بعد رفعها شعار "المريض أولاً".. تحتفل وزارة الصحة ولأول مرة منذ تأسيسها، مطلع شوال المقبل، بحصول (21) من مستشفياتها على شهادة جودة الاعتماد المركزي (CBAHI) بعد خضوعها لأكثر من (881) معياراً دولياً شملت كل الأنظمة والخدمات الصحية التي تقدم للمرضى بجودة عالية وعلى درجة عالية من الأمان. وبين وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن المستشفيات تمثل باكورة مرافقها الصحية التي حصلت على شهادة الاعتماد المركزي، وسيتبعها المزيد من المرافق الصحية الحكومية وفقاً لخطة استراتيجيه وضعتها وزارة الصحة لتنفيذها خلال الأعوام الخمسة القادمة، كاشفاً النقاب عن أن كلا من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ومركز البابطين للقلب، قد حصلا أيضاً على شهادة الاعتماد الأمريكية Joint Commission International . من جانبه، أبان وكيل وزارة الصحة رئيس المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية الدكتور محمد خشيم أن المستشفيات الحاصلة على شهادة جودة الاعتماد المركزي (CBAHI)هي: مستشفى حراء بمكة، مستشفى الملك فهد بالباحة، مستشفى عسير المركزي، مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، مستشفى الملك فهد بنجران، مستشفى الملك فهد العام بجدة، مستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأبحاث بجدة، مجمع الملك سعود الطبي بالرياض، مركز سعود البابطين، مستشفى الملك سعود بالقصيم، مستشفى الملك فهد بالهفوف، مستشفى الإيمان العام بالرياض، مستشفى الأطفال بالدمام، مستشفى الملك خالد بحائل، مستشفى الولادة والأطفال بجدة، مستشفى اليمامة بالرياض، مستشفى الملك عبد العزيز بمكة، مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، مستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم، مستشفى الأمير سلمان بن عبد العزيز بالرياض، ومستشفى خميس مشيط العام. وأكد وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير أن عملية التحضير لهذا التقويم استمرت لأكثر من عام كامل، شملت بشكل متعمق ودقيق تحسين الأنظمة المهنية والإدارية وإجراءات سلامة المرضى بكل الأقسام، خاصة العمليات وغرف الطوارئ والاستقبال والخدمات الصحية المتحركة والمستوى التكنولوجي، وطرق العلاج وعمل اللجان المهنية، ومستوى الأطباء والتمريض والمهن الإدارية والصحية المساندة، وتدريبهم المستمر، وتم ذلك من خلال (22) حقلاً شملت بالإضافة إلى ما سبق ذكره العديد من الجوانب الهامة في تقديم الخدمة الصحية، مثل تطوير مستوى الممارسين الصحيين وتأصيل الجانب المهني العلمي، ومستوى الخدمة التمريضية وآليات حقوق المرضى ومرافقيهم، ومستوى غرف العمليات وأقسام الطوارئ والتعقيم والأشعة ومتابعة الحمل والولادة ومراقبة العدوى، والتخدير، والسجلات الطبية، والعناية المركزية، شكلت 881 معياراً تسهم بشكل متكامل في الحكم على مستوى جودة المنشأة الصحية، وذلك أسوة بما هو معمول به من معايير الهيئات والمجالس الدولية، مثل الهيئة الأمريكية المشتركة (JCI) والمجلس الكندي لاعتماد الخدمات الصحية (CCHA) والمجلس الأسترالي لمعايير الرعاية الصحية ( ACHSI) . وأشار إلى أن فرق المسح تكونت من 7 أعضاء من ذوي الخبرة العريضة في مجال الرعاية الصحية: قيادي, طبيب, ممرض, أخصائي مختبرات, أخصائي صيدلة، أخصائي أمن وسلامة مرافق, وأخصائي مكافحة عدوى. وقال: إن متوسط مدة المسح تتراوح ما بين 3 - 4 أيام، تتوقف على حجم ونطاق الخدمات التي يقدمها المستشفى، ويتم اختيارهم من قبل المجلس المركزي لاعتماد جودة المنشآت الصحية من أكثر من 50 شخصاً تم تدريبهم في فترة طويلة بالتعاون مع المجلس الكندي لاعتماد الخدمات الصحية، إضافة إلى تدريبهم ميدانياً ووضع برنامج مستمر للتطوير، ومواصلة تعليمهم للمحافظة على حداثة المعلومات للوصول إلى مستوى متميز من الأداء. وأبان وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير أن توجهات الوزير فيما يخص تطبيق الجودة في المستشفيات، أصبحت استراتيجية للوزارة، حيث إن تطبيق معايير الجودة يعمل كخارطة طريق (Road Map) يمشي عليها جميع العاملين بالمستشفى ويسترشدون بها وتساعدهم على تركيز الجهود وتوحيد الأفكار، وبناء فرق عمل متعاونة، حيث إن الجودة (Quality) والأمان (Patient safety) لا يمكن فصلهما عن بعضهما لأن كلاً منهما يؤدي إلى الآخر. ولهذا أصبح ملف جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى هو الهاجس الرئيسي في معظم دول العالم، ولذا وضعت وزارة الصحة خطة إستراتيجية بناء على توجيهات وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، تقضي بإخضاع منشآتها لتطبيق معايير الاعتماد والحصول على شهادات الاعتماد المحلية والعالمية، بهدف تجويد الخدمات الصحية بما يسهم بشكل فاعل في الحد والتقليل من الأخطاء الطبية، حيث سيتم خلال العام القادم إخضاع (60) مستشفى حكومياً للتقويم الشامل من أجل الحصول على شهادة اعتماد جودة الخدمات الصحية فيها. الجدير بالذكر أن كل من مجلس الاعتماد المركزي CBAHI الذي يرتبط بمجلس الخدمات الصحية، وكذلك الهيئة المشتركة الدولية JCI والمجلس الكندي للجودة (CCHA) والمجلس الأسترالي لمعايير الجودة ACHSI هي جميعها هيئات مستقلة ذات شخصيات اعتبارية لا تهدف للربح، وتكرس خدماتها لتحسين جودة وسلامة وفعالية خدمات الرعاية الصحية حول العالم، وتعمل على تطبيق معايير موحدة ذات مستوى عال فيما يتعلق برعاية المرضى وسلامتهم، وذلك من خلال التركيز على الوصول لأفضل مستوى رعاية للمرضى وتقييم حالاتهم والتحكم في العدوى.