل الصوتي، حتى حقق رقماً تجاوز 2000 شريط مسجل. وعانى الحيسوني من المرض الذي أقعده في الفراش منذ عام 1419ه بعد تعرضه لحادث مروري ثم أصيب بجلطة وبعدها بنزيف حاد في العشر الأول من ذي القعدة، واستمر حتى وافته المنية يوم الجمعة الماضي.
والشيخ من مواليد الحناكية بالمدينةالمنورة سنة 1368، طلب العلم على كبر، إذ درس الابتدائية وعمره 27 عاماً، والتحق بمعهد الحرم النبوي للمرحلتين المتوسطة والثانوية.
تولى إمامة مسجد في حي سلطانة بعنيزة مع المحافظة التامة على حضور الدروس، وكان من أوائل من اعتنى بتسجيل دروس الشيخ ابن عثيمين صوتياً، وعمل على فهرسة أشرطته لتصل إلى 2000 شريط من دروس وخطب ومحاضرات، عامتها لابن عثيمين رحمه الله، وكان شديد العناية بها.
وبدأت رحلة الحيسوني مع دروس ابن عثيمين حينما حضر أحد دروسه في الحرم مطلع هذا القرن، وأعجب به وسأله أين يلقي دروسه فأخبره أنه في عنيزة فرحل إليه ولازمه إلى أن تعرض لحادث هو وشقيقه في نفق المعيصم في حج عام 1419، وهو الحادث الذي مات فيه نحو 800 حاج وتوفي أخوه رحمه الله، ونجا هو مع إصابات طفيفة.
واستأذن شيخه ابن عثيمين بعد الحادثة أن يبقى في الحناكية لرعاية أولاد أخيه القصر ووالدته، فعرض عليه ابن عثيمين أن يحضرهم جميعاً إلى عنيزة، وكان ابن عثيمين يرحمه الله يحبه ويكرمه.
وأثر الحادث على ذاكرة الحيسوني وبنيته نسبياً، ثم أصيب بجلطة قبل ثلاث سنوات، وانتقل إلى رحمة الله فجر الجمعة، وصُلي عليه في الحرم النبوي.