أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد عقب غروب شمس الأحد 10 أغسطس أقرب وأضخم بدر عملاق، وهو ثاني بدر عملاق من ثلاثة خلال العام 2014. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن سماء المملكة كانت شهدت في يوليو الماضي أول بدر عملاق، في ظاهرة تحدث عندما يقع القمر في مرحلة البدر المكتمل، ويتزامن مع وقوعه قرب نقطة الحضيض أقرب نقطة في مداره حول الأرض، إلا أن هذا القمر البدر سوف يكون مميزاً؛ حيث إن الفترة الزمنية الفاصلة بين وقوعه في أقرب نقطة إلى الأرض ووصوله البدر المكتمل قصيرة جداً.
وأضاف: سوف يشرق البدر العملاق مع غروب الشمس، وبعد ذلك يكون في أقرب نقطة إلى الأرض عند الساعة 8:42 مساء بتوقيت مكةالمكرمة، عندها يكون على مسافة 356.896 كيلومتراً وبعد 26 دقيقة فقط يقع القمر في طور البدر المكتمل عند الساعة 9:09 مساء، كل ذلك يحدث والقمر مرصود في سماء السعودية، وسيظل أقرب بدر عملاق مشاهداً طوال الليل ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي الاثنين.
وأردف: بالنسبة للقاطنين في القارة الأمريكية يحدث القمر البدر خلال النهار عندها يكون القمر لا يزال تحت الأفق، أما للقاطنين في إفريقيا وآسيا وإندونيسيا وأستراليا ونيوزيلندا فإن القمر يكون بدراً خلال ساعات الليل.
وبيّن "أبو زاهرة" أنه قبل أسبوعين في 28 يوليو القمر تحرك خارجاً من نقطة الأوج أبعد نقطة في مداره حول الأرض خلال الشهر والعام، وكان على مسافة 406.567 كيلومتراً، أما تأثير أقرب بدر عملاق على الكرة الأرضية فهو مرتبط بالمد والجزر البحري، وهو تأثير يحدث في كل شهر عندما تكون منتظمة على خط واحد مع الأرض والشمس، وفي العادة الأقمار البدر جميعها في كل شهر تتسبب في حدوث مد بحري غير معتاد، ولكن عندما يكون القمر البدر في الحضيض يكون التأثير أكبر، لذلك فإن القاطنين على طوال الشواطئ لديهم فرصة رؤية أعلى مد بحري سوف يتسبب فيه أقرب بدر عملاق خلال بضعة أيام لاحقة، ولكن لا يحتمل حدوث فيضانات.
ومن ناحية رصد تضاريس سطح أقرب بدر عملاق من خلال التلسكوب فإن هذا التوقيت بشكل عام من الشهر القمري هو الأفضل لرصد الفوهات المشعة وأبرزها فوهة "تيخو"، وذلك خلافاً لبقية التضاريس؛ لأن وجه القمر يكون واقعاً بكامله في نور الشمس، وتكون الظلال قصيرة جداً وتفاصيل السطح تبدو مسطحة.
يشار إلى أن هذا البدر العملاق سيمثل أقرب اقتراب من الأرض حتى سبتمبر 2015 والقمر سوف يكون أقرب أكثر من ذلك في 14 نوفمبر 2016 حيث سيكون على مسافة 356.509 كيلومترات، والقمر البدر في نوفمبر 2016 سوف يمثل أقرب قمر بدر حتى 25 نوفمبر 2034.
جدير بالذكر أن وقوع القمر بحيث يصبح أقرب من 356.400 كيلومتر أمر نادر ولن يحدث أبداً في القرن الحادي والعشرين في الفترة من 2001 وحتى 2100 أو في القرن الثاني والعشرين خلال الفترة من 2101 إلى 2200، وكانت آخر مرة يكون فيها القمر البدر بهذا القرب من الأرض في 14 يناير 1930 عندما كان على مسافة 356.397 كيلومتراً ولن يتكرر إلا في 1 يناير 2257 وسيكون على مسافة 356.371 كيلومتراً.