احتفت الصحف الهولندية، الصادرة اليوم (السبت)، بالفوز العريض الذي حققه منتخب الطواحين على نظيره الإسباني، في أولى مبارياتهما بمونديال 2014 في البرازيل، إذ «ثأر» الهولنديون بخماسية من رجال المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، الذين هزموهم في نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. وفي الجانب الآخر، كانت ردود فعل وسائل الإعلام الإسبانية، اليوم، تجاه هزيمة منتخب بلادهم، بين وصف الخسارة ب«المذلة»، و«الصفعة»، و«الكابوس». ومن هولندا، افتتحت صحيفة «دي فولكسكرانت»، اليوم، أولى صفحاتها بعبارات مثل «بداية حالمة» لهولندا في كأس العالم، وتحدثت عن «الإحساس الرائع» الذي شعر به مشجعو «الطواحين»، لنجاح «خطة المدرب المخضرم لويس فان جال» خلال مباراة أمس، مضيفة: «نجح الفريق الهولندي في إبهار العالم، خلال إحدى مبارياته التاريخية في كأس العالم». وأكدت: «أمر لا يُصدّق، لكنه حقيقي». بينما كتبت «دي تليغراف» في صفحتها الأولى «بداية محلقة. ثأر لا مثيل له أمام إسبانيا»، مبرزة أن «لا أحد كان يتوقّع أن يحظى فريق من الشباب يقوده لويس فان جال، بفرص أمام بطلة العالم حالياً إسبانيا». وشدّدت على أن طريقة اللعب بدفاع صلب، ومهاجمين اثنين متحركين، فان بيرسي، وروبن، «أثبتت نجاحاً أمام إسبانيا». وتطرّقت الصحيفة إلى كيفية تلاعب مهاجما هولندا، روبن فان بيرسي، وآريين روبين، بخط دفاع وحارس مرمى منتخب إسبانيا إيكر كاسياس، لا سيما روبين الذي «أخذ بثأره الخاص» من كاسياس، بعد مونديال 2010، بينما أكد فان بيرسي: «طالعتُ لقطات يظهر فيها كاسياس بعيداً عن المرمى. أديتُ اللعبة، وكانت رائعة». وأشارت شبكة «نوس» الإعلامية إلى أن سبعة ملايين شخص شاهدوا المباراة، وكيفية أخذ الفريق الهولندي بثأره «بطريقة قاسية» من إسبانيا، عقاباً للأخيرة على هزيمتها لهولندا في نهائي مونديال جنوب أفريقيا. وبالمثل، ذكر موقع «دوتش نيوز» الإخباري أن هولندا «سحقت» إسبانيا، وأورد تصريحات المدرب لويس فان جال، التي قال فيها «لم أتوقّع أن تسير الأمور على هذا النحو». وفي بلجيكا، أكدت صحيفة «لو سوار» أن «الهزيمة القاسية تغرق إسبانيا في شكوك عميقة»، إلا أنها أشارت إلى أن «الوحش الجريح قد يصبح أخطر من أيّ وقت مضى». واحتفت «دي مورغن» ب«انتهاء إعادة مباراة نهائي مونديال 2010، بانتقام تاريخي لهولندا»، إذ أبرزت أن فان بيرسي، وآريين روبين، «أطلقا العنان لشياطينيهما» أثناء إحراز أهدافهما في شباك حارس مرمى إسبانيا إيكر كاسياس. فيما عنونت «دي شتاندارد» ب«هولندا تعصف بإسبانيا». على الجانب الآخر، عنونت صحيفة «ماركا»، على الصفحة الأولى من موقعها الإلكتروني: «إذلال مونديالي»، مضيفة: «بداية كارثية. بطل العالم يتعرّض للإذلال من جانب هولندا في شوط ثانٍ استعراضي، من روبن ورفاقه. هدايا كاسياس