علمت "سبق" أن هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" شكلت لجنة للتحقيق في قضية بيع رقم سجل مدني خاص بمواطن سعودي لمقيم يمني، بعد أن اكتشف المواطن عملية بيع الرقم بالصدفة عند بلوغه السن القانونية، ورغبته في استخراج هوية وطنية ليكتشف أن والده كان وراء عملية بيع الهوية، ويأتي ذلك تفاعلاً مع ما نشرته "سبق" عن تفاصيل القضية في الثاني من جمادى الأولى للعام الحالي. وذكرت المصادر أن هيئة مكافحة الفساد في منطقة عسير تابعت القضية بعد نشرها في "سبق"، وبعد اكتمال التفاصيل تم تحويل معاملتها إلى الإدارة الرئيسية لمكافحة الفساد في الرياض -تحتفظ "سبق" بأرقام المعاملة- والتي بدورها أحالت القضية إلى وزارة الداخلية "وكالة الأحوال المدنية" للنظر فيها واتخاذ الإجراءات اللازمة.
المواطن المسلوبة هويته أحمد محمد عسيري، من سكان محافظة محايل عسير، التابعة لمنطقة عسير، قال ل "سبق": غداً تبدأ الاختبارات النهائية وتنتهي كل أحلامي مع نهاية المرحلة الثانوية بدون شهادة تخرج وبدون بطاقة أحوال رغم أن إدارة التربية والتعليم بمحافظة محايل عسير شكلت لجنة لمتابعة قضيتي بحكم أنني أحد طلاب المرحلة الثانوية، وقامت بدراسة وضعي الدراسي والاجتماعي والنفسي ومشكلتي الأساسية وهي أنني بدون هوية وطنية منذ عام 1428ه.
وتابع المواطن: كيف يتم إرجاع معاملتي للأحوال المدنية وهي خصمي؟ فأنا أطالب مكافحة الفساد التي اطلعت على القضية بكاملها كشف الفساد والتلاعب الذي حدث وتم فيه بيع هويتي الوطنية ومحاسبة كل من له يد في هذه القضية.
وكانت "سبق" نشرت عن قضية مواطن باع هوية ابنه لمقيم "يمني" وتواصلت "سبق" مع المواطن عسيري الذي قال: عند بلوغي للسن القانونية لاستخراج بطاقة الهوية الوطنية، تقدمت للأحوال المدنية بمحايل عسير بطلب إصدارها، وأفادوني بأنه قد تم استخراجها بنفس اسمي ورقم سجلي المدني المدوَّن في سجل الأسرة.
وأضاف: "بعد البحث والتأكد اتضح أنه قد غرِّر بوالدي، من عصابات تبيع وتشتري السجلات المدنية، بأموال طائلة لا أعلم أين تذهب هل في مخدرات أم أعمال إرهابية وإخلال بأمن وأمان هذا الوطن الغالي، أم هو جشع وحب للمال، فكنت ضحية مثل كثير ممن فقدوا هوياتهم ولست بمفردي من يعاني".
واردف "العسيري": "والدي أحضر مقيماً من الجنسية اليمنية، وهو مخالف لنظامي العمل والإقامة، وذهب به إلى الأحوال وادَّعى أنه ابنه وأكمل جميع الإجراءات وأصدر له بطاقة الهوية باسمي ورقم سجلي الخاص، فأصبحت المجهول ومن يومها فقدت كل شيء كنت أحلم به، حيث إنني طرقت كل باب ولكن دون جدوى، وكنت أذهب لمراجعة الأحوال وكان هناك مماطلة لحل مشكلتي بوجود أيادٍ خفية تخبر والدي بمجرد دخولي إلى مبنى الأحوال فيتصل بي ويأمرني بالخروج والعودة إلى المنزل".
وتابع "عسيري": "أخبرني مدير الأحوال المدنية بمحايل عسير أحمد عامر، أن هناك توجيهاً من وزارة الداخلية بالتحقيق في القضية أنا ومن معي ممن بيعت أرقام سجلاتهم، ويعود الأمر لعام 1429ه، وكل يوم تزداد معاناتي ففي عام 1433ه بترت ذراعي اليمنى إثر حادث مروري تعرضت له وتبرَّع لي الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز، مشكوراً بذراع صناعية ولم أستطع حتى الاستفادة مما يصرف من الدولة من إعانة للمعاقين؛ لعدم وجود إثبات هوية، فلا أستطيع الذهاب للمستشفى للعلاج ولا أستطيع السفر، وأتجنب نقاط التفتيش والحملات الأمنية لأنني لا أملك هوية وطنية".