رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرد على ما تردد من أنباء في ألمانيا منذ أيام عدة، بشأن احتمال تجسس المخابرات الألمانية على تركيا منذ سنوات، غير أن المعارضة الألمانية تطالب حكومة ميركل بتقديم تفسير لما يتم تداوله من أنباء. وأفادت تقارير صحفية في ألمانيا بأن جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) تجسس على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين إن الحكومة الألمانية اتخذت من تركيا مركزاً رسمياً للاستطلاع منذ عام 2009 وحتى الآن.
ولفتت "شبيجل" إلى أن الحكومة الألمانية تحدد كل أربعة أعوام الأهداف ذات الأولوية لجهاز الاستخبارات الألماني، وتابعت "شبيجل" أن عدم تجديد نشاط مركز الاستخبارات في تركيا كمنطلق للعمليات لم يتم حتى الآن بسبب تداعيات قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي (إن إس ايه) على ألمانيا.
وذكرت المجلة أن الاستخبارات الألمانية لم تتجسس فقط على هيلاري كلينتون إبان توليها حقيبة الخارجية الأمريكية بل إن الأمر تعدى ذلك إلى وزير الخارجية الأمريكي الحالي جون كيري.
وفي السياق ذاته، أعلنت الخارجية الألمانية اليوم الاثنين أن الحكومة التركية "طلبت" السفير الألماني للتحاور بشأن تقارير إعلامية تحدثت عن قيام الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي إن دي) بالتجسس على تركيا منذ سنوات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر في برلين إن السفير الألماني في أنقرة، إبرهارد بول، اجتمع مع ممثل عن الخارجية التركية. وذكر "شيفر" أن الاجتماع جرى في أجواء ودية، وقال: "لم يكن استدعاء بالمعنى الحرفي". وأضاف "شيفر" أن الجانب التركي طلب السفير الألماني للحوار لتوضيح ملابسات التقارير الإعلامية.
من جانب آخر أكدت الخارجية التركية أنه في حالة تأكد صحة ما تداولته وسائل الإعلام بهذا الشأن، فإن ذلك سيكون بمثابة شأن خطير بين البلدين وأن تركيا تنتظر الحصول على تفسير "رسمي ومرضٍ، ووقف هذه الأنشطة فوراً في حالة تحقق هذه المزاعم".
ورفضت "ميركل" التعليق على هذه الأنباء وقالت إن اللجنة البرلمانية المختصة بمراقبة أنشطة المخابرات الألمانية ستحصل في حالة الضرورة على المعلومات اللازمة.
جاء ذلك خلال زيارة المستشارة الألمانية لمدينة ريجا، عاصمة لاتفيا. وفي الوقت نفسه دافعت ميركل عن مقولتها السابقة التي أكدت فيها عدم جواز تجسس الأصدقاء على بعضهم بعضاً وقالت: "لقد جاءت هذه الجملة في سياق معروف.. لقد كان الحديث عن الولاياتالمتحدة". وكانت ميركل قد قالت مشيرة إلى فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على ألمان بشكلٍ واسع: "تجسس بين الأصدقاء، هذا أمر لا يكون أبداً".
وقالت نائبة المتحدث باسم حكومة برلين، كريستيانة فيرتس، اليوم الاثنين إن المكان المناسب لمناقشة هذا الشأن هو اللجنة البرلمانية المكلفة بالإشراف على عمل جهاز المخابرات الألماني وإنها لا تستطيع بأي حالٍ تأكيد الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام بهذا الشأن.
غير أن "فيرتس" أوضحت في الوقت ذاته أن حكومة ميركل أبلغت أعضاء اللجنة البرلمانية المعنية بمراقبة أنشطة المخابرات الألمانية ببعض تفاصيل هذا الأمر في يوليو الماضي وقالت إنه سيتم إبلاغ اللجنة ببقية التفاصيل "في وقتٍ قريب".
ولم تتطرق فيرتس للمزيد من التفاصيل بهذا الشأن ولم تذكر التاريخ الذي ستنعقد فيه اللجنة البرلمانية المعنية بمراقبة أنشطة المخابرات.