والدفاع، فضلاً عن الأخطاء التكتيكية، وفي التغييرات، أسفرت عن موجة من الأهداف. خماسية لن تُنسى، أحرزها فان بيرسي (هدفين)، و(آريين) روبين (هدفين)، ودي فريج». أما صحيفة «آس» أكدت أن ملعب «أرينا فونتي نوفا» شهد «أسوأ كابوس لأبطال العالم»، موضحة أن «روبين، وفان بيرسي، بهدفين لكل منهما، أوقفا الهجمات المرتدة لمنتخب إسبانيا». وأضافت: «تمكّنت هولندا من تعويض تأخرها بهدف من ضربة جزاء مشكوك في صحتها لدييغو كوستا. في الهدف الثالث للبرتقاليين، ارتكب كاسياس خطأً واضحاً. لم تستقبل شباك إسبانيا خمسة أهداف منذ العام 1963»، في إشارة إلى هزيمة الإسبان أمام الأسكتلنديين 2-6. بينما تحدثت صحيفة «موندو ديبورتيفو» عن «صفعة هولندية لبطل العالم». وأبرزت أن «إسبانيا سقطت بهزيمة نكراء بخماسية أمام هولندا في مستهل حملتها للدفاع عن لقبها في مونديال البرازيل. أحرز تشابي ألونسو هدفاً من ضربة جزاء. ثم فان بيرسي هدفين، وأضاف روبين هدفين، وكذلك سجل دي فريج هدفاً». كما أكّدت صحيفة «سبورت» أن «إسبانيا تشهد أسوأ كوابيسها». إذ أشارت إلى أن ما حدث هو السيناريو «الأسوأ غير المتوقع على الإطلاق. فبدأت إسبانيا مونديال البرازيل باستقبال خماسية تاريخية، تُعتبر ثأراً قاسياً من هزيمة هولندا في نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا». بالمثل، شدّدت صحيفة «الباييس» على أن «هولندا أذلتنا. أذلت بطل العالم»، مضيفة أن «روبن، وفان بيرسي، ودي فريج، سجلوا أهداف الطواحين التي يقودها لويس فان جال، والذين ظهر تفوقهم واضحاً في الشوط الثاني. تقدّمت إسبانيا في الشوط الأول بهدف من ضربة جزاء، سددها بنجاح تشابي ألونسو. لكن كاسياس ولاعبو الدفاع أفسدوا الأمر وتسببوا في هزيمة تاريخية 5-1». وجاءت صحيفة «إلموندو» بعنوان «بداية مأساوية. انهار منتخب إسبانيا بهدف فان بيرسي قبل الاستراحة بين الشوطين. وضرب الهولنديون بقوة في الثاني، بقيادة روبين، واستغلوا الهفوات الدفاعية الكثيرة التي ارتكبها الإسبان». وذهبت صحيفة «أي بي سي» في السياق نفسه، إذ وصفت الهزيمة ب«الإذلال من جانب هولندا. على رغم التقدم بهدف من ضربة جزاء، فالمنتخب عانى من غياب الترابط البدني والعقلي في الشوط الثاني. وتكفّل روبين وفان بيرسي بالقضاء عليه نهائياً». وأكدت أيضاً صحيفة «لاراثون» أن «هولندا أمطرت شباك إسبانيا»، وأن هذه الهزيمة «هي الأقسى التي يتعرّض لها رجال المدرب فيسنتي ديل بوسكي، الذين أصبحوا مطالبين بعدم السقوط أمام تشيليوأستراليا، في المباراتين المقبلتين، من أجل الاستمرار في المونديال. قدّمت هولندا بالفعل أوراق ترشّحها بعد إذلال أبطال العالم الحاليين». وتتصدّر هولندا المجموعة الثانية بثلاث نقاط، بفارق الأهداف، أمام تشيلي، فيما تقبع أستراليا وإسبانيا في المركزين قبل الأخير والأخير، على الترتيب، من دون رصيد.