تفاعل برنامج "الثامنة" على قناة MBC في حلقته يوم أمس الثلاثاء، مع ما انفردت به "سبق" في قضية المواطن الذي باع هوية ابنه لمقيم "يمني"، وقد شكلت وزارة الداخلية لجنة للتحقيق، وذلك في الثاني من جمادى الأولى للعام الحالي، حيث نشرت "سبق" تفاصيل وخفايا القضية في وقتها وتابعت القضية إلى أن وصلت للجهات العليا. وقال الشاب المسلوبة هويته أحمد محمد عسيري، من سكان محافظة محايل عسير، التابعة لمنطقة عسير: "سبق" هي من حل مشكلتي، بتوفيق الله، فلم تصل قضيتي إلا من خلالها، وقبل وصولي للثامنة.
من جانبه ذكر المتحدث الرسمي بوكالة الأحوال المدنية محمد الجاسر أن قضية الشاب أحمد منتهية تماماً وسيتم إصدار هوية وطنية له خلال أسبوع، مؤكداً أن القضية مثبتة شرعاً وجميع الأطراف أدينت وعلى رأسهم والده الذي ثبت بيعه لهوية ابنه.
وأضاف الجاسر: وكالة الأحوال المدنية وحّدت نموذج تبليغ الولادة، وأي مستشفى لا بد أن يلتزم بهذا التبليغ، والتسجيل يكون إلكترونياً مرتبطاً بمركز المعلومات الوطني، وبدأ تطبيق ذلك في أحد مستشفيات الرياض وسيتم ربط كامل مستشفيات المملكة بالكامل.
وقال الجاسر: إن والد الشاب أحمد حضر للأحوال المدنية وقدّم الشاب اليمني على أنه ابنه وقام بكامل التزوير وقدم جميع الإثباتات ووقّع على كامل الأوراق.
وأكمل: قضية أحمد انتهت قبل وصولها لبرنامج الثامنة ومنتحل شخصية أحمد لم يقبض عليه والهوية الوطنية المزورة التي يحملها لم تعد صالحة للاستخدام ولا يستطيع استخدام رقم السجل المدني التابع للهوية الوطنية، لأنه أصبح معطلاً تماماً والشاب أحمد سيكون له إجراءات جديدة بهوية جديدة.
وكانت "سبق" قد انفردت بنشر تفاصيل قضية الشاب أحمد، حيث علمت أن وزارة الداخلية، شكَّلت لجنة للتحقيق في قضية بيع رقم سجل مدني خاص بمواطن سعودي لمقيم يمني، بعد أن اكتشف المواطن عملية بيع الرقم بالصدفة عند بلوغه السن القانونية، ورغبته في استخراج هوية وطنية ليكتشف أن والده كان خلف عملية بيع الهوية.
"سبق" تواصلت مع المواطن المسلوبة هويته أحمد محمد عسيري، حيث قال: بداية معاناتي في عام 1428ه عند بلوغي للسن القانونية لاستخراج بطاقة الهوية الوطنية، تقدمت للأحوال المدنية بمحايل عسير بطلب إصدارها، وأفادوني بأنه قد تم استخراجها بنفس اسمي ورقم سجلي المدني المدوَّن في سجل الأسرة.
وأضاف: بعد البحث والتأكد اتضح أنه قد غرِّر بوالدي، من عصابات تبيع وتشتري في السجلات المدنية، بأموال طائلة لا أعلم أين تذهب هل في مخدرات أم أعمال إرهابية وإخلال بأمن وأمان هذا الوطن الغالي، أم هو جشع وحب للمال، فكنت ضحية مثل كثير ممن فقدوا هوياتهم ولست بمفردي من يعاني.
وأضاف "العسيري": والدي أحضر مقيماً من الجنسية اليمنية، وهو مخالف لنظامي العمل والإقامة، وذهب به إلى الأحوال وادَّعى أنه ابنه وأكمل جميع الإجراءات وأصدر له بطاقة الهوية باسمي ورقم سجلي الخاص، فأصبحت المجهول ومن يومها فقدت كل شيء كنت أحلم به، حيث إنني طرقت كل باب ولكن دون جدوى، وكنت أذهب لمراجعة الأحوال وكان هناك مماطلة لحل مشكلتي بوجود أيادٍ خفية تخبر والدي بمجرد دخولي إلى مبنى الأحوال فيتصل بي ويأمرني بالخروج والعودة إلى المنزل.
وأردف "عسيري": أخبرني مدير الأحوال المدنية بمحايل عسير أحمد عامر، أن هناك توجيهاً من وزارة الداخلية بالتحقيق في القضية أنا ومن معي ممن بيعت أرقام سجلاتهم ويعود الأمر لعام 1429ه، وكل يوم تزداد معاناتي ففي عام 1433ه بترت ذراعي اليمنى إثر حادث مروري تعرضت له وتبرَّع لي الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز، مشكوراً بذراع صناعية ولم أستطع حتى الاستفادة مما يصرف من الدولة من إعانة للمعاقين؛ لعدم وجود إثبات هوية، فلا أستطيع الذهاب للمستشفى للعلاج ولا أستطيع السفر، وأتجنب نقاط التفتيش والحملات الأمنية بسبب أنني لا أملك هوية وطنية.
وتابع المواطن: تقدمت ببرقيات لوزارة الداخلية، وعرائض لأمير منطقة عسير ولمحافظ محايل عسير، والأحوال المدنية في منطقة عسير، والمباحث الإدارية ويوجد لي معاملة في وكالة الأحوال المدنية بالرياض الإدارة العامة للسجل المدني وسجل الوقعات من تاريخ 15/ 3/ 1434ه، حتى تاريخه وما زالت تحت الإجراء فأنا الآن في الصف الثالث الثانوي قد حرمت من اختبار القدرات "قياس" ثلاث مرات متتالية وكلها أيام ونتخرج من المرحلة الثانوية وكل زملائي سوف يحملون شهاداتهم ويكملون مسيرتهم فمنهم من سيبحث عن عمل ينفع به وطنه وأهله، ومنهم من يكمل التعليم الجامعي وأنا لا أستطيع تحقيق أي حلم حلمت به إلا بعد استخراج بطاقة الهوية الوطنية.