أكد مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس، في لقاء مفتوح جمعه بالمعلمين الجدد في ثانوية الإمام محمد بن سعود الكبير بالظهران، أن "المعلم لم يعد المصدر الأوحد للمعرفة التي يتلقى منها الطالب، بل باتت المعرفة حقا مشاعا للجميع بشتى الوسائل والسبل". وقال في ثنايا الحوار المفتوح الذي حضره المساعد للشؤون التعليمية الدكتور سامي العتيبي، والمساعد للشؤون المدرسية فهد الغفيلي، ومدير إدارة شؤون المعلمين بتعليم المنطقة الشرقية ثابت الشريف، وعدد من القيادات التربوية في المنطقة: "لقد تحتّم أن يتحول المعلم من دور التلقين والسرد إلى إدارة عملية التعليم والتعّلم، وعوضا عن المعرفة صار يهدف إلى المهارة، وبدلا من الحفظ صار يسعى إلى الإتقان، وأصبح في موقف يجب فيه أن يرتقي إلى تطلعات الطلاب الذين لم يعودوا يقولون: علمنا، بل: علمنا كيف نتعلم".
وألمح المديرس إلى أن "قادة هذا الوطن الغالي -أعزهم الله– يولون التربية والتعليم العناية المثلى، وقد ترجم ذلك من خلال التطور الذي ما زلنا نشهده كمّا ونوعا في حجم المؤسسات التعليمية".
وخاطبهم قائلاً: "اليوم باتت تحديات المنافسة في عصر المعرفة تفرض معايير جديدة في مخرجات التربية والتعليم، وقد أصبح تبني معايير الجودة الشاملة ومفاهيمها هو التوجّه الإستراتيجي لمواكبة المتغيرات، وصولا لتحقيق رؤية القيادة –أعزها الله– في التحول إلى إنتاج المعرفة، وإن المعلم اليوم هو متوسط قلب هذه المعادلة".
وذكر "المديرس" أن "جودة العمل التربوي تبدأ من حجرة الصف، ومن الأدوار التي يؤديها المعلم الذي يلهم طلابه الشغف بالمعرفة وحب الوطن والبذل في جعله شامخا بين الأمم بإذن الله".
وطرح "المديرس" أوجه المقاربة الفعلية في فهم الواقع وبناء التاريخ الذي يصنع جيلا واعيا من خلال حجرة الصف التي أصبح المعلم فيها جزءاً من حياة طلابه في لحظة يتخذ فيها المعلم القرار والحكم الذي سينطبع بمداد لا يمحى من وجدان الطالب، ليعيد لك التفكير كمعلم بأن الأسر قد استودعتك فلذات أكبادها لتأخذ بأيديهم نحو المستقبل ولتضيء عقولهم وقلوبهم بنور المعرفة وهدى الإيمان.
وقال متسائلا: "أي أمانة تلك التي ارتضيت حملها أيها المعلم! وأي مسؤولية تلك التي تعهدت القيام بها على أكمل وجه يرضي المولى -عز وجل- ثم ضميرك الحي والمتوثب أمانة وعطاء وبذلا! ومع عظم المسؤولية وثقل الأمانة فهناك إخوة لك -أيها المعلم- في الميدان التربوي وضعوا من أجل تقديم الدعم والمساندة والوقوف جنبا إلى جنب مع المعلم سعيا لتقديم أجود أنواع الخدمات التربوية لأبنائنا وبناتنا".
وختم المديرس بتأكيده أن "تلك التحديات الكبيرة التي تحتاج منهم كمعلمين تشمير سواعدهم لبناء التاريخ المشرّف الذي منطلق طلائعه من حجرة الصف، حيث إننا أمام فكر يتطلب وقفة جادة لغرس نبته صالحة، هو الطالب؛ ليكون متمسكا بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ويكون معتدلا في قوله وفعله وفق مناهج تعليمية واضحة".
وأشار إلى مقولة خادم الحرمين الشريفين التي دعا فيها كافة المسؤولين والقطاعات إلى تبني أسس ومعايير نظام الجودة والتميز في جميع خططهم وأنشطتهم وأعمالهم والحرص على التطوير والتحسين المستمر.
من جهته، قال مساعد المدير العام التربية والتعليم للشؤون المدرسية فهد بن محمد الغفيلي: إن الدفعة الأولى التي تم توجيهها إلى كافة المكاتب والقطاعات بلغ عددها 349 معلما سيباشرون اليوم الأحد، فيما الدفعة الثانية، والتي تبلغ قرابة 354 معلما، سيتم إرسال رسائل نصية لهم حال صدور القرار الوزاري بشأنهم خلال اليومين المقبلين؛ ليتسنى لهم مباشرة أعمالهم -بمشيئة الله تعالى-".
ونظمت الإدارة برنامجا تربويا متكاملا لكافة المعلمين بدأ بالمشغل التربوي بعنوان "الحصة الأولى" نظمته إدارة الإشراف التربوي، ثم حلقة خاصة بعنوان "حجرة الصف"، إلى جانب الكثير من الأساليب التدريبية والتربوية المتنوعة.