"يا أخي الكريم يا أختي الكريمة، امسح وامسحي المقاطع الإباحية الموجودة الآن في جوالك، واتركها لله. فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، اتركها لله، وصدقني بأن الله تعالى سوف يعوضك خيراً منها". كانت هذه نصيحة الشيخ عادل المقبل في حلقة مساء أمس من برنامج "رأت عيني" الذي تدعمه إعلامياً "سبق"، ويعرض على قناة المجد الفضائية التي جاءت بعنوان "الاختراق" وعرضت عدة تقارير مع مساجين في قضايا جرائم معلوماتية، وتناولت الدردشات والمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، وعرضت أرقاماً مذهلة عن صناعة الإباحية. وعرض البرنامج تقريراً مصوراً عن شاب قبض عليه رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في جريمة أخلاقية إباحية إلكترونية. وقال الشاب: إنه كان يبتز الفتيات بعد التعرف عليهن عن طريق الدردشة الإباحية وتسجيله لمقاطع فيديو لهن . وفي تقرير آخر مصور عُرض مع سجين في جرائم معلوماتية قال: "أنا مسؤول اشتراكات في أحد المواقع الكبيرة المعروفة للدردشات الإباحية، وكانت الموهبة هي السبب الأول لخوض مثل هذه التجربة". وأضاف: "كانت تأتيني اتصالات كثيرة يريدون اشتراكات، وكانت تصلى في الأسبوع إلى 16 ألف اتصال من شبان وفتيات يريدون الاشتراك في الموقع، وكانت أعمارهم تصل إلى 50 سنة". وقال: "إذا كان هناك عرض فتاة وهي متعرية كاملة يصل عدد المشتركين والمتواجدين خلال العرض من 2000 شخص إلى 4000 شخص في الساعة". وتابع: "أعرف شباباً كانوا يبتزون الفتيات التي يعرضن أنفسهن في المواقع، وكانوا يبتزونهن بمبالغ خيالية تصل إلى 30 ألف ريال أو 40 ألف ريال". وأوضح: "بالنسبة إلي أنا قُبض علي في قضية ابتزاز وتمت مراقبتي ووصلوا إليّ عن طريق مقر عملي، وتم القبض علي". وقال: "أنصح كل أولياء الأمور وكل رب أسرة أن ينظر لبناته وألا يشتري لبناته أجهزة فيها كاميرات، وأن ينتبه لبناته لأني وبصراحة أعرف بنات كنت أكلمهن يقولون لي: يمر شهر أو شهران ما نشوف أبونا. أنا أنصح كل ولي أمر بمراقبة بيته وبناته". من جانبه، ذكر الشيخ عادل المقبل إحصائية عالمية عن المواقع الإباحية في شبكة الإنترنت، وقال: إن عدد المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت يبلغ أربعة ملايين و 200 ألف موقع، بنسبة 12 % من إجمالي المواقع على شبكة الإنترنت. وأضاف أن عدد مرات البحث عن المواقع الإباحية بمحركات البحث 68 مليون طلب يومياً, مشيراً إلى أن عدد الرسائل الإلكترونية الإباحية يبلغ 2.5 مليار رسالة يومياً، ونسبة زوار المواقع الإباحية لمستخدمي الإنترنت 42 % من إجمالي زوار الشبكة. وأضاف: تبلغ نسبة تحميل المواد الإباحية عبر الإنترنت 35 % من إجمالي المواد المحملة. وكشف أن الدخل السنوي لصناعة الإباحية عبر الإنترنت يربو على 12 مليار دولار أمريكي. وقال: إن عدد المواقع الإباحية التي تحتوي على مواد إباحية للأطفال أكثر من عشرة ملايين موقع, فيما يبلغ إجمالي عدد الزوار الشهري للمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت أكثر من 72 مليون زائر و 89 % من زوار غرف الدردشة يقومون بمواضع جنسية كنوع من أنواع التحرش. وعلّق الشيخ المقبل على هذه الإحصائية بأن هؤلاء جميعاً في العالم يبحثون عن السعادة. وذكر المقبل أن هذه المشكلة تعد ظاهرة عالمية، ومشكلة محلية لم تصل لحد الظاهرة. وقال: "غالباً الذي يدخل مثل هذه المواقع إنسان ضعيف، ارتباطه بالله ضعيف، صلاته ضعيفة، لأن الله جل وعلا قال: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فهو إنسان دائماً منغلق ومنطوٍ، وقع في شراك هذه المصيبة وفي هذه القاذورات، لا تخلو من قضية الشهوة وأصبح هو والحيوان سواء". وفي اتصال هاتفي للبرنامج تداخل الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد الزبن رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام، وذكر أن هناك أسباباً تقنية أو اجتماعية أو اقتصادية قد تجعل الشخص يلجأ لهذه المشكلة ويقع فيها. وعلّق الشيخ المقبل في ختام الحلقة قائلاً: "إن الفقر ليس مبرراً لابتزاز الناس وأكل الحرام، فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، والأمر الآخر أقول: إن البعض تُرك ولم يقبض عليه فلا يحسب أننا غافلون عنه، لكنه تُرك ليعرف من خلفه. والأمر الثالث لا بد من طرح مشكلة أخواتنا اللاتي يتصلن بنا من خارج المملكة، وكيف يستطيعون أن يخرجوا من هذه الأزمة وهذه المشكلة".