لن تكون جامعة الأزهر في مصر هي الجامعة الأخيرة التي تمنح الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين، فالعالم الإسلامي والعربي والدولي بجامعاته يتنافسون يوماً بعد الآخر لمنح خادم الحرمين لقب الدكتوراه لما يقدمه من دعم مواقف إنسانية لحفاظ الأمن واستقرار الشعوب وحوار الأديان، وتقدم العلوم. وعندما منحت جامعة الأزهر الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين وذلك إدراكًا من الشعب المصري لحجم وأهمية الدعم الذي قدمته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر ولشعبها في أصعب الأوقات والظروف، من هنا جاء دور الوفاء لتقدم مصر وشعبها لهذا الرجل الكبير الذي وقف إلى جانبها الدكتوراه الفخرية من أعرق جامعاتها.
وحيث إن خطوة جامعة الأزهر تحمل بعدًا آخر؛ نظراً لمكانة الأزهر عند المسلمين عامة وعند المصريين خاصة، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما وقف إلى جانب مصر في محنتها إنما كان يقدم حلقة في سلسلة طويلة من العطاء والشهامة التي اعتادت المملكة وقيادتها على تقديمها لكافة الشعوب العربية والإسلامية خلال المحن والمصاعب.
إن المتتبع لسيرة رجل المنجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يرتبط في ذهنه التوافق بين العلم والمعرفة وشخصية الملك عبدالله فكلاهما دليل على الآخر، وليس أدل على ذلك من أعداد الدكتوراه الفخرية التي حصل عليها حفظه الله محلياً وعالمياً، وكان آخرها تلك التي استحقها بجدارة، وهو أكبر من كل دكتوراه فخرية تمنح له من جامعة الازهر، وسبقتها جامعة الخليج العربي بالبحرين في مجال خدمة العلوم والتعليم الطبي .
وما الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ببيعد في إسهاماتها فقد منحت خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه الفخرية (في السياسة والعلاقات الدولية) اعترافاً وتقديرًا من الجامعة للدور الريادي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين على المستوى الدولي والإقليمي وعلى مستوى الأمة الإسلامية لتحقيق الأمن والاستقرار والوئام.
مواقف خادم الحرمين لا يصنعها إلا الحكماء والشجعان والرجال العظماء، الذين يحكمون العقل ويملكون بعد نظر فله من الإسهامات الإنسانية ومواقف عالمية واضحة، فقد حرص على ردم الفجوة بين الأديان ويعمل على تقاربها مهما اختلفت أعراق ولغات وثقافات أتباعها، حتى جعل المملكة رائدة للحوار العالمي، ما دعا أكثر من دولة ومن قبل أكثر من مؤسسة بحثية اجتماعية وعلمية، إلى منح خادم الحرمين الشريفين شهادات دكتوراه وأوسمة لمكانته العالمية ولإسهامه في العمل على بث الأمن والسلم الدوليين في العالم، بالإضافة إلى عمله في الحوار والوسطية في العالم ونبذ التشدد والغلو، وهي سمة ولله الحمد، قام بها من خلال مراكز الحوارات في العالم.