فصلت هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة الطائف اليوم في قضية مدير المدرسة والمعلم، اللذين نشبت بينهما مضاربة أمس الأحد، بإحالة أوراق القضية كاملةً إلى إدارة التربية والتعليم للبنين للبت فيها؛ بوصفها قضية تربوية، خصوصاً أنها حصلت لعدم تمكين المعلم من التوقيع في سجل الحضور والانصراف من قِبل مدير المدرسة، ومحاولة المعلم تصوير ما حدث بجواله. وقد تم إطلاق سراح المدير والمعلم بكفالة بعد استيقافهما منذ أمس بمركز الشرطة، بعد أن خضعا للعلاج بمستشفى الملك فيصل الذي نُقلا إليه بعد المضاربة، التي كانت حديث الوسط التربوي اليوم، بعد أن انفردت "سبق" بنشرها صباح أمس، وسط استغراب عدد من المُعلمين من عدم تدخل إدارة التربية والتعليم؛ كون الخلاف قديماً؛ حيث انطلقت شرارته منذُ قرابة الشهرين. المُعلم المعني بالواقعة - وهو حاصل على درجة الماجستير في العقيدة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهو الآن يدرس الدكتوراه ويعمل أيضاً إمام جامع - خصَّ "سبق" بحديث شامل عن المشكلة؛ حيث أبدى رغبته في الصلح، وقال: "أنا مكلَّف بأن أكون رائداً للتوعية الإسلامية بالمدرسة، ولي مكتب خاص عملت أنا بنفسي على إحضار مستلزماته، ويوم الأربعاء الماضي أحضرتُ معي جهاز (لاب توب) محمولا وحقيبة بداخلها دفتر التحضير اليومي وبعض أوراق الاختبارات، إلا أنني فوجئت يوم السبت صباحاً وقت بدء الدوام بإخراج كامل أثاث المكتب من الغرفة وتحويلها إلى مختبر واختفاء جهاز الكمبيوتر الخاص بي مع الحقيبة". وتابع: "ذهبت إلى المدير أطلب منه إعادة الجهاز، إلا أنه أنكر أن يكون قد أخذه، وبذل الزملاء محاولات عدة، إلا أن تعنت مدير المدرسة ورفضه المُطلق أجَّجا الخلاف؛ فاضطررت إلى إبلاغ عمليات الأمن؛ حيث طلبوا مني مراجعة إدارة التعليم؛ فذهبت إلى قسم المتابعة بالإدارة؛ فاتصل أحد المشرفين بالمدير وطلب منه إعادة الجهاز، إلا أن المدير أنكر وجود جهاز أصلاً؛ ما دفعني إلى الذهاب إلى مركز الشرطة بوصفها قضية سرقة. وفي يوم الأحد حضرت الشرطة إلى المدرسة لمعاينة عملية السرقة، وبسؤالي عن توجيه الاتهام إلى أحد في عملية السرقة ذكرت أن المتهم في ذلك هو مدير المدرسة". وأضاف المعلم: "بعد ذلك ذهبتُ إلى مكتب المدير للتوقيع عن انصراف اليوم السابق للمشكلة (السبت)؛ كوني خرجت لظرف عائلي قاهر، ولم أتمكن من العودة إلى المدرسة، وكنت قد حضرت في الصباح قبل المدير، ووضعت نظارتي وجوالي على زاوية مكتب المدير للتوقيع، إلا أنني فوجئت بوضع المدير علامة استفهام أمام اسمي ومنعي من التوقيع، وعندما بدأت في النقاش معه قام بسحب جوالي الموجود على طاولته؛ فطلبت منه أن يعيد الجوال، إلا أنه رفض ذلك بحجة أنني صوّرت سجل الدوام، وهذا غير صحيح بشهادة المعلمين الموجودين داخل في مكتب المدير. وبعد مشادات كلامية دخلت معه في اشتباك بالأيدي؛ حيث قام بضربي على موقع عملية في ظهري كنتُ قد أجريتها لاستئصال ورم من منطقة الظهر، وتم فض الاشتباك من قِبل رجال الأمن والمعملين، ونُقلنا إلى المستشفى للعلاج، وقُدِّرت مدة الشفاء لكل واحد منا بيومين. وبعد خروجنا من المستشفى تم استيقافنا في مركز الشرطة على ذمة التحقيق". وأكد المُعلم أن هذه الواقعة هي العاشرة بالمدرسة بين المدير والمعلمين؛ حيث سبقها 9 قضايا وخلافات بسبب تصرفات مدير المدرسة مع المعلمين، منها ما اطلعت عليه إدارة التربية والتعليم، وذلك مثبوت لديهم. وعن معلومات ذكرت أن المُعلم كان قد تعرّض لقضية مُشابهة في مدرسة سابقة كان يُدرِّس بها، وأنه قام بتصوير سجل الدوام بهاتفه الجوال، قال: "سبق أن نُقلت إلى مدرسة ثانوية، وعند توزيع الجدول المدرسي على المعملين لم يكن هناك عدل في ذلك؛ فطلبت لجنة عادلة تقوم بتوزيع الجدول بين المعملين، وكان المدير يشير أمام اسمي بأنني خرجت من المدرسة دون توقيع، ويعتبرني غائباً بينما أنا موجود داخل المدرسة؛ فذهبت إلى مدير مكتب التربية والتعليم بشرق الطائف وطلب مني إثباتاً على ذلك؛ فاضطررت إلى تصوير السجل بوصفه إثباتا على صحة ما أقول، وذهبت به إلى مدير التعليم، وأطلعته على الوضع، ثم نُقلت بعدها إلى مدرستي الحالية". وعما يتردد من كثرة غيابه، وأن مُعظم مديري المدارس بالمحافظة يعرفون عنه ذلك، قال: "الغياب كان بإجازة مرضية، إضافة إلى أنني كافل لعدد من المعلمين، ودائماً ما يطلبوني في الحقوق المدنية". مشيراً إلى أن هناك عدداً من المعلمين يغيبون باستمرار دون أن يُلتفت إليهم، كما طلب من إدارة التربية والتعليم بالمحافظة أن تُظهر سوابقه؛ لأنها وصفته ب"معلم سوابق".