واصلت 225 أسرة أمريكية رفع قضايا ضد طبيب أعصاب عربي يعمل في السعودية، وسبق له أن عمل في مستشفى "أوكوود" في مدينة ديربورن وتسبب تشخيصه الخاطئ من أجل المال في مشاكل كبيرة لعشرات الأطفال بدءاً من عام 2002، فيما نشرت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، أمس الأول، حواراً مع زوجين أمريكيين، قالت: إنهما من بين أكثر من 200 أسرة، سبق لها أن أعلنت عن تعرضها لأضرار بالغة بسبب تلاعب مارسه طبيب الاعصاب المختص بالأطفال. وقالت الشبكة: إن الدكتور ياسر عواد، الذي نشرت "سبق" قبل ذلك معلومات عن قضيته، يواجه اليوم أكثر من 200 دعوى قضائية بسبب التشخيص الخاطئ من أجل الحصول على المزيد من المال، ما سبب مشاكل كبيرة لعشرات الأسر، بدءا من عام 2002. كما أفردت صحيفة "صدى الوطن"، وهي صحيفة عربية تصدر في أمريكا الشمالية، تغطية واسعة لقصة الطبيب تحت عنوان "طبيب أعصاب أطفال في مستشفى أوكوود متهم بتشخيصات خاطئة لمرض الصرع بهدف الحصول على المزيد من المال". وقالت الصحيفة: "كان الزوجان برايان وآنجيل جاي، يريدان إنجاب أطفال آخرين، لكن الدكتور ياسر عواد طبيب أعصاب الأطفال السابق في مستشفى أوكوود في مدينة ديربورن حذرهما من الإقدام على ذلك" . و تقول آنجيل (28 عاماً): لقد قال لنا: إننا يجب أن نمتنع عن إنجاب أي أطفال جدد لأنهم سينتهون مصابين بمرض الصرع. وكان الدكتور عواد قد شخص طفلهما برايان (عمره الآن 9 سنوات) باضطراب الصرع عندما كان في عمر الثالثة. ووضع طبيب الأعصاب للطفل برنامج علاج بأدوية قوية مضادة لنوبات الصرع، وأمر بإجراء فحوصات لدماغه أربع مرات سنوياً. وفق ما يقوله محامي العائلة من مدينة فارمنجتون هيلز. وعندما تسببت الأدوية الموصوفة للطفل بمشاكل في الذاكرة وبالنعاس والهزال، قرر والداه عرضه على طبيب مختص آخر في ميتشيجن، الذي أجرى له فحصاً للدماغ أظهر عدم وجود أي دلائل لمرض الصرع. يقول الأب: "لقد صعقنا للنتائج". والطفل برايان جاي واحد من سبعة أطفال ترد أسماؤهم في متن دعوى قانونية قيد النظر في محكمة وين الجوالة ضد الطبيب عواد ومستشفى مركز "أكوود" الطبي في مدينة ديربورن. وتفيد الدعوى بأن عواد شخص بصورة خاطئة مئات الحالات لدى أطفال من منطقة ديترويت، بوصفها حالات صرع، فقط من أجل رفع مستوى راتبه من مستشفى "أوكوود" التي كانت تدفع له أجوراً إضافية عن العمليات التي كان يجريها. غير أن إدارة مستشفى "أوكوود" تنفي هذه التهم. وبوصفه طبيباً متخصصاً بطب أعصاب الأطفال، وهو حقل طبي صغير وعالي الاختصاص، نمت ممارسة عواد لهذا الاختصاص في السنوات الثماني التي عمل خلالها في منطقة ديترويت. وفي عام 2005 كان الطبيب عواد الأرفع أجراً من بين سائر أطباء مستشفى أوكوود في مدينة ديربورن، حيث حصل على مرتب سنوي بلغ 600.692 دولاراً، منها فقط 250 ألف دولار كراتب أساسي، والباقي يأتي من عقد مع المستشفى يجلب بموجبه "البزنس" لها. وتضيف الصحيفة: أقدم عواد على رفع راتبه من خلال التشخيص الخاطئ لمئات الحالات من الصرع لدى أطفال من منطقة ديترويت، بعضهم لا يزالون ربما غير مدركين أنهم عولجوا بصورة خاطئة لمرض غير مصابين به، وفق ما يقول محاميان من مدينة فارمنجتون هيلز يمثلان 225 من المرضى السابقين للطبيب عواد، ومن ضمنهم 7 ترد أسماؤهم في متن الدعوى المرفوعة حالياً ضده وضد مستشفى أوكوود. وينوي المحاميان القائمان بهذه الدعوى أن يطلبا من القاضي دافني كورتس، السماح بإجراء عشرات المقابلات الإضافية، ومنها مقابلات مع مسؤولين كبار في مستشفى أوكوود، وهي الخطوة الضرورية لجعل الدعوى ذات صفة جماعية، غير أن القاضي قد يأمرهما بمحاولة التوصل إلى تسوية مرة أخرى. وتتهم الدعوى عواد بالتشخيص الخاطئ والمتعمد لحالات صرع لدى أطفال، من أجل كسب المزيد من المال. وقد أقدم عواد حتى على زرع أجهزة في أدمغة عدد من الأطفال للتحكم باضطراب الصرع، الذي لم يكونوا يعانون منه أصلاً، حسب ما يقول المحاميان برايان بينير ونانسي سافاجو. وبعد عدة أشهر من بداية التحقيقات التي أطلقتها وزارة الصحة الأمريكية، أقفل الدكتور عواد عيادته في مدينة ديربورن، وغادر الولاياتالمتحدة لممارسة طب أعصاب الأطفال في المملكة العربية السعودية، حسبما أكدت عدة تقارير أمريكية خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أنه بدأ العمل في المملكة في عام 2007.