أكد الفنان السعودي عبد العزيز الهزاع أن بعض علماء الدين الإسلامي كانوا قد حرّموا تقليده صوت شخصية "أم حديجان" بدعوى أنه يمثل تشبهاً بالنساء، مشيراً إلى أنهم تراجعوا حالياً عن موقفهم عقب تأكدهم من أن ما يقدمه لا يهدف إلى الإثارة. وقال الهزاع في تصريحٍ ل"MBC.NET": أول ما طلعت، قالوا إن هذا حرام، فهذا صوت نسائي، وتشبّه بالمرأة، ويجب أن أبتعد عنه، لكن الآن، فالكثير من رجال الدين أعادوا التفكير في هذه النقطة، خاصةً أنني أعرض قضايا دون قصد إثارة الغرائز الجنسية، بل لهدف نبيل، ومن عارض البرنامج في السابق، هم من يتابعونني اليوم. وأوضح الهزاع: أن الشيخ ابن باز كان قد لقبه بجماعةٍ في رجل، منذ 15 سنة، مضيفاً "قال لي الشيخ ابن باز، أنت رجل في جماعة، وجماعة في رجل، وهذا تحول إلى كتاب فيه سيرتي الذاتية". وأضاف الفنان السعودي: بدأت التمثيل منذ خمسين سنة تقريباً، وكان أول مسلسل لي في إذاعة الرياض "يوميات أم حديجان" يذاع في رمضان، ولم يكن في ذلك الوقت غير هذا البرنامج، كنت أنوب عن (طاش ما طاش) وغيره من المسلسلات الكوميدية السعودية، التي ظهرت في السنوات الأخيرة". وتابع "استمررت في تقديم أم حديجان منذ ذلك الوقت، إلى أن أصبح برنامجاً تلفزيونياً في رمضان، حيث يعرض المسلسل الكرتوني على "MBC1" في رمضان المقبل وقد سجلت حتى الآن 17 حلقة. وأكد الهزاع أنه لا يحتاج إلى التدريب، فالأصوات تخرج من فمه بالفطرة، ويعتمد على مخه في تقديمها، وقال: "أنا لا أبحث ولا أكتب النصوص، فنظري ضعيف، كل ما أعمله أنني أحفظ الفكرة وأدخل إلى الاستوديو. ومن جهة أخرى، أكد الفنان السعودي أن في رصيده الفني منذ بدايته 3 آلاف حلقة إذاعية من بدايته، تتراوح مدتها ما بين خمس دقائق إلى نصف ساعة سجلت لصالح إذاعتي جدةوالرياض، مشيراً إلى أنه عند دخوله مجال الفن، لم يكن هناك ممثلون، ولم يكن قد سبقه أحد إلى تقليد الأصوات وتقمص الشخصيات. وأشار إلى أنه لم يحاول تقليد لا مطربين معروفين ولا فنانين، خاصةً أنه يمتلك شخصياته الخاصة، لكن الكثيرين حاولوا تقليده، وفشلوا قائلاً "لا أحد يستطيع التكلم مثلا بأربعة أصوات مختلفة، لأربع شخصيات، لكل واحدة صوتها ونبرتها، وطريقتها في الكلام، فهذا صعب جداً". وأشار الهزاع الى أن مسرحية "بدوي في طيارة"، هي باكورة إنتاجه، حيث قلد فيها 17 صوتاً مختلفاً، وهي ما ساعدته على الانتشار، خاصةً بعد أن شاهدها الملك الراحل سعود، ليشاهدها بعده ملك العراق فيصل بن غازي في المملكة. وأوضح أن ذلك كان وراء تلقيبه بنديم الأمراء، وقال: "الملك سعود رحمه الله، بعد أن شاهد المسرحية، استدعاني لكي أعرضها في القصر، حيث شاهدها الملك فيصل بن غازي، وأخذ معه الشريط، وعرضه على أسرته، التي أصرَّت أن أحضر شخصياً وأقدم المسرحية في العراق، لأثبت لهم أنني وحدي من قام بهذه الأدوار كلها"، وتابع "الطريف في الموضوع أنهم في بغداد استقبلوه في المطار بأتوبيس، وعندما سألهم عن السبب أجابوه بأنهم حسبوا حساب فرقته، وكان جوابه: (الفرقة كلها في بطني)". وروى الفنان السعودي موقفاً تعرض له في بيروت حيث تنبه إلى وجود شخصين مسلحين بساطور وعصا، بعد أن اشترى هو وصديقه بعض المجوهرات من أحد المحال أسفل الشقة التي كانا يسكنانها، فاستخدم صوته ليقلد عدة أشخاص، يتحدثون في المنزل عن أسلحة، حتى إنه قلد صوت خرطشة سلاح، ليخيف اللصين، وهو ما حصل فعلاً، حيث فرا هاربين. جدير بالذكر أن الفنان عبد العزيز الهزاع كان قد بدأ بفن المونولوج، لكنه انسحب منه؛ كونه فناً انتشر بين الكثيرين، وكان قد قدم وزملاء كثر مثل حسن دردير وسعد التمامي ولطفي الزيني، فقرات في التلفزيون السعودي في مسرح التلفزيون، وكان عنده 21 مونولوجاً من تأليفه، وتأليف طارق عبد الحكيم، وعبد القادر الحلواني، وسعد إبراهيم، إلا أنه فضَّل الانسحاب كون هذا الفن "لم يعد له قيمة" بحسب قوله.