أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية أن المخاطر المتعددة التي يتعرض لها الغذاء خلال مراحل إنتاجه وتداوله المختلفة، سواء مخاطر التلوث البيولوجية أو الكيميائية، تعد وسيلة سريعة لنشر الأمراض أو التأثير على جودة المادة الغذائية مما يزيد من سرعة فسادها. وتحدثت الوزارة عن العديد من العوامل التي تلعب دوراً بارزاً في إحداث التلوث الغذائي سواء في المنشآت الغذائية أو أماكن الإنتاج أو حتى في المنازل، وذلك من خلال نشرة إرشادية أعدتها مؤخراً بعنوان "تلوث الغذاء مشكلة تبحث عن حل".
وتهدف هذه الخطوة إلى رفع كفاءة القائمين بأعمال الرقابة الصحية وتثقيف العاملين في التصنيع الغذائي وكذلك توعية المستهلكين.
وقسمت النشرة تلوث الغذاء إلى تلوث بيولوجي " الميكروبي"، تلوث كيميائي وتلوث إشعاعي، كما شرحت سبل حماية الغذاء من التلوث، واستعرضت العوامل التي تساعد في الحد من التلوث الغذائي.
وشددت الوزارة على ضرورة اتباع الخطوات السليمة للحد من تلوث الغذاء عن طريق اختيار الأطعمة والمشروبات الطازجة والابتعاد عن المعلبة قدر الإمكان، غسل الأيدي جيداً قبل تناول أي طعام، تنظيف أواني المطبخ قبل استعمالها تنظيفاً جيداً، إبعاد الحيوانات الأليفة عن أماكن إعداد وتقديم الطعام، منع الأشخاص المصابين بالأمراض المعدية من إعداد الطعام أو الاقتراب منه وحفظ الخضار والفاكهة وبقايا الطعام بشكل جيد وغير مكشوف في درجات حرارة ملائمة.
وأكدت ضرورة تعقيم الخضار والفواكه قبل الاستعمال، استخدام فيلتر لمياه الشرب لضمان نظافتها أو غليها وتصفيتها عند الشك في عدم نظافتها ثم استخدامها، إضافة إلى التخلص من النفايات وفضلات الطعام المتبقية يومياً بعد وضعها في أكياس محكمة الغلق.
وقالت وزارة الشؤون البلدية والقروية: "يعتبر العاملون في مجال تحضير وتداول الأغذية من أكثر العوامل فاعلية في إحداث التلوث الغذائي، هذا إلى جانب مدى جودة ونوعية المواد الخام المستخدمة في عملية الإنتاج، وكذلك الأدوات المستعملة في عملية التحضير وأماكن التجهيز والإعداد ومدى توافقها مع لوائح الاشتراطات المنظمة لأنشطتها المختلفة".
وفيما يتعلق بالتلوث الغذائي البيولوجي "الميكروبي"؛ أكدت النشرة أن هذا النوع يحدث عن طريق الأحياء الدقيقة التي عادة ما تتواجد في البيئة المحيطة بالمادة الغذائية كالتربة والماء والهواء، إضافة إلى الإنسان والحيوان، حيث تحدث الإصابة بالمرض عن طريق تناول غذاء يحتوي على أعداد كبيرة من الميكروبات، ثم عندما تصل هذه الميكروبات إلى الأمعاء الدقيقة للإنسان فإنها تتكاثر وتنتج سموماً وبالتالي تظهر أعراض المرض وتسمى في هذه الحالة "عدوى غذائية".
وعددت النشرة مصادر تلوث المواد الغذائية بالكائنات الحية، جاء فيها أن التربة، على سبيل المثال، تعتبر مصدراً طبيعياً للعديد من الأحياء الدقيقة مما يجعلها مصدراً مهماً لتلوث بعض النباتات خاصة تلك التي تلامس التربة كالنباتات الدرنية والجذرية.
وأشارت إلى أن أهمية التربة كمأوى للكائنات الحية الدقيقة تزداد كلما زادت خصوبتها مع توافر الرطوبة والحرارة الملائمة هذا بالإضافة إلى ما تحتويه التربة من مواد عضوية ومعدنية يجعلها مناسبة لنمو وتكاثر تلك الكائنات الحية الدقيقة.
وقالت النشرة: "قد يلعب الإنسان دوراً كبيراً في إيصال هذه الكائنات إلى المواد الغذائية نظراً للأعداد الكبيرة التي قد يحملها منها في جهازيه الهضمي والتنفسي أو على السطح الخارجي للجسم، وتزداد احتمالات تلوث الأغذية عن طريق الإنسان إذا انخفض مستوى الوعي الصحي والنظافة الشخصية لديه".
وأضافت الوزارة في نشرتها: "الحشرات والقوارض تعتبر أحد أهم الوسائل في نقل الملوثات الميكروبية من البيئات ذات المحتوي العالي من هذه الكائنات كأماكن تجميع النفايات والصرف الصحي إلى المواد الغذائية مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى أو التسمم الغذائي".
وأردفت: "الأدوات المستخدمة في إعداد وتحضير الأغذية كالسكاكين وألواح التقطيع والأسطح الملامسة للأغذية مباشرة قد تكون مصدراً رئيساً لتلوث الأغذية إذا لم تراع فيها الاشتراطات الصحية المطلوبة من حيث نظافتها وتنظيم عملية استخدامها".
وتابعت: "المواد الغذائية نفسها قد تكون إحدى المصادر المهمة للتلوث بالكائنات الحية، حيث إن تخزين أو ملامسة الأغذية الطازجة من أصل حيواني كاللحوم والدواجن والأسماك التي عادة ما تحمل على سطحها الخارجي أعداد كبيرة من الكائنات الحية مع الأغذية الأخرى لا سيما تلك التي تستهلك طازجة من دون طهي كالخضروات المستخدمة في إعداد السلطات مما يؤدي إلى حدوث ما يعرف بالتلوث الخلطي أو التبادلي فيما بينها وبالتالي قد يشكل ذلك مخاطر صحية عند استهلاكها".
وفيما يخص تلوث الأغذية بسموم الفطريات التي تنمو بعض أنواعها على الأغذية وتفرز سموماً شديدة الخطورة على صحة الإنسان حيث تسبب سرطان الكبد وخللاً بوظائف القلب والأنسجة المختلفة وكذلك حدوث تغيرات وراثية وتشوه الأجنة، وتتمثل الأغذية الأكثر عرضة للتلوث بالفطريات في الحبوب مثل القمح والذرة والبقوليات مثل الفول السوداني والعدس والفاصوليا واللوبيا والبسلة الجافة، والخبز والدقيق، إلى جانب الأنواع المختلفة من المكسرات مثل البندق واللوز والفواكه المجففة مثل التين والمشمش والزبيب والقراصيا والتمر.
وأشارت الوزارة في نشرتها إلى من أهم مسببات التلوث بالفطريات؛ تخزين المواد الغذائية في درجات حرارة غير مناسبة، وطول مدة التخزين، بالإضافة إلى عدم استخدام العبوات المناسبة.
وفيما يتعلق بالتلوث الغذائي الكيميائي، قالت الوزارة في النشرة التي أصدرتها: "قد يحدث هذا النوع من التلوث عند وصول أي مادة كيميائية خطرة أو سامة إلى المادة الغذائية، مما يجعلها ضارة وغير صالحة للاستهلاك البشري، لأن تلوث الغذاء بالكيماويات يؤدي إلى ما يعرف بالتسمم الغذائي الكيماوي".
وأضافت: "يظهر ذلك كنتيجة لتعرض الغذاء للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية التي تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية وعند رشها بكمية كبيرة مما يؤدي إلى تعرض المنتجات الزراعية إلى التلوث".
وأردفت: "من الوارد أيضاً تعرض "الخضروات والفواكه" إلى التلوث الكيميائي عن طريق الأسمدة الكيميائية المستخدمة في الزراعة، علماً بأن التلوث الكيميائي للأغذية يمكن أن يحدث عبر طرق ووسائل متعددة إما عن طريق الخطأ والإهمال أو عن طريق الاستخدام الخاطئ وغير السليم للمواد الكيميائية المختلفة".