أشاد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ونائبه الدكتور محمد بن ناصر الخزيم بما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي من معاني ومضامين سامية انطلقت من دور المملكة العربية السعودية المحلي والإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي التي خصها الله عز وجل بها. وأشار السديس إلى ريادة المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب بدءاً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد إلى وزير الداخلية إلى الجامعات إلى رجال الأمن، ويتبين هذا من خلال توقيع الحكومة على المعاهدات ضد الإرهاب وقامت بتنظيم المؤتمرات والندوات وتشكيل لجان شرعية وأخرى للمناصحة من أجل محاربته، وتدل على ذلك القرارات المتعددة التي صدرت من هيئة كبار العلماء ومن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والتابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد أن المملكة قد نجحت، بتوفيق الله تعالى وعونه، في التصدي للجرائم الإرهابية بالتفاف مواطنيها حول قيادتهم، ومساندتهم لجهود رجال الأمن في تنفيذ مهامهم. وحرصت، في استراتيجيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب، على تبني سياسة مواجهة الفكر بالفكر، وسعت في سبيل ذلك إلى تسخير كافة الجهود لمواجهة الفكر الضال، وكشف حقيقته وأهدافه، وحماية مواطنيها منه، مطالباً العالم أن يحذو حذو المملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي له.
وأضاف قائلاً: "منبر الحرمين الشريفين منبر الحق والعدل والسلام نخاطب الرأي العالمي والدولي وننادي صنّاع القرار في العالم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، لا بد من اتخاذ الحكمة في الأحداث، والتعقّل في المواقف، وضبط النفوس بالنظر العميق وإيثار المصلحة العامة، وتجنيب الإنسانية شرور الكوارث، وأخطار الحروب والكوارث، وإحلال السلام العادل ودعم الأمن الدولي المنشود، وعلى علماء الأمة أن يبينوا الحق في هذه الأحداث يؤصِّلوها بالرؤى الشرعية الصائبة والمنظور الإسلامي المتزن حتى تتجلّى الصورة المشرقة عن الإسلام وأهله".
ودعا معاليه في ختام تصريحه المولى جل وعلا أن يحفظ لهذه البلاد قادتها وأمنها وأن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين وشرور الآثمين إنه سميع مجيب.
وقال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للأمة وأكد خلالها على أهمية العمل الجاد والمستمر لمكافحة الإرهاب والحد من شره الذي عم العالم بسبب التساهل في مكافحته مع ضرورة وأهمية إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعا –حفظه الله– إلى تأسيسه انطلاقا من إدراك مقامه الكريم على أهمية مكافحة هذه الآفة بأسلوب علمي ومنهجي يشارك فيه المتخصصون وذوو الخبرة والرأي ولاشك أن هذا يأتي من دور المملكة العربية السعودية كقلب للعالم الإسلامي ينبض بالحب والخير والوفاء والسلام لأبناء الأمة الإسلامية التي اختارها الله عز وجل لتكون خير أمة أخرجت للناس: "كنْتمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمرونَ بِالْمَعْروفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمنْكَرِ وَتؤْمِنونَ بِاللَّهِ" آل عمران 110.
وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله– أوضح في كلمته حرمة قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق انطلاقا من قوله تعالى: "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" المائدة: آية32.
وبين: "الإسلام يرفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله رفضاً قاطعاً لأنه عدوان، والله لا يحب المعتدين. ومن فضل الله عز وجل وعونه أن المملكة استطاعت خلال الفترة الماضية إدارة أزمة الإرهاب في معالجة مثل هذه المواقف بحزم ولن تخضع لابتزاز أي تنظيم أو جماعة إرهابية ممن يدعون تطبيقهم لشرع الله وهم يمارسون أبشع الجرائم بحق المجتمع وبحق الوطن ابتداء من جرائم القتل وزرع الفتنة والكراهية ومن المسلَّم به في مبادئ القانون الدولي أن التعامل مع أي تنظيم أو جماعة من قبل دولة معينة يعطى لها الصفة الشرعية والصبغة الاعترافية بوجودها وهذا ما ترفضه المملكة في قبول التعامل مع الإرهابيين فنهج المملكة واضح في الضرب بيد من حديد على كل من يروع أمن الآمنين دون الدخول بداءة في تعامل يضفي لهم شرعية".
وأستكمل: "الإسلام عظّم حرمة دم المسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، وكل من أعان على انتهاك حرمة المسلم أو دمه فيشمله النهي والتحريم الوارد في النصوص الشرعية بل يتوجب عدم إعانة من أراد ضرا بمسلم معصوم الدم وقد قرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه".
واختتم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام كلمته داعياً الله بأن يحفظ أمن هذه البلاد ويديم عزها وأمنها وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء على جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية شؤون الأمة.