قال نائب رئيس مجلس الأمناء، والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن معمر، إن تركيز بعض السياسيين والإعلاميين الغربيين على الدين الإسلامي ومحاولة ربطه بقضايا الإرهاب والتطرف، وهو منها براء، ولد الصراع الدائم، مبيناً أن ما يقوم به الإرهابيون حول العالم ليس له صلة بالدين، وإنما يلصقونه بالدين لكسب المؤيدين والمتعاطفين معهم، وتصوير الأعمال التي ينفذونها على أنها جاءت لخدمة الدين. وأوضح "ابن معمر"، أن ربط السياسيين والإعلاميين الغربيين قضايا الإرهاب بالدين الإسلامي، منذ الأحداث الإرهابية التي شهدها العالم في 11 سبتمبر 2001م، كان فيه إساءة للإسلام والمسلمين، وأعطت فرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة حول العالم لكسب المزيد من المؤيدين، على اعتبار أن الهدف هو محاربة الإسلام، وليس الإرهاب، وأن هؤلاء السياسيين والإعلاميين قدموا لهم خدمة كبيرة لم يكونوا يحلمون بها.
وأضاف أن علماء العالم الإسلامي أجمعوا على خطورة هذا الفكر المتطرف، وضرورة نبذه وإيضاح رسالة الإسلام المبنية على التسامح والعدل والاحترام والتعاون لما فيه خير البشرية. جاء ذلك خلال استقبال "ابن معمر" لوفد من الكونغرس الأمريكي يزور المملكة حالياً، ويضم عدداً من المستشارين والمساعدين، في مقر المركز بالرياض.
وبيّن "ابن معمر" أن من أوليات المركز مواجهة مشكلة التطرف والإرهاب، والعمل من خلال الشراكات مع الجهات والهيئات والمؤسسات على تعزيز قيم الوسطية والاعتدال.
وأشاد بالعلاقات المتميزة بين السعودية والولايات المتحدةالأمريكية في مختلف المجالات، واستعرض أهداف ورسالة المركز في نشر ثقافة الحوار، ودوره في تعزيز قيم ثقافة الحوار في المجتمع، وجهوده المتواصلة في تكريس قيم الوسطية والاعتدال والتسامح.
وأطلع"ابن معمر" الوفد على أبرز المشاريع والبرامج التي ينفذها المركز، وخصوصاً البرامج التي تهدف إلى نشر الوسطية والاعتدال من خلال الحوار، والآليات التي يستخدمها المركز في تنظيم اللقاءات الوطنية التي يشارك فيها جميع الأطياف الفكرية في المجتمع، والتي تهدف إلى مناقشة القضايا والمواضيع التي تحتاج إلى تكوين رأي عام مشترك حولها.
كما استمع الوفد إلى عرض موجز من مسؤولي المركز عن أبرز البرامج والمشاريع التي ينفذها في مجال التدريب المجتمعي، وكذلك برنامج سفير للحوار الحضاري، وبرنامج جسور، وهما من البرامج المتميزة التي تبناها المركز لنشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش المشترك مع الآخر، وكذلك الدراسات التي تجريها وحدة استطلاعات الرأي العام في أكاديمية للحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام.
وقدّم فيصل بن معمر، للوفد شرحاً كاملاً حول مشروع مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والإنجازات التي حققها المركز منذ تأسيسه قبل عامين بمبادرة من السعودية، وبمشاركة من إسبانيا والنمسا في التأسيس، والفاتيكان كعضو مراقب.
وأشاد أعضاء وفد "الكونجرس" بما يقدمه المركز من جهود في سبيل إشاعة لغة الحوار وتكريسها في أوساط المجتمع، وبجهود المملكة في قضايا السلم والتعاون الدولي.