قدم الحارس الإسباني "إيكر كاسياس" واحدة من أسوأ مبارياته التي - بلا شك – هي نقطة سوداء في تاريخ مسيرته الدولية حارساً لعرين المنتخب الإسباني، بتسببه في الخسارة من هولندا بخمسة أهداف نظيفة. "كاسياس" كان المتسبب في اهتزاز مرماه بثلاثة أهداف، ومنح هولندا فوزاً تاريخياً، أذل به كبرياء أبطال العالم وأوروبا. "إيكر" ارتكب خطأ مكرراً في مبارياته الأخيرة، سواء مع المنتخب أو مع ناديه ريال مدريد، بالخروج الخاطئ من مرماه، الذي كاد يكلف ناديه خسارة اللقب الأوروبي أمام أتليتكو مدريد، بعد أن تسبب في الهدف الأول بسبب خروج خاطئ من مرماه لولا رأسية راموس التي أنقذت الموقف، وتكرر الخروج نفسه بعد تقدم الملكي بهدفين في الشوط الإضافي، لولا أن المدافعين أنقذوا المرمى.
ولم يتعلم القائد من خطئه في النهائي الأوروبي خلال مباراة الأمس أمام هولندا؛ ليكرر الفعلة نفسها، ويتقدم كثيراً عن مرماه مانحاً الهولندي "فان بيرسي" فرصة إحراز هدف التعادل، ويكتفي فقط بمشاهدة الكرة وهي تدخل مرماه. وظهرت رعونة "كاسياس" وتوتره في الهدف الرابع، بعد أن فشل في السيطرة على كرته ليستغل "فان بيرسي" رعونته بإحراز الهدف الرابع.
واكتملت سلسلة أخطاء الحارس الإسباني في الهدف الخامس، بعد أن خرج من مرماه ليمنع هجمة مرتدة قادها "آرين روبين" متجاهلاً تحذيرات زميله "سيرخيو راموس" بالبقاء في المرمى وعدم الخروج منه؛ ليمنح الجناح الهولندي فرصة إحراز الهدف الخامس بطريقة أذل بها "كاسياس" وزملاءه المدافعين.
أداء الأخطبوط في مباراة الأمس رآه كثيرون دليل براءة للمدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو" مدرب ريال مدريد السابق، الذي اتخذ قراراً بالاعتماد على الحارس الثاني "دييغو لوبيز" وإبقاء كاسياس على مقاعد البدلاء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة جماهير الريال التي تعشق "إيكر"؛ لكن كان أداء الحارس دليلاً على صحة قرار مورينيو.
إلا أن البعض يرى أن تراجع مستوى "كاسياس" يتحمله مورينيو الذي أجلسه على مقاعد البدلاء؛ ما أفقده حساسية المباريات، إلا أن ما يدعم وجهة نظر "مورينيو" أن مدرب الملكي الحالي "كارلو أنشيلوتي" سار على نهج "مورينيو" نفسه، وواصل اعتماده على "لوبيز" حارساً أساسياً، والاعتماد على كاسياس في مباريات الكأس ودوري أبطال أوروبا فقط.
ويبقى السؤال هنا: هل سيؤثر أداء كاسياس في المونديال على مسيرته الدولية، ويضع حدًّا لوجوده مع منتخب الماتادور؟ وهل سيكون ذلك سبباً رئيسياً في رحيله عن ريال مدريد بعد أن ظهر جلياً تراجع مستواه؟ أم أن الحارس الأخطبوطي سيستغل ما بقي من عمر المونديال ليرد على المشككين، ويستعيد عافيته سريعاً، ويستفيد من أخطائه، خاصة أن المونديال لا يزال في بدايته؟