اظهر مقطع فيديو متداول كلمة مؤثرة ألقاها وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، خلال اجتماعه بقادة ومنسوبي الألوية والوحدات الميدانية والمساندة، في جولته التفقدية للألوية والوحدات الميدانية والوحدات المساندة بخشم العان، الأحد الماضي. الفيديو أظهر الكلمة الأخيرة التي قالها الأمير متعب في نهاية الاجتماع عندما قال: " كلمة أخيرة ودي أقولها، والله أني أقولها من قلبي ، لعن بو اللي ما يحبكم يا رجال الحرس".
القاعة ضجت بالتصفيق الحار من قِبل منسوبي الحرس الوطني فيما ظهر على الأمير متعب التأثر وبدأ في مسح دموعه ، وهو يردد والله إني أحبكم".
وقال مبرراً تأثره وتوقفه عن الكلام "اعذروني والله إني أحبكم". تأثر الأمير متعب بن عبدالله جعله يعتذر من الحضور ويغادر مقر الاجتماع مطالباً الالتقاء بمن أرادوا مقابلته. ويأتي تأثر الأمير متعب بن عبدالله، لما شاهده من ارتفاع للروح المعنوية لضباط وأفراد الحرس الوطني وإرخاصهم لأرواحهم فداءً للوطن وجاهزيتهم وحسن استقبالهم كما جددت الزيارة لخشم العان ذكرياته في الحرس الوطني الذي قضى فيه أكثر من 40 عاماً.
وأكّد شهود عيان أن المنديل الذي كفكف به الأمير متعب دموعه، سارع أحد منسوبي الحرس الوطني للاحتفاظ به لكونه كفكف دموع قائد الحرس الوطني.
وعن قصة الموقف المؤثر قال مدير الشؤون الإعلامية في مكتب الأمير متعب بن عبدالله، الأستاذ جابر القرني: "دموع الأمير متعب بن عبدالله لم تنزل بل ارتفعت لأنها دموع الرجال ودموع الشموخ والمحبة لرجال الحرس الوطني".
وأضاف "قصة الدموع أنه التقى إخوانه وزملاءه رجال الحرس الوطني وفي الميادين نفسها التي عاش معهم فيها سنوات طويلة، ولأنه كان صادقاً شفافاً معهم كما عهدوه، غمروه بمحبتهم فقال "لعن بو اللي ما يحبكم يا رجال الحرس"، غاب كل شيء وحضرت دموع الرجال".
وبيّن القرني أنه وبعد كثرة الاستفسارات وظهور تفسيرات غير صحيحة استفسر من الأمير متعب والذي قال "الموقف تلقائي وليس له أي دوافع أو تفسيرات، تأثرت بعد مشاهدتي للروح العالية لمنسوبي الحرس الوطني وشموخهم وفدائيتهم ووفائهم". وكان المشهد المؤثر للأمير متعب قد شهد تفاعلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقاً عليه قال الإعلامي هاني الظاهري: "متعب بن عبدالله، متعب الخيل دمعت عيناه وهو يصافح رفاق العمر رجال الحرس الوطني، دموع الكبار تصعد بقلوب محبيها فلله دره، رجل بحجم ومكانة متعب يقول علانية وأمام المئات بكل بساطة ومحبة "لعن بو قلب ما يحبكم يا رجال الحرس الوطني"، ثم تدمع عيناه، بذلك يقدم درساً مجانياً في تلاحم الرئيس بمرؤوسيه، يقدم درساً إنسانياً في معنى أن تكون قائداً من الناس لا عليهم".
وآثار المشهد قريحة عددٍ من الشعراء حيث علق عليه الشاعر نايف بن معلا في بيتين شعريين قال فيها: منه الوفا ماهو غريب علينا متعب ومن جاراه بالطيب يتعب لكن دعتنا من وفاها وجينا دمعة وفا طاحت من عيون متعب
من جهة أخرى قال الإعلامي والشاعر عبدالله عبيان "دموع الأمير متعب أمام زملائه في الحرس الوطني أعادت للأذهان دموع هذا الإنسان وشموخه في قضية سليمان المانع ، في قضية سليمان المانع وقف الأمير متعب بشموخ الفارس وخاطبه قائلاً "أنت ابن هذا الوطن وأنا شريكك في الغربة وشريكك في الفقر"، كانت دمعة الإنسان كفيلة بإنهاء غربة سليمان المانع فقد وعد وأوفى وأصبح سليمان المانع أحد أبناء هذا الوطن". ونشر "عبيان" أبياتاً شعرية قال فيها: ودك تشوف المجد في صورة إنسان ناظر شموخ طويق ودموع متعب دمعن جبر كسر ورفع روس فرسان وكسى فقير الحال بشتن مقصب والله ما ننسى مواقف كحيلان حر على صيد الجزيلة مدرب في ضف ابو متعب ربا طير حوران ومن طيب راسه صار للعز مطلب
وكان الأمير متعب بن عبدالله قد قال في كلمته لمنسوبي الحرس الوطني الأحد الماضي "الوطن غالٍ.. ولا تحميه إلا سواعد أبنائه". وأضاف أن هذه البلاد مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين ومقدساتها ومكتسباتها وأمنها وأمانها واستقرارها أمانة في أعناق الجميع، منوهاً بصدور الأمر الملكي الكريم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه وحماية أمن واستقرار الشعب السعودي الأبي.
وأكّد أن الوطن غالٍ على الجميع ولا يحمي الوطن إلا سواعد أبنائه ويجب أن نكون صفاً واحداً في سبيل أداء واجباتنا على أكمل وجه، وأشار إلى أن المسؤولية مشتركة بالقدر نفسه على عاتق الجميع.
وأشاد بالتعاون والتكاتف بين مختلف القطاعات العسكرية وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني التي تحمل جميعها شرف الذود عن حياض الوطن بالغالي والنفيس وهي رسالة سامية وهدف نبيل يتشرف به جميع منسوبي القطاعات العسكرية، مؤكداً أن المواطن السعودي هو خط الدفاع الأول بوعيه ووطنيته وإخلاصه ووقوفه صفاً واحداً مع قيادته الرشيدة التي لا تألو جهداً في سبيل رفاهية وأمن المواطن واستقرار ونمو الوطن العزيز.