- معظم المتسببين في الحوادث أجانب وتطوير المناطق سيخدم السيولة المرورية . - واجهنا سيول الرياض بشكل مدروس ولدينا خطط مسبقة للتعامل مع الطوارئ .
حوار : عبد العزيز العصيمي – سبق - الرياض : نفى العقيد عبدالرحمن المقبل مدير مرور منطقة الرياض ما يتردد عن اختراق "نظام ساهر" لخصوصية الأفراد، مؤكداً أن "ساهر" يسعى إلى تحسين مستوى السلامة المرورية , وتوظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي لإيجاد بيئة مرورية آمنة . وأكد المقبل أن هذا النظام طبق وفق أحدث التقنيات ولا مجال للتحايل عليه بأي من الأساليب القديمة، منوهاً بأن أي مواطن يستطيع الاعتراض على المخالفات المحررة ضده وفق النظم المعمول بها . وقال المقبل في حوار مع "سبق" إن إدارة المرور استعدت تماماً لمواجهة إجازة الصيف، لافتاً إلى أن المخالفات المرورية هي بمثابة عقوبة يفرضها النظام على متجاوزي الأنظمة وأن تقدير تلك المخالفات تم بناء على دراسات تتناسب مع طبيعة وخطورة كل مخالفة. وفيما يلي نص الحوار: * في البداية نشكركم على الاهتمام الدائم بالإعلام والإعلاميين وسعة صدركم في الرد على الأسئلة التي تهم الشارع السعودي حتى وإن كانت قاسية أحياناً. - الإعلام على اختلاف وسائله هو إحدى قنوات التواصل فيما بين أبناء الشعوب ونحن في جهاز المرور ليس لدينا أي تحفظ في التعامل طالما هذا يخدم المستفيدين ويحقق مصالحهم . * مع بدء العطلة الصيفية بما فيها من إجازات للطلاب ووجود أوقات فراغ سيستغلها الشباب في الخروج والتنزه، ومن ثم حدوث تكدسات وازدحامات مرورية.. كيف تم الاستعداد لذلك؟ - موسم الإجازة الصيفية من المواسم التي يعمل مرور الرياض على الاستعداد لها بخطة شاملة تتناسب مع طبيعة الذروات المتوقعة التي عادة ما تكون من قبل صلاة المغرب وحتى منتصف الليل . * هل ستستغلون موسم الإجازات في عمل حملة مرورية جديدة؟ - أطلق الأمن العام مؤخراً حملة أمنية شاملة هي الثانية خلال شهرين تهدف إلى التوعية المرورية والأمنية ورفع مستوى السلامة على الطريق واستخدام المركبة جزء من أهداف هذه الحملة ولا شك أن رجال المرور هم جزء من منظومة هذه الحملة ولديهم مهام واضحة ومحدودة يعملون على إيصال رسالة واضحة إلى مستخدمي الطريق والمركبة . * هناك اختلاف حول جدوى "نظام ساهر" المروري، فالبعض يؤيده والبعض يعارضه، فكيف ترونه أنتم؟ - ساهر نظام مروري هدفه الأول والأخير الوقاية من مسببات الحوادث المرورية والحد من التجاوزات التي راح ضحيتها آلاف من البشر وخلفت وراءها عشرات الآلاف من الإصابات الخطرة، ونحمد الله أن النتائج التي حققها النظام حتى الآن مشجعة ودافع قوي لبذل المزيد من العطاء لتحقيق الأفضل خلال القادم من الأيام . * حالياً نجد انضباطاً ملحوظاً من سائقي المركبات في الشوارع.. هل مخالفات ساهر هي السبب أم أن هناك أسباباً أخرى غير ذلك؟ - الانخفاض الملحوظ في حوادث الطرقات حقيقة نرجو أن ترفع مستوى الوعي لدى قائدي السيارات، إضافة إلى أن هناك إحساساً بدأ ينتاب السائقين بأن تفاعل المجتمع الإيجابي مع نتائج النظام أصبح واضحاً وأن الهدف هو حماية الأرواح والتصدي لأهم مسببات الحوادث المرورية وذلك الوباء والهم الذي يشكل قلقاً كبيراً على أي مجتمع. * ما الذي تطلبه من المواطن والمقيم.. حتى يشعروا بالجهد المبذول في الخدمات التي تقدمونها.. وتعم الفائدة على الجميع؟ - نحن جنود مجندة لخدمة هذا الوطن ومن موقعنا في جهاز المرور ندرك أن علينا مسؤوليات كبيرة لخدمة المواطن والمقيم وفقاً لتوجيهات قادة بلادنا- حفظهم الله- وأؤكد أن كل خدمة يقدمها المرور وتحظى بترحيب المستفيدين هي عامل نجاح لنا ويشعرنا بأننا قدمنا جزءاً من الواجب علينا لهذا الوطن، ولذلك نحن في خدمة الجميع وليدرك الكل أننا نعمل ونتابع وأمام أعيننا رضا الله سبحانه وتعالى ثم خدمة الجميع . * الناس لم تتعود على الصرامة في المخالفات المرورية وهناك من يتذمر من تقدير المبالغ المحددة للمخالفات.. كيف ترون ذلك؟ - المخالفات المرورية بمثابة عقوبة يفرضها النظام على متجاوزي الأنظمة ويشكل بذلك خطراً على الطريق وعلى مستخدمه وتقدير تلك المخالفات جاء بناء على دراسات تتناسب مع طبيعة وخطورة كل مخالفة، ولذلك يتم تقدير المخالفة وفقاً لجسامة الخطورة على السائق الآخرين. * في تقديرك هل حقق تشديد العقوبات الهدف منه؟ - الحمد لله أن الأهداف الأساسية لنظام ساهر ظهرت وبشكل سريع وخلال الشهرين الأولين من بدء التشغيل جاءت النتائج منسجمة مع توجيهات وتطلعات فريق التطوير الأمني، حيث أشارت الإحصائيات إلى تراجع كبير في إعداد الوفيات من حوادث المرورية من 37 إلى 20 حالة وفاة وانخفاض أعداد الإصابات الخطرة من 249 على 110 أي ما يصل إلى 50% في إجمالي النتائج وهي نتائج تبشر بالخير. * وبم تفسر المخالفات الكثيرة التي يرتكبها المراهقون في الشارع، هل ذلك نتيجة قلة وعي منهم أم عدم تأثير الحملات التوعوية فيهم أم الاثنين معاً؟ - للأسف الشديد أن المخالفات المرورية ترتكب من قبل فئات مختلفة وليست مرتبطة بسن محددة أو جنسية معينة ولكن أغلب المخالفات المرورية تسجل على الفئة العمرية بين 17و30 سنة وهذه الفئة رغم ما لديها من وعي وإحساس بأهمية الالتزام بالأنظمة المرورية ومراعاة قواعد السلامة إلا أن بعض التجاوزات قد تحدث والنظام لا يفرق بين سن وأخرى ولكن أعتقد أن التحسن الملحوظ في الفترة الأخيرة أكد أن فرض النظم قد حقق نتائج إيجابية.
* أظهرت مشكلة السيول الأخيرة ضرورة الاستعداد للأحداث الطارئة؛ فهل تستعدون للتعامل مع مثل هذه الأحداث بشكل أكثر احترافية؟ - جميع الاحتمالات المناخية والظروف غير الطبيعية مأخوذة في الاعتبار عند أي إجراء أو تخطيط مستقبلي والسيول التي شهدتها الرياض في الفترة الماضية كانت لها استعدادات وتم التعامل معها وفق الوضع القائم من جميع الجهات مرورية وأمنية وبلديات وفرق الهلال الأحمر والدفاع المدني. * الأسر السعودية قلقة بسبب الحوادث المرورية التي تصيب أفرادها بنسبه تتجاوز 30% نتيجة بعض الإحصائيات.. كيف يمكن لإدارة المرور المساهمة في مواجهة هذا القلق؟ - بلا شك أن الحوادث المرورية تشكل قلقاً لأي مجتمع سواء كان صغيراً أو كبيراً. ولدينا في المملكة نسبة الحوادث المرورية مرتفعة جداً خلال السنوات الماضية، ولذلك عملت وزارة الداخلية على إيجاد الحلول اللازمة وكان مشروع ساهر إحدى القنوات التي ستعمل الوزارة من خلالها على إيقاف نزيف الأرواح والحد من أعداد الحوادث المرورية . * في تقديرك.. هل التكدس المروري الملحوظ نتيجة زيادة الهجرة الداخلية أم الزيادة السكانية أم ماذا؟ - مدينة الرياض تشهد كثافة عالية كما أشرت في أعداد الرحلات وبلا شك أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لديها مخطط متكامل لدراسة الهجرة من وإلى مدينة الرياض وهي تعمل وفق أساس ودراسات ستكون ذات فائدة كبيرة في المستقبل . * وهل تظن أن الاهتمام ببعض الأماكن والشوارع الرئيسية وتطويرها سيحل مشكلة الازدحام دون أن يشمل كل المناطق؟ - تطوير البيئة الأساسية للشوارع بما يتلاءم مع طبيعة الوضع السكاني والجغرافي إحدى العوامل المساعدة لرفع مستوى الحركة المرورية ومدينة الرياض التي يتجاوز عدد سكانها خمسة ملايين نسمة وتشهد يومياً أكثر من سبعة ملايين رحلة تحتاج إلى إعادة تهيئة لشوارعها وميادينها لمواكبة ذلك.. والحقيقة أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ووزارة النقل وأمانة منطقة الرياض تعمل جاهدة للسيطرة على الازدحام المروري وإيجاد الحلول المناسبة . * هل هناك متابعة للقائمين على نظام ساهر حتى يستطيعوا استيعاب شكاوى المواطنين؟ - نظام ساهر أوجد قنوات تواصل مع جميع الأفراد خاصة أولئك الذين لديهم اعتراض على أي مخالفة وهيئة الفصل في المخالفات المرورية تنظر في جميع الاعتراضات والتعامل معها بكل شفافية ووضوح. كما أن موقع وزارة الداخلية على الإنترنت يتيح لمن لديه اعتراض أن يسجل اعتراضه ويتم التواصل معه والنظر في موضوعه. * هل صحيح أن نظام ساهر ينتهك خصوصية المواطنين؟ لا انتهاك للخصوصية من قبل النظام، فهو مصمم ومراعى فيه جميع الجوانب. ولذلك عملية الضبط تتم على لوحة المركبة مع كامل مواصفات السيارة (النوع واللون ورقم اللوحة) ومتى ما تطابقت هذه الأمور وتم التأكد من تطابقها مع رقم الهيكل في الحاسب يتم رصد المخالفة كما أن الكاميرات تلتقط الصورة للسائق وأعتقد أنه ليس هناك انتهاك للخصوصية في ذلك وهو لزيادة التوثيق والاستناد إليه والرجوع إليه عند أي استفسار أو اعتراض من قبل مالك المركبة. * لماذا تضاءل دور الأسبوع المروري الخليجي على ما كان عليه من قبل؟ - أسبوع المرور الخليجي إحدى الوسائل التوعوية التي تتخذها دول الخليج لزيادة الجرعة التوعوية لدى مستخدمي السيارات وأرباب الأسر لتصل الرسالة الإعلامية إلى كل فرد.. وفي كل عام يحرص القائمون على أجهزة المرور في الدول الخليجية عبر العديد من الوسائل التوعوية. * هل هناك تنسيق بينكم وبين الجهات المسؤولة عن المشروعات الكبيرة التي تتسبب في ازدحام مروري دائم ببعض المواقع حتى تعرفوا متى تنتهي هذه المشروعات وفق جدول زمني محدد ولتوضيح الصور لدى المتسائلين؟ - نحمد الله أننا في منطقة الرياض محظوظون بوجود فرق عمل متكاملة في منظومة واحدة وتلك الجهود لخدمة منطقة الرياض وتلك السمة تلمسها دائماً في الاجتماعات، وهي ما يؤكد عليها دائماً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه بالعمل وفق فريق واحد لتحقيق هدف واحد وهو خدمة الوطن في جميع المجالات. ولذلك التنسيق مستمر وفاعل في جميع المشروعات التي تتم في منطقة الرياض . * هل صحيح أن الأجانب يشكلون النسبة الكبرى بين المتسببين في الحوادث؟ - 85 % من الحوادث المرورية سببها العنصر البشري، ولذلك أي أخطاء أو تجاوزات ستكون سبباً في وقوع حوادث مرورية لا سمح الله. والنتائج التي ظهرت في أعقاب تطبيق ساهر أظهرت أن ما يقارب 65% من متجاوزي الأنظمة خاصة السرعة والمسبب الأخطر لحوادث المرور هم من الأجانب. * ما هو الطريق للاعتراض على المخالفات التي يسجلها ساهر؟ - ليست هناك محاكم مختصة بقضايا ساهر وإنما محاكم مرورية- هيئات فصل- تنظر في جميع القضايا المرورية سواء رصدها ساهر آلياً أو تم رصدها من قبل رجال المرور وجميع القضايا يتم التعامل معها وفقاً لنظام المرور . * ماذا عن المفحطين.. ما هي الإجراءات التي سوف تتخذونها لمن يعبث بأرواح الناس من هؤلاء؟ - التفحيط جريمة في حق المجتمع ولا يقبلها عقل والجهود كبيرة للتصدي لهذه الآفة الخطرة وهناك خطط وتنسيق مستمر مع الشرطة وجهات أخرى للقضاء على ذلك والنتائج جيدة والعقوبة موجودة وتفاعل المجتمع على اختلاف مؤسساته مطلب ضروري في البيت والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، فالجميع يجب أن يقف ضد مشكلة تشكل خطراً كبيراً على المجتمع.
* يتحايل البعض على المخالفات المرورية باستخدام البخاخات.. هل تمكن ساهر من القضاء على هذه الظاهرة؟ - كاميرات ساهر أظهرت كفاءة عالية في اختراق جميع المحاولات التي يروجها البعض لطمس هوية لوحات المركبة واستطاعت الكاميرات بالتجربة تصوير لوحات مركبة تم طمسها، بوضوح تام وبشكل كامل. * يتهم بعض السائقين لوحات تحديد السرعة في الرياض بأنها غير منطقية لا في قيمها ولا في مواقعها وكأنها بمثابة فخاخ لاصطياد المزيد من المخالفين .. ما ردك عليهم؟ - لوحات تحديد السرعات تم تحديدها وفق دراسات استقصائية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بشؤون النقل والمرور ووفقاً لأنظمة النقل والمرور، فإن لكل طريق سرعة تتناسب مع طبيعته السكانية والبيئية. * هل نظام ساهر وضع للرصد كما يتهم؟ وكيف تتعاملون مع من ينظرون إليه بارتياب وشك, ويتهمون من وضعه بأنه يمارس عليهم الخداع فيما يتعلق باللوحات التحذيرية ومواقع الكاميرات؟ - بالنسبة للوحات التحذيرية أو الإرشادية أقول إنها وضعت في الطريق في أماكن واضحة، وعملية الرصد تتم بعد اللوحة بمسافة كافية جداً بعد أن يأخذ قائد السيارة وضعه السليم فإذا تجاوز ذلك فهو يخالف النظام، أما مواقع الكاميرات فذلك وفقاً للأماكن الخطرة. * في مجتمع يخالف النظام كجزء من ثقافته, ألم يكن الأجدى رفع مستوى الوعي بدلاً من معاقبة المخالف؟ - سبق تطبيق النظام حملة توعوية لمدة 6 أشهر في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أو المقروءة، إضافة إلى العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية التي تناولت المشروع بالشيء الكثير. * مشروع ساهر.. هل هو شماعة تقنية للهروب من عجز المرور عن تنفيذ عقوبات أكثر ردعاً كمصادرة المركبات وتوقيف السائقين وتقديم الخطرين منهم للمحاكم الشرعية كمجرمين؟ - نظام ساهر نظام تقني من أهدافه رفع مستوى الوعي المروري والمساهمة في مساندة جهاز الأمن في تخفيف المزيد من الضبط الأمني المروري باعتبار أن المنظومة الأمنية متكاملة تسعى لتحقيق المزيد من الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي . عدسة : أحمد آدم