أوصت ندوة الزواج الصحي بضرورة التزام مأذوني الأنكحة بشهادة الفحص الصحي ما قبل الزواج للمقبلين والمقبلات على الزواج، وتفعيل وممارسة دورهم التوعوي في هذا الجانب . جاء ذلك يوم أمس خلال اختتام فعاليات الندوة التي نظمتها المديرية العامة للشئون الصحية بجازان، ضمن فعاليات الحملة الوطنية للتوعية بالزواج الصحي تحت عنوان "الزواج الصحي من منظور شرعي واجتماعي وطبي" بالتعاون مع جامعة جازان، وبإشراف من إدارة الطب الوقائي بصحة جازان، وبمشاركة ما يقرب من 200 شخص. وأوضح الدكتور محسن طبيقي ل "سبق" أن صحة جازان تعكف حالياً على تنظيم دورات تستهدف من خلالها مأذوني الأنكحة بمختلف محافظات المنطقة، تنفذ خلالها ورشاً عملية ونظرية لزيادة وعيهم عن الأمراض التي يتم اكتشافها في فحص ما قبل الزواج, وتعريفهم بالضوابط المتبعة للفحص، لما لها من فوائد ترجع على الفرد والمجتمع. وقال خلال ورقة العمل التي قدمها: إنه ومن خلال الدراسات المتعددة، وجد أن كثيراً من هذه الأمراض لا يتم اكتشافها إلا بالصدفة عند عمل الفحوصات الطبية، وبما أنه من الممكن التنبؤ بهذه الأمراض طبياً، ومن الممكن تجنب بعضها، لذا يلزم أن يتأكد المقبلون على الزواج من خلوهم من هذه الأمراض، عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج .
وأشاد الطبيقي بجهود وزارة الصحة وحرصها على صحة المواطنين وحماية المقبلين على الزواج وذريتهم من أمراض الدم الوراثية، والأمراض المعدية الأخرى، من خلال توفير خدمات الفحص ما قبل الزواج مجاناً لجميع المواطنين المقبلين على الزواج في جميع مناطق المملكة، مع ضمان السرية التامة في التعامل مع النتائج وحفظها وتداولها، إضافة إلى توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية والتأهيلية للمصابين بهذه الأمراض.
وتحدث الدكتور عبد الرحمن المدخلي في ورقة العمل التي قدمها عن أهمية الفحص ما قبل الزواج من منظور شرعي, مشيراً إلى أن ديننا الإسلامي يحث على تنشئة جيل ومجتمع سليم ينعم فيها الزوجان بحياة سعيدة خالية من الأمراض, مستعرضاً بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بهذا الجانب.
وحث الدكتور مدخلي المخطوبين المقبلين على الزواج، عند معرفة أحدهما أو كلاهما بالإصابة بأي مرض، على عدم إتمام الزواج وفسخه، لما في ذلك من مشاق ومخاطر مستقبلية مترتبة على الزوجين والأبناء, ومهيباً بأولياء أمور الزوجين بعدم إجبار أبنائهم وبناتهم المخطوبين على الزواج في حالة رفضهم له. واستعرض الدكتور حسين عقيلي في ورقة العمل التي قدمها خلال الندوة الأمراض الوراثية والأمراض المعدية الأخرى وبين مخاطرها وكيفية الوقاية منها ومعالجتها .
واشتملت الندوة على نقاش مفتوح مع المتحدثين في الندوة بمشاركة الحضور، حيث تطرق النقاش إلى أهمية الفحص ما قبل الزواج، وما يتعلق به من منظور شرعي واجتماعي وطبي.
من جهة أخرى، أوضح مدير إدارة الطب الوقائي بصحة جازان المشرف على الندوة سراج دخن ل "سبق" بأن إدارته تسعى جاهدةً لإقامة مثل هذه الندوات لكل أفراد المجتمع، حيث أقيمت العديد من المحاضرات التوعوية التي ركزت على أهمية الفحص ما قبل الزواج، والحث عليه، والتعريف بالأمراض المعدية والوراثية ومخاطرها في المدارس ودور التعليم والمحافل العامة، وعبر الوسائل الإعلامية المختلفة وخطب الجمعة.