استنفرت جميع القطاعات الحكومية والأهلية بمكةالمكرمة جميع طاقاتها وإمكاناتها لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام، بمتابعة مباشرة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، وانطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد. وتشهد مكةالمكرمة مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم كثافة كبيرة من المعتمرين والزوار الذين يأتون إليها من داخل المملكة وخارجها من أجل قضاء هذه الأيام المباركة بجوار بيت الله العتيق واغتنام هذه الأيام في أداء العمرة، وأداء صلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام، وتحري ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وكثفت هذه القطاعات العمل وضاعفت الجهود لرفع مستوى الخدمات التي تقدمها لضيوف الرحمن بما في ذلك توفير السكن والمواد الغذائية وتسهيل وتيسير الحركة المرورية والحفاظ على الناحية الأمنية، والتركيز على أعمال النظافة والصيانة والتشغيل وصحة وحماية البيئة للمعتمرين والزوار.
وركزت القطاعات في خططها على تمكين وصول المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام إلى المسجد الحرام والخروج منه بكل يسر وسهولة وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وقوة أمن الحرم وإدارة الحشود البشرية حيث تتضافر جهودهم لتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إليه، ومنع الدخول إلى المسجد الحرام عند الخروج من صلاة التراويح لفترة وجيزة حتى يتم خروج المصلين تلافيا لحدوث أي ازدحام قد يحدث عند الأبواب.
وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتهيئة الأدوار التي استفاد منها قاصدي بيت الله الحرام في توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث شملت الأدوار الأرضي والأول والأول ميزانين والثاني والثاني ميزانين من مبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والغربية والجنوبية والشرقية لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها التي تستوعب أكثر من 625 ألف مصل.
وحرصت الرئاسة على تأمين الخدمات الضرورية لتوفير الراحة للمصلين وتجهيز دورات المياه والمواضئ الجديدة ضمن مشروع التوسعة ليصل العدد الإجمالي لدورات المياه والمواضئ التي تخدم المسجد الحرام والساحات المحيطة به إلى 9750 وحدة مع توفير مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة وفي الساحات الخارجية وتشغيل السلالم الكهربائية لخدمة الحركة الرأسية ما بين أدوار مبنى التوسعة بعدد يصل إلى 177 سلماً كهربائياً و22 مصعداً وكذلك السلالم الكهربائية التي تخدم دورات المياه بدور القبو أسفل الساحات وتشغيل نظام التكييف والإنارة ونظام الصوت والمراقبة التلفزيونية وأنظمة مكافحة الحريق.
وتم تشغيل الطريق الدائري الأول بمكةالمكرمة جزئياً وبصفة مؤقتة ابتداء من شارع أجياد باتجاه أنفاق القشاشية مروراً بأنفاق شعب عامر الجديدة ثم تقاطعه مع طريق المسجد الحرام الغزة ومنها إلى أنفاق الفلق بعد تجديدها ثم كوبري جبل الكعبة وانتهاء بشارع أم القرى إضافة إلى ربط الطريق الدائري الأول بطريقي الخدمات لشارعي أم القرى وجبل الكعبة وكذلك عمل ربط مؤقت بشارعي الغزة والمسجد الحرام.
وبدأت أمانة العاصمة المقدسة في تنفيذ خطتها لأيام الذروة من الشهر الكريم واستعدادا لاستقبال العشر الأواخر التي يتزايد خلالها توافد الزائرين بكثافة كبيرة على مكةالمكرمة.
ونفذت الأمانة خططها مستغلو جميع الإمكانيات المتاحة لها من أجهزة ومعدات وقوة بشرية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، وذلك من خلال توجيهات أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ومتابعة وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات المهندس عبدالسلام مشاط حيث خصصت الأمانة 8500 عامل نظافة مجهزين بحوالي 800 معدة مختلفة الأنواع والأحجام بالإضافة إلى تخصيص عدد من الفرق للعمل في نظافة المنطقة المركزية حول المسجد الحرام نظراً لما تشهده تلك المنطقة من كثافة بشرية هائلة خاصة خلال هذه الأيام والأيام المقبلة كما تم تشغيل 170 صندوقاً ضاغطاً منها 45 صندوقاً في المنطقة المركزية وذلك لاستخدامها في التخزين المؤقت.
وكثفت القطاعات الأمينة جهودها الأمنية لتنفيذ خطة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك التي تتركز على إدارة الحشود والحفاظ على سلامة الزوار والمعتمرين والحركة المرورية حيث تم دعمها بالضباط والأفراد لتسهيل الحركة المرورية للطرق المؤدية للمسجد الحرام بالإضافة إلى تكثيف المتابعة الميدانية لمواقف السيارات بمداخل مكة لاحتواء كثافة المركبات المتوقعة خلال العشر الأواخر.
وتشمل الخطة الاستنفار الأمني خاصة في ليلتي 27، 29 وذلك من خلال نشر رجال الأمن المشاركين على جميع حدود وساحات وإرجاء المسجد الحرام، وتكثيف التنسيق بين جميع القطاعات الأمنية المشاركة في هذه المهمة عبر غرفة عمليات مشتركة.
وتركز الخطة المرورية التي أعدتها إدارة مرور العاصمة المقدسة الخاصة بالعشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك على منع دخول المركبات بكل أنواعها إلى المنطقة المركزية وخاصة من ناحية أجياد ريع بخش وشارع إبراهيم الخليل ومنطقة الغزة من أجل إفساح المجال أمام الحشود البشرية للوصول إلى الحرم الشريف لأداء الصلوات الخمس وصلاتي التراويح والتهجد ثم العودة إلى مساكنهم في يسر وسهولة.
وجندت إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة 200 دورية و58 فرقة إطفاء وإنقاذ، إضافة إلى قوة مساندة "إسناد الشميسي" تشارك حالياً لتنفيذ وإنجاح خطط الطوارئ لمواجهة جميع أنواع المخاطر الافتراضية بالعاصمة المقدسة، وتعمل على التدخل السريع والفاعل للحفاظ على سلامة المعتمرين والزوار خلال شهر رمضان المبارك حتى يؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة.
وتقرر استحداث 16 فرقة موسمية متكاملة حيث تم دعمها بأفراد وآليات عن طريق المديرية العامة للدفاع المدني، كما قامت شركة النقل الجماعي بمضاعفة طاقاتها بأعداد كبيرة من الحافلات لنقل المعتمرين والمصلين من مواقف السيارات إلى المسجد الحرام لمواجهة الأعداد المتزايدة المتوقعة من المعتمرين عبر مسارات النقل الترددي المخصصة لهذا الغرض وهي أنفاق محبس الجن وأنفاق الملك عبدالعزيز وأنفاق طريق الأمير متعب والمسار الجديد من شارع أم القرى.