قالت الجمعية الفلكية بجدة إن الراصدين للسماء في السعودية والمنطقة العربية سيتمكنون بعد غروب شمس الأربعاء، وبداية الليل، من رصد هلال قمر بداية الشهر، وإلى أقصى يمينه يقع كوكب عطارد منخفضين نحو الأفق الغربي؛ في مشهد يرصع هلال القمر وكوكب عطارد فيه سماء المملكة. وأضافت: "يلاحظ الراصد بالعين المجردة خلال الأيام الأولى من الشهر أن الجزء المظلم من هلال القمر مضاء بضوء خافت، أو ما يُعرف باحتضان القمر الجديد للقمر القديم، وذلك الضوء الخافت هو ضوء الشمس المنعكس عن الأرض والساقط على سطح القمر، ويفضل أن يُستخدم المنظار ثنائي العينية لرؤية عطارد".
وبيَّنت: "وعلى مستوى الكرة الأرضية فإن هلال القمر وعطارد سوف يكون من الصعب رصدهما بعد غروب الشمس في خطوط العرض الشمالية حتى من خلال المنظار ثنائي العينية، ولكن بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي سيكون من السهل رصد هلال القمر وعطارد".
واستكملت: "فعند غروب الشمس أواخر الصيف ومطلع الخريف فإن دائرة البروج وهي مسار القمر والكواكب، تتقاطع مع الأفق بأسطح زاوية خلال العام، ولذلك من خطوط العرض الشمالية فإن القمر وعطارد يقعان إلى جانب موقع غروب الشمس، ولذلك فهما يتبعان الشمس تحت الأفق بعد فترة وجيزة في خطوط العرض الشمالية".
وقالت: "حالياً أواخر فصل الشتاء في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لذلك عند غروب شمس الشتاء ومطلع الربيع فإن دائرة البروج تتقاطع من الأفق بأقصى زاوية حادة خلال العام، ولذلك من خطوط العرض الجنوبية فإن القمر وعطارد سيقعان مباشرة فوق موقع غروب الشمس، وسيبقيان فوق الأفق حتى حلول ظلمة الليل في خطوط العرض الجنوبية".
وأشارت إلى أن المناطق الواقعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية "جنوب خط الاستواء" كوكب عطارد سوف تكون جرماً مسائياً رائعاً من الآن، وحتى نهاية سبتمبر 2014، أما المناطق الواقعة في خطوط العرض الشمالية ستكون مغايرة تماماً، فقد لا توجد فرصة مناسبة لرؤية عطارد على الإطلاق في سماء سبتمبر؛ لأن ميلان دائرة البروج بشكل كلي سيكون أفضل في النصف الجنوبي، وهو ما سيمثل ظهوراً أفضل لعطارد في سماء المساء.
وأكدت أن عطارد سيغادر سماء المساء، وينتقل لسماء الفجر في منتصف أكتوبر المقبل، وعندما يعود عطارد للظهور في سماء الفجر أواخر أكتوبر سوف يكون في وضعية أفضل للقاطنين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
يُشار إلى أن الراصدين حالياً بإمكانهم رصد نجم قلب العقرب والمريخ وزحل في سماء المساء عقب غروب الشمس، وحلول ظلمة الليل في الأفق الجنوبي الغربي من السماء.