دعا مختصون وعاملون في الإعلام السياحي بالمملكة، إلى تطوير الوسائل المتبعة في تناول تطورات السياحة، وتسليط الضوء على مقوماتها بما يواكب وسائل التواصل الحديثة، وينافس الأساليب العالمية في هذا المجال، منوهين بالدور الكبير الذي يقوم به الإعلام بمختلف أنواعه المرئي والمسموع والمقروء، حيث قامت وسائل الإعلام بدور كبير خلال الفترات السابقة، في دعم نمو السياحة الداخلية والترويج لها. جاء ذلك خلال أمسية الإعلام السياحي، التي تم تنظيمها أخيراً في فندق قصر الرياض بالرياض، بحضور نخبة من المسؤولين في الجهات الحكومية ذات الاهتمام ورجال الأعمال المستثمرين في القطاع، وقيادات في شركات الطيران، وعددٍ من الإعلاميين البارزين في الشأن السياحي من مختلف وسائل وقنوات الإعلام بالمملكة، بالإضافة إلى حضور الملحق الثقافي والسياحي بالسفارة التركية في الرياض السيد "حسين آس".
وتناولت الأمسية العديد من المسائل ذات العلاقة بالإعلام السياحي وتطوره، وتبادل الحضور الآراء حول المراحل التي مر بها هذا النوع المتخصص من الإعلام، وأبرز التحديات التي تواجهه، كما طغت الأحاديث عن أفضل السبل في تطوير الإعلام السياحي وأدواته بما يضمن تحقيق دوره المنتظر في دعم مسيرة تطور صناعة السياحة والتوعية بها.
وأشاد المشاركون بحجم المحتوى الذي يساهم الإعلام السياحي إلا أن الكيفية، وقوالب إيصال المعلومة ستكون أكثر فاعلية إذا ما سلكت السبل التقنية العصرية، مثل إبداعات التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام ومقاطع الفيديو بتوظيف الأفكار المبتكرة والإبداع في صناعة المادة.
وأوضح نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للتسويق والبرامج حمد آل الشيخ -في مداخلة له- أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا السعودية العام الماضي وصل إلى 14 مليون سائح، نصفهم فقط من زوار الحرمين الشريفين، بينما النصف الآخر فقد زار المملكة لسياحة الأعمال أو سياحة زيارة الأهل والأصدقاء.
وأشار بعض الحضور إلى بعض المقترحات كضرورة الاستفادة من زوار الحرمين الشريفين، في دعم البرامج السياحية المحلية المختلفة، وضرورة تحويل مطار جدة لمطار سياحي، يوصل السياح من دول الغرب بدول الشرق، كحال أغلبية المطارات بالدول المجاورة.
وأعلنت الأمسية عن إطلاق مبادرة فريق الإعلام السياحي، الذي يضم مجموعة من الإعلاميين السعوديين المتخصصين والمهتمين بالسياحة والسفر، لتكوين مجموعة تطوعية تهدف لدعم السياحة الوطنية، من خلال نشر الثقافة السياحية وتوعية السياح والإرشاد السياحي، ونشر مفهوم الإعلام السياحي من خلال تبني برامج تدريبية وحملات اتصالية موجهه للمعنيين.
وأشاد بفكرة تأسيس فريق الإعلام السياحي، والذي سيساهم في التعريف بالوجهات السياحية ونشر الوعي السياحي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأعلن عن دعم هيئة السياحة لبرامج الفريق .
وقال رئيس المركز السعودي للإعلام السياحي المكلف ورئيس فريق الإعلام السياحي محمد بن صالح آل عبد الكريم: إن تنظيم أمسية الإعلام السياحي التي يبادر المركز سنوياً بتنظيمها، تهدف لجمع المختصين في مجالي السياحة والإعلام لمناقشة تحديات السياحة السعودية، ودعم مفهوم الإعلام السياحي بالمملكة، الذي يعد من التخصصات الإعلامية الحديثة على مستوى الوطن العربي، وهو اليوم حاجة ملحة إلى دعم التنمية السياحية لأي دولة، من خلال الترويج للوجهات السياحية، وتعزيز الوعي السياحي للمجتمع، وبناء صورة ذهنية وحضارية عن قطاع السياحة، وبالتالي الإعلام السياحي صفة لازمة ومحورية للصناعة السياحية”.
وقدم "آل عبدالكريم" الشكر لفندق قصر الرياض على استضافة الأمسية، ولطيران ناس على دعمهم برامج الإعلام السياحي طوال السنوات الماضية، من خلال رعاية رحلات الصحفيين كناقل رسمي.
وقال مدير عام فندق قصر الرياض عبدالله المقرن، في حديثه للصحفيين "استضافة تلك الأمسيات تأتي استجابة لواجبنا في تعزيز دور الإعلام السياحي في خدمة السياحة السعودية، ونسعد أن تلتقي الخبرات الإعلامية وتجتمع تحت سقف واحد، لتتلاقح أفكارهم وتتطور بما يحقق الأهداف المأمولة في قطاعي السياحة والإعلام".
ويأتي اللقاء ضمن جهود فريق الإعلام السياحي والذي يضم مجموعة من الإعلاميين في تنظيم اللقاءات الفكرية والعملية، بين جميع الجهات ذات العلاقة والمهتمين، للوقوف على أحدث المستجدات ومناقشة سبل الارتقاء بالصناعة وكيفية التعامل مع المراحل القادمة، كما يهدف إلى تكوين الفريق الذي يعمل أعضاؤه بشكل تطوعي لنشر ثقافة السياحة والإرشاد والتوعية بأهم جوانبها